الموضوع: رب اغثني
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 2010-02-05, 7:13 PM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي رب اغثني
اللّيلُ غَيْهَب ..!
ومُضغَتي لا يَنفكّ عَنّها الوَجِيب !
كأنّما بين الضُلوع طير يُرفْرِف ..!

يُنازِعُ الوَجع ..!
يُصارِعُ الألم ..!
يَسْتَجْدي البَقَاء ..!

..

أَطْرَافي مَقْرورة .. !
وجَسَدي وَاهِن ..!
ورُوحي مُختنقة ..!
وأنا جَاثِمَة ..وَاجِمَة ..!
لا أَقْوى حِراك .. !

..

أسيفة ..جِدُّ أسِيفة ..
تُظللني غَمَامة بُؤس تُمْطِرُ فَزَعا !
- ولا تنقشع - !

ويَطْفرُ من قرارةِ عَيني دمعٌ سَاخِن ..!
- ولا يَرقأ -!

وأَسْمالُ الضِيق تُسربلني !
وَأَلْفُظها ..!
وأنبُذها ..
وَمَا أَقْوى !!

..

وَرِكْزٌ مِنْ فَضَاءاتِ اليقين يَهْتِفُ بي :
} لَيسَ لَهَا مِن دُونِ الله كَاشِفَة { ..
وحَنَاجِرُ قَلب تُرتّل :
} فَفِرُّوا إِلَى الله { ..!

..

بَعَثتُ وَمْضَةً خَاطِفة ..
رِجاء دعوة صدق ..
مِن مُهجٍ مباركة !
قُلتُ فيها :
[ كَأنَّمَا في الجِيدِ حَبْلُ مَسَد !
يخْنقني ..
يُعييني ..
ربِّ رُحماك ..
رُحماك ..
إنّي أذوي ..
أتلاشى ..
أَنْهَااار ..
)": ] ..
/

ثُمَّ خَرَجْتُ الزّفيفَ مُذْعِنة !
أُيمِّمُ وَجْهي شَطر المَسجد الحرام !
يَحْدُوني افْتِقَارُ قَلب .. وانثِيالُ حنين ..!
..
وَطأتُ بُقْعة الطُهر ..
في آخرِ ساعات الليل ..!
ويالروعة المَكان !!

هالاتٌ نورانية .. تُضيءُ بِسناها الأُفق !
ونَسَماتٌ ربّانية .. تتنفسها الأرواح !
وأجواءٌ روحانيّة .. تبعثُ في النفوس سَكَنا !

..
سُبحان الله ..!
النّاسُ هُناك .. في حالِ خُنُوعٍ عجيب ..
كل واحد منهم قَد شُغِلَ بحاجته عن غيره !
ما بين داعٍ مُبتَهِل .. وحامدٍ شَاكر..وضَارعٍ مُنيب..ومُكبّرٍ مُلبي ..وتالٍ للقرآن!
والربُّ رَحيمٌ قريبٌ مُجيب !

..

وبينما كُنَّا نَطُوف ..
إذ بصوتِ أنينٍ خافت ..!
يُمزّقُ القُلوبَ حَزَنا .. !
يَعلو شيئاً فشيء !

تَصْغَى إليه الأسْمَاعُ قَسْرا !

أنينُ مَكْروبة ..
وتأوّه مُوجوعة ..!

أنّاتٌ غريبة ..
جِدُّ جِدُّ غريبة !
تَخْرجُ مِن أعْماقِ قلب تفطّر ذُعرا !

لا يَصِفُها كَلِم !
ولا يُترجمها بيان !

..
نَظرتُ وإذا بها إزائي ..
عَلَى ( عربيّة ) تَجْلِس !
تَئِنُّ بشدة ..
ويرتفعُ أنينها ..
حتى شدّت أنظار الجميع ..!
وظلّت ترمقها كل الأعين ..
يُمسِكُ بها اثنان ..
أحدهما مُحْرِم ..
والآخر خلافه !

..

وبعد كل هُنيهة ..
يرتفعُ الصوت أكثر فأكثر !
حتى أتمّوا الطواف ..!
ووقفوا لركعتيّ ما بعده ..
ثُمَّ انهارت ..
وصارت تبكي بشدّة ..
وتَصْرخُ بِقوّة !
والنّاسُ مِن حولها يلهجون :
( الله يرفع عنها .. الله يشفيها ) !
واضطربَ المكان ..
حتى خَلع صاحب الإحرام إحرامه فوضعه من أمامها ..
وخلع الآخر ( شماغه ) فوضعه من خلفها !

كَان المنظر مبكياً / مُوجعاً / مُؤلما ..!
يلذعُ الأفئدة بسياطٍ يُدميها !
..

أرأيتم كيف يتخبّط الشيطان مَنْ به مس ؟!
كانت كذلك والله ..!

أسأل الله العظيم .. ربَّ العرش العظيم ..
أن يرفع عنها الضُرّ والبأساء ..
وأن يشفيها عاجلاً غير آجل ..
شفاء لا يُغادره سَقَما !
وأن يُدثّر ارتعاش روحها بلُطفه ورحماته ..
وأن يُزمِّل رَوعها بسكينته وأمْنِه ..
وأن يُفرّج عنها كَرباً أضناها ..
ومَرَضاً أعياها ..!
وأن يكتب لها أجر ما ابتلاها به .. !
إنّه وليُّ ذلك والقادر عليه ..
قولوا من أعماقكم : آمين ..!
اللهم آمين ..آمين ..آمين ..
وألف آمين ..

..
وصَدَحت مآذن الحرم بالتكبير ..
إيذاناً بِفجرٍ جديد ..
وفي القلب انكسار ..
وفي الرُّوحِ ذُل ..
وفي النّفس شَعَث !
وَمكثتُ أُُتمتِّم :
[ ربِّ أمطِرني بغيثٍ من لدنك يُحييني ..
ربِّ إن لم يَكن وابل فَطَل !
رَبِّ أغثني ..
ربِّ أغثني ..!
ربِّ أغثني ! ] ..
..
وخَرَجتُ أُردّد :
[ كَمْ في الفَسيح من مَصْدورٍ يشتكي ؟! ] ..

/
قال ابو بكر الصديق رضى الله عنه : يا رسول الله كيف الصلاح بعد هذه الآية : { ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به } ، الآية ، وكل شيء عملناه جزينا به ؟ فقال : غفر الله لك يا أبا بكر ، ألست تمرض ؟ ألست تحزن ؟ ألست يصيبك اللأواء ؟ قال : فقلت : بلى . قال : هو ما تجزون به

اشراقة روح


توقيع يمامة الوادي




هل جربت يوماً اصطياد فكرة رائعة !؟
لـتـصوغـهـا فـي داخـلـك
وتـشحـنهـا بنبض قـلـبـك
وتعـطرهـا بطيب بروحك
وتسقـيـهـا بمـاء عـرقـك
حتى تنضج وتصنع منك إنساناً مبدعاً ؟