[نهى7]

أخي رائد ,,
كنتُ مثلك تماماً أو أكثر ... فلا أظنك ابتليت كما ابتليت أنا من آفات تسلسلت معي من صغري حتى الآن فتخفتي تلك وتظهر هذه فما كنت أن أحل مشكلة أو هماً إلا وقد وجدت نفسي في هم جديد .. فلا أظنك أصبت بمرض منذ صغرك يصيبك بحالة "كالشلل الكلي" فلا تقدر على أن تحرك شيئاً من جسمك عدة أيام وأنت طفل بـ6 سنوات ترغب أن تقفز وتلعب مع بقية الأطفال .. فلا أظنك تألمت وعانيت من شرب "حليب" فقط ..وحمداً لله وجد حل لهذا والآن .. لا أظنك يوماً أنه قد أساء الظن نحوك "حبيبك" ولم تجد له سبباً منطقياً يماشي عقلانيته الجافة ولو قلت له "ارحمني أنا صغير" فما نفعت هذه العبارة وما شفعت .. فلا أظن أن أرضك كانت هشة لسنة وأكثر وكنت على وشك السقوط في متاهة لا حل لها وحمداً لله حصنت الأرض وما دُخلت المتاهة .. لا أظن أن ذلك حدث معك.. والآن (واعلم أني قلت ما خطر على البال في هذه اللحظات فقط) .. لا أظنك اكتشفت أنك مصاب بآفة في جسمك وحلها صعب وطويل جداً .. الحمد لله على أي حال ولكني حقاً لا أظن أن شيئاً من هذا حدث معك .. فهناك يا أخي من هو أحق بأن يشعر بالإكتئاب منك .. ولكنه غير مكتأب .. فلماذا الإكتئاب ؟!.. هذه أولاً.. وثانياً: إن أخطأت الظن بك وأصابك شيء من ذلك .. لن يتغير ردي عليك وسأسألك .. لماذا الإكتئاب؟!.. فهناك آخرون أكثر هماً وهم أحق بالإكتئاب منك ولكنهم غير مكترثين بما حل بهم وغير مكتئبين مثلك !!..

تأمل ما كتبته جيداً واجعل عنوان الرسالة هذه (مرضى تقاعدوا الاستسلام للمرض) !!
والآن (وعلماً بأني لست مختصة بكهذا أمور ولكني حقاً أرغب بمساعدتك بما استفدته من أحد الأساتذة النفسانيين بما كان يخصني):
لن أسألك ولكني مباشرة أطلب منك طلبات بسيطة ,,
أولاً: بالتأكيد أنت تخرج للناس أحياناً ولكنك تكره ذلك كما قلت .. أطلب منك أن ترتب أفكارك وتجمع حسناتك وخصالك الطيبة وتمدح ذاتك وأفعالك أمام نفسك ومن تقابلهم كثيراً .. ولكن اجعل لذلك حدوداً .. ولا تخش أن يظن عنك شيئاً كريهاً .. لأنك إن تحسنت نفسيتك وتقوت ستقلع عن المدح لنفسك فنفسك هي التي ستمنعك عن ذلك بعدما تشعر بوصولك لإدراك مكانتك الحقيقة ..الناس تنسى وعذرك موجود عن هكذا تصرف !!

ثانياً : أمك ..أبوك .. أخوك .. أو صديقك؟؟!! .. اختر الشخص الذي ترتاح إليه وهو لا يدري أو يدري .. واسأله عن عيوبك ,, وعن الشخصية التي يريدك أن تكون عليها,, بعدما يرد عليك صمم أن تكون كما يحبك أن تكون .. وأزل عيوبك التي يكرهها فيك الشخص الذي سألته.. وعلى فكرة : تبدو لي شخصاً شجاعاً ومستعداً لمشاركة ناجحة مع أبناء وطنك وتبدو حقاً أنك لا تبالي بالمظاهر الخارجية على عكس أكثر الشباب التائه..فتعيش لأمك وأبوك ولكل اللي يحبك ولأمتك طبعاً .. فأمتك تبي ناس مستعدة لمسيرة النجاح وانت منهم ياخوي !! صدقني ..بحق أنا لا أجامل ولا أحب حتى أن أجامل..!!

هذا ما سرت عليه لأخرج من عزلتي الاجتماعية وكانت النقطة الثانية هي الأكثر تأثيراً في نفسي .. فكنت أبكي عندما أشعر بأن أخي غير راضٍ عن عدم اختلاطي بالناس وخروجي مع بقية إخوتي لنزهات طبيعية جميلة .. حتى تزحزحت صخور في قلبي كانت تعترض جريان النهر الطبيعي .. وأنا مازلت أستأصل وحدتي شيئاً فشيئاً لكي لا يبكيني أخي مرة أخرى (ليس بقسوته ولكن بحنانه وعطفه) ولأني أيضاً مللت الدروس اليومية لشجرة عائلتنا .. أنا لا أمزح فهذا ما يحدث حقاً :) ,,

وأخيراً ولم أأخر هذا لقلة أهميته ..
أخي .. إن شعرت أنك وحيد في هذه الدنيا (ليس لأنك جالس في غرفة مغلقة بل لأن الأحضان الدافئة تاهت عنك)
اعلم بأن الله يرحمك من حيث لا تعلم .. فأشعر بجمال رحمته عليك واستشعر حناناً لم تشعر به أبداً من أحد !! إن حقاً استشعرت ذلك لفاضت عيناك بدموع الراحة!!

وتحياتي الطيبة مع دعواتي الصادقة لزوال كربتك !!