المنهج القرآني لمسيرة الحياة الزوجية
المنهج القرآني لمسيرة الحياة الزوجية :
* رَسَمَ القرآن الكريم مسيرة الحياة الزوجية وقادها إلى بر الأمان وفق خطة ربانية محكمة، تعجز أفكار البشر ، وتجارب الحكماء ، وآهات المحبين أن تأتي بمثلها .
ففي أربع آيات محكمات تفصيل لهذه المسيرة ، أولاها قول الله تعالى :
}وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُم أَزْوَاجَاً لِتَسْكُنُوا إِليْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَوَدَةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَومٍ يَتَفَكَّرُون {الروم:[21].
فيها بيان لأساس هذا الرابط الذي وصفه الله بأنه : } مِيْثَاقَاً غَلِيْظَاً { وبيان لقاعدة القرب ألا وهو المودة والرحمة أصدق درجات الحب
التي لا تكون وتجتمع إلا بين الزوجين فيتحقق تبعاً لهما السكن بكل ما تعنيه كلمة السكن من معنى ..
سكن الروح بالحب والسعادة والشعور بدفء الحب ولذة الحياة ، وسكن الجسد بالهدوء والركون إلى الراحة و الاستقرار عند نهاية اليوم وحط الرحال بعد العناء.
وتأمّلوا قول الله :} لِتَسْكُنُوا إِليْهَا { وفرق بين السكن إلى الشيء والسكن فيه .
وجاءت الثانية كما في قوله تعالى :
}نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ{ البقرة: [223]
تُوثِّق روابط الحب ففي الحرث المتعة الفطرية المحاطة بسياج الأمان ..
ونتاج هذا الحرث أزهار وثمار تُورِقُ أَيَّما إِيْرَاق من البنين والبنات ، زينة الحياة الدنيا.!
أما الثالثة قوله تعالى :}هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ { البقرة:[ 187] .
فهي تُمثِّل جمال المظهر الناتج عن ستر العيوب بين الزوجين ، فلا يتحدَّث عنها إلا بِما يسر ..
وهي كذلك حافظة للغيب بما حفظ الله ، وفي ذلك أعظم أنواع الستر فمن المؤكد أن بين كل زوجين سراً أو أسراراً لا يعلمها غيرهما إلا الله ..
كل بقدر حفظه وتعظيمه لهذا الرباط الميثاق الغليظ ـ
وحتى إن انكسر هذا الرابط فبقايا السِرّ باقية ، حافظة لما حَسُن من ذكرى ، ساترة لشيء من الأخطاء التي كَسَرت هذا الرابط ومزقته ..
مراعية لقلب المرأة الرَقِيق الألطف ..
فتأمّلوا ذلك في قول الله تعالى في الآية الرابعة :}فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ { البقرة:[ 229].
هذه الآيات تُخاطب المشاعر حتى تخالط شغاف القلوب ..
وهي أغلى و أصدق و أشد أثراً من كل قصائد الشوق و الحب ، وهي قواعد الحفاظ على الميثاق الغليظ..
كما في قوله تعالى :}وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا { النساء: [ 21].
فهذه دعوة للأزواج والمقبلين على الزواج إلى تأمل هذه القواعد وتدبرها ..
والعمل على تصديقها بالتطبيق العملي لمفاهيمها و استشعار معانيها و آدابها ..
لتنعم البيوت بالسعادة والحب والمودة وتنتج الثمار اليانعة الطيبة فإن الطيب لا ينتج إلا طيباً بإذن الله تعالى .
/
بِقَلَم الدكتور : حمود الحارثي !
التعديل الأخير تم بواسطة يمامة الوادي ; 2010-01-31 الساعة 9:22 PM.
توقيع يمامة الوادي |
هل جربت يوماً اصطياد فكرة رائعة !؟
لـتـصوغـهـا فـي داخـلـك
وتـشحـنهـا بنبض قـلـبـك
وتعـطرهـا بطيب بروحك
وتسقـيـهـا بمـاء عـرقـك
حتى تنضج وتصنع منك إنساناً مبدعاً ؟
|
|