1 حكم التداوي بالدخان
سؤال : والدتي تبلغ من السن 75سنة، وقد أصيبت بنوع من المرض في حلقها، ومدته فيها 15سنة، وقد راحت لكل طبيب عربي وحكومي ولم تجد نتيجة، ولم ينفعها سوى نوع من الدخان تحطه برأس أصبعها على الألم، ويخفض عنها دقائق قليلة، لذا أرجو من الله ثم منكم إفتائي هل ينقص عليها في رمضان، وما هو الجائز أن ندفع عن ذلك؟
جواب : أولاً: لا يجوز لوالدتك أن تعالج مرضها أو ألمها بالدخان؛ لأن استعمال الدخان محرم لما فيه من المضار الكثيرة، ولم يجعل الله شفاء هذه الأمة فيما حُرم عليها .
ثانياً: إذا كان وصل حلقها شيء من الدخان وجب عليها قضاء اليوم أو الأيام التي وصل إلى حلقها منه شيء، والإ فلا شيء عليها .
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
2 أثر التدخين على جهاز الهضم
للتدخين علاقة وثيقة مع جهاز الهضم، فقد يصاب المدخن بنقص الشهية للطعام، أو قد يصاب بإسهالات لا مبرر لها أو بإمساك شديد أو باضطرابات هضمية واضحة،وعادة يسبب التدخين أمراضا مزمنة في جهاز الهضم وتضطرب الوظيفة الإفرازية للغدد الهاضمة(أي يضطرب عمل الغدد التي تفرز العصارات الهاضمة)كما تضطرب الوظيفة الحركية للمعدة، فتتأثر ويخف إفرازها بشكل عام كما تصاب بالوهن والضعف وعدم المقدرة على هضم الطعام بالشكل المطلوب، مما يعرض المدخن لنقص مقدرته على الهضم عموماً أو يصاب بمشاكل واضطرا بات هضمية عديدة. ويقول الأطباء إن التدخين ضار جداً للمصابين بالتهاب غشاء المعدة، والقرحة المعدية والمعوية، وتدل إحصائيات أن 78% من المصابين بهذه القرحات هم عادة من الأشخاص المدخنين وأن حالة هؤلاء تكون أسوأ من أولئك المصابين من غير المدخنين، كما يؤثر التدخين على الغدد اللعابية فيزيد إفرازها ويتغير تركيب اللعاب الكيميائي، فيصبح أكثر قلوية وأكثر كمية وتقل فيه المادة الهاضمة للنشاء المعروفة باسم البنيالين مما يسبب الاضطراب في هضمها.
3 أثر التدخين على الجهاز العصبي
تعتبر الأعضاء المركز الأعلى للإدارة والتنظيم في جسم الإنسان، ولكي نتفهم بدقة تركيب الجهاز العصبي، فإننا نستطيع أن نقسمه إلى قسمين:
1- القسم المركزي: ويتألف من الدماغ الموجود في الرأس والنخاع الشويكي الموجود داخل سلسله العمود الفقري.
2- القسم المحيطي: ويتألف من مجموعة الأعصاب الخارجية الصادرة والواردة إلى القسم المركزي والتي تصل بينه وبين جميع أجهزة وأعضاء الجسم.
على أن الأعصاب نوعين:
1- الأعصاب الإرادية: وهي التي تحرك جسدنا حسب رغبتنا كما يحدث عندما نريد حمل شيء ما بيدنا مثلاً.
2- الأعصاب اللاإرادية: وهي التي تسيطر على سر حياتنا كالأعصاب التي تسيطر على عملية التنفس ونبض القلب وكالأعصاب التي تسبب نوبة السعال مثلا من غير أن يكون الشخص أية إرادة في ذلك.
ولدخان التبغ أثر بالغ جداً على الجهاز العصبي، إذ يؤدي إلى خلل واضح به،فهو يؤثر على القسم المركزي مما يؤدي إلى إصابة المدخن بالصداع والدوار وضعف الذاكرة ويؤدي أحياناً إلى عدم المقدرة على التوازن خاصة عندما يفرط المدخن بتناول التبغ.
وقد يحدث هذا الطارئ للمبتدئ الذي يكثر من التدخين ويكون وقعه عليه أشد وأقوى،
وأحيانا يتعرض المدخن للأرق المرير الطويل إذ يستمر مستيقظاً متوتر الأعصاب حتى الصباح، طالباً النوم بإلحاح دون فائدة، ويحدث ذلك عند الإكثار من تناول لفافات التبغ أثناء السهرة وقبل الذهاب للسرير فيجد المدخن نفسه وقد جافاه الكرى رغم تعبه الشديد وحاجته الماسة للنوم والراحة.
أما أثر التدخين على القسم المحيطي بحد ذاته فهو شيء معروف لجميع الناس فقد يصاب المدخن بمرض شعض الأعصاب، وربما يصاب بشلل الأعصاب الجزئي إذا كان من المفرطين جداً في التدخين، وغالباً ما يكون مدمن التدخين عصبي المزاج، يفقد سيطرته على نفسه لدى أول إثارة يتعرض لها ويغضب أحياناً دون مبرر واضح، وقد يرتجف ولا يستطيع ضبط جماح نفسه في اللحظات الحرجة.
وقد أجريت تجارب عديدة على الأرانب فتركت تتنفس دخان التبغ فترة طويلة فظهر عندها تغيرات مرضيه في النخاع الشويكي وفي الأعصاب الخارجية الأخرى.
أما فيما يتعلق بالذكاء والتفكير والحفظ، فمن الثابت أن التدخين يضعف الذاكرة ويوهن النشاط الذهني، وأن النشاط الذي يعتقده المدخن لدى تدخينه سيجارته ماهو إلا وهم من الخيال لأنه شعور كاذب بازدياد الحيوية يحدث لوقت قصير جداً.
كما أجرى العلماء الأمريكيون تجارب وإحصائيات عديدة لاختبار الذكاء بين طلاب المدارس والجامعات فتبين لهم بشكل واضح أن المدخنين أقل ذكاءً من سواهم، وثبت أن ذاكرتهم أضعف وأن مقدرتهم على الحفظ أقل وأنهم غالبا ما ينسون المهم من الأمور، بل تبين لهم أن قوة الملاحظة عند المدخنين أقل وأن نشاطهم الذهني في مستوى أدنى من مستوى رفاقهم من غير المدخنين، وثبت أن التدخين يلجم بشكل جزئي عمل الدماغ ويمنعه من قيامه بواجباته بالشكل المطلوب.
وعلى صعيد حواس الإنسان الخمس فكلنا يعلم أن المدخنين أقل مقدرة على شم الروائح وتذوق الأطعمة، ثبت هذا بالتجربة حيث تبين أن المدخنين لا يستطيعون أن يميزوا بين الأطعمة المتقاربة جداً، ولا يستطيعون أن يشعروا بالروائح الخفيفة جداً، ويسبب التدخين زيادة في إفراز الدمع كما يسبب حدوث الالتهابات بالأجفان ويساعد على إزدياد الالتهاب في الجفون المتلهبة وهذا ما نلاحظه بكل وضوح في أعين المدخنين المدمنين، ويذهب البعض إلى أن التدخين يؤدي إلى التهاب الأعصاب البصرية وتخفيف حدة الرؤيا مما يؤدي مع مرور الوقت إلى إصابة العين بالضعف وبالغشاوة في بعض الأحيان.
4 أثر التدخين على جهاز الدوران
جهاز الدوران يأتي في المرتبة الأولى من الأهمية بين أجهزة الجسم كافة وهو الجهاز المسئول عن نقل الدم وتبديله باستمرار من جميع أجزاء الجسم وإليه، وهو يتألف من القلب الذي يمثل المضخة الرئيسية والشرايين التي تأخذ الدم إلى أنحاء الجسم المختلفة والأوردة التي تعود بالدم إلى القلب عبر الرئة حيث يتم تنقيته من غاز أول أكسيد الفحم وإشباعه بالأكسجين، والقلب مضخة قوية تعمل باستمرار ولا تتوقف ثانية واحدة من لحظة قدوم الإنسان إلى هذه الدنيا إلى ساعة فراقه لها، لأن توقف القلب معناه الموت المؤكد، لذلك نجد أن القلب يتقلص في كل دقيقة عند الرجل الناضج العادي بمعدل (70-75) مرة دون تعب أو ملل، وقد بينت الدراسات والإحصائيات في جميع أنحاء العالم أن المتوفين بسبب أمراض القلب وضغط الدم والجلطات ومشاكل جهاز الدوران أكثر عدداً من بين الوفيات إطلاقاً(بعد المتوفين بسبب الحوادث الطارئة) أما علاقة التدخين بأمراض القلب والضغط الدموي وغيرها،فقد أصبحت علاقة أكيدة وواضحة.
فالقلب يزداد عمله بمقدار خمس عشرة ضربة لدى تدخين سيجارة واحدة، وثبت بالتجربة أن تدخين عشرين سيجارة تتعب القلب بمقدار ما يتعبه ركوب دراجة عادية مدة عشر ساعات متواصلة، وهذا يعطينا فكرة واضحة عن الإرهاق الذي يصيب القلب نتيجة الاستمرار في التدخين سنوات عديدة، على أن هذا الأثر في عمل القلب يختلف من إنسان إلى آخر فإذا ما تبين بالفحص الدقيق أن تدخين سيجارة واحدة يزيد من عدد ضربات القلب عند المدخن بمقدار ثلاثين ضربة في كل دقيقة.فهذا يعني أن صاحب هذا القلب يجب ألا يتعاطى عادة التدخين إطلاقاً، وإلا فإنها ستسبب له مرضاً قلبياً مميتاً بعد سنوات.وهذا النوع من البشر إذا ما قدر لهم أن يكونواً من المدخنين،فإنهم يشعرون عادة بكل دقة من دقات قلبهم داخل صدورهم ويشعرون أيضاً بعدم توازن عمل القلب وتوافقه،وهؤلاء يتعرضون لنوبات قلبية بين الحين والآخر.
ومن ناحية أخرى يؤدي التدخين إلى إصابة القلب بالإحتشاء (الجلطة) وسبب هذا الإحتشاء يعود عادة إلى تقلص الأوعية التي تغذي القلب مما يسمح للخثرات الدموية أن تسبب انسداداً في الأوعية التاجية يكون نتيجته أحيانا الموت المحتم، وهذه النقطة بالذات هي سبب الموت الفجائي.
5 ضرر التدخين على الكبد
للكبد وظائف هامة جداً في جسم الإنسان واستمراره في عمله ضروري لاستمرار الحياة، ومن وظائف الكبد طرح بعض السموم من الجسم حيث يفرزها من الدم ويلقي بها في جهاز الهضم.
وبما أن النيكوتين الناتج عن ممارسة التدخين والموجود في الدم بشكل دائم من بين هذه السموم التي تعمل في جسم الإنسان تخريباً، فيقوم الكبد بطرح جزء منه في عملية دائمة ومستمرة ما استمر المدخن في تدخينه، ولكن استمرار تعرض خلايا الكبد لسنين طويلة في ملامستها لهذا السم وطرحها له يؤدي في نهاية المطاف إلى إصابة الكبد بأمراض عديدة أهمها مرض الضمور الكبدي الذي يضعف مقدرة الكبد على العمل ويخفف من إنتاجه وهذا بالطبع يعود بالضرر على الجسم بأكمله
6 التدخين والجنس
[COLOR=Red]ثبت أن للتدخين أثر على الناحية الجنسية ومن آثار التدخين على الجنس ما يلي:-
1-يضعف التدخين مركز الانتصاب عند الرجل ويخمد الوظيفة الجنسية عنده,ويؤدي إلى الضعف الجنسي عند الرجال وإلى البرود الجنسي عند النساء .
2-يؤثر على الغدد التناسلية ويخفف من إنتاجها,ويضعف من حيويتها .
3-يؤثر التدخين على أنوثة المرأة فيخشن صوتها.
وقد أجري الفحص لعديد من المرضى الذين كانوا يسرفون في التدخين ويعانون في نفس الوقت من ضعف النشاط الجنسي,ووجد في كثير من هذه الحالات أن هرمون الذكورة (التستسترون)أقل من معدله الطبيعي,وبالتوقف عن التدخين عاد هذا الهرمون إلى مستواه الطبيعي وتحسنت حالة المريض جنسياً. كما أن بعض هذه الحالات كان يعاني من ضعف وقلة في عدد الحيوانات المنوية عن معدلها الطبيعي,وبالتوقف عن التدخين أربعة أشهر عادت هذه الحيوانات إلى حالتها الطبيعية من حيث العدد والوفرة ومن حيث النشاط والحركة.
وقد وجد عالم الكيمياء الأسترالي المرموق الدكتور (مايكل بريجز) أن التدخين الشديد يخفض إنتاج هرمون الذكورة (التستسترون) في حين ترتفع نسبة هذا الهرمون إذا توقف المرء عن التدخين.
ويقول الدكتور (أوكسنر)( أن عشرات المرضى قالوا لي حرفياً أن حياتهم الجنسية تحسنت بعد توقفهم عن التدخين ).
ويقول الدكتور (فورت )مدير سان فرانسيسكو لحل المشكلات الاجتماعية والصحيـة
(أن الأغلبية الساحقة من الرجال الذين يشكون من العقم والضعف الجنسي تحسنت حالتهم بعد الإقلاع عن التدخين ، ويقدم النصيحة ذاتها للسيدات المدخنات اللائى يشكين من العقم أو البرود الجنسي ) و يعلل الدكتور (فورت) تأثير التدخين على الجهاز التناسلي بما يلي:-
أولاً:أن التدخين يزيد من المادة السامة أول أكسيد الكربون والتي تتحد مع هيوغلوبين الدم فيقل بذلك الأوكسجين المهم لصنع هرمون الذكورة لدى الرجل وهرمون الأنوثة لدى المرأة.
ثانياً:أن النيكوتين يقلص الأوعية الدموية ويسبب ضيقها, ولا يحصل الانتشار في القضيب إلا بتمدد الأوعية الدموية وانصباب الدم فيها,ولما كان ذلك متعذراً مع وجود كمية كبيرة من النيكوتين فإن الانتشار ذاته يصبح غير ممكن أو على أحسن الأحوال ضعيفاً, ولذا فإن كثرة التدخين تؤدي إلى العنه أو إلى ضعف الباءة.
التعديل الأخير تم بواسطة ***محـمـد*** ; 2005-08-12 الساعة 8:01 PM.
|