الجوال (1-3)




إخواني وأخواتي الشباب..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد:



أحياناً يصيبني شعور غامر بالفرح ولكنه لا يتركني فرحاً إلا بدمعات!
قد يدمع الإنسان من رؤية اليتيم، أو من منظر محزن، أو ...،
ولكني أحياناً أدمع كلما أرى نعمة الله في المسخَّرات، ومنها (الجوال)!

الجوال اليوم قرَّب البعيد، ويسَّر الصعب، وجمَّع المتفرق، وحلَّ كثيراً من المعضلات،
وقد يُحرج ويُزعج عندما يُطفئ في لحظات حرجة!

وأتذكر قبل عصر الجوال أنني كنت أنتظر بعض الأصدقاء في جامعة البترول والمعادن
بالشرقية يتصلون بي في ساعة محددة (الثانية ظهر الأربعاء).
وأحياناً يتأخرون نصف ساعة، فأنا أنتظر وهم ينتظرون!
والسبب في ذلك الوقوف في الطابور على كبينة الهاتف التي تبتلع الهللات!

أعود إلى الجوال..
الجوال اليوم بتقنياته الحديثة نعمة تستحق الشكر، وتستوجب من العقلاء الاستفادة القصوى منه.

يمكن للفرد منا أن يجمع فيه الكتب، والبحوث، والمصادر. هذا من ناحية المقروء.

كما يمكن أن يجمع فيه المنظور من مقاطع تلفزيونية ومشاهد حيوية.

وفيه أيضاً المسموع من تلاوات القراء للمصحف كاملاً،
إضافة إلى عدد لا ينتهي من الأناشيد والمحاضرات والدروس.

بل وفيه اليوم البث الحي والتفاعل المباشر مع العالم عبر قاراته وقنواته المتعددة.

إضافة إلى تلقي كل جديد ومفيد عبر الوسائل النصية والصوتية.

هذا كله عدا تقنيات تنظيم المواعيد، والتذكير، والتسلية، ....!

إنني أعتقد أننا بحاجة ماسة وكبيرة وملحة لتفعيل دور الجوال بشكل حيوي ونافع.

أستطيع بالجوال أن أراجع محفوظاتي الشعرية، وأطيل النظر في الكتب التراثية والفكرية،
وأبحث في المصادر والوثائق العلمية.

أستطيع أن أقرأ وردي وأتمم حفظي ومراجعتي للقرآن.

أستطيع أن آنس بالأناشيد الجميلة .

أستطيع أن أصور أجمل اللقطات، وأسجل اللقاءات، وأخزن الوقائع والأحداث لحظة وقوعها!

أستطيع وأستطيع وأستطيع.

باختصار: نحن بحاجة إلى مزيد وقت للاستفادة القصوى والاستثمار الأمثل من تقنيات الجوال
المذهلة والمتطورة والفائقة الجودة التي تعود علينا بالنفع في الدنيا والآخرة، وأتوقع أنه بهذه
الاستفادة يمكن للمرء أن تحدث له نقلة شعورية وفكرية ومنهجية في وقت قصير!


ألا قد بلغت اللهم فاشهد.