منتديات موقع بشارة خير

منتديات موقع بشارة خير (https://www.22522.com/vb/index.php)
-   منتدى الإرشاد الأسري والنفسي (https://www.22522.com/vb/forumdisplay.php?f=23)
-   -   علاج الصغيرات من التعلق بالقنوات الفضائية (https://www.22522.com/vb/showthread.php?t=98663)

يمامة الوادي 2009-10-19 1:48 PM

علاج الصغيرات من التعلق بالقنوات الفضائية
 
علاج الصغيرات من التعلق بالقنوات الفضائية
أ. عائشة الحكمي


السؤال:

أخوات زوجتي اللاَّتي تتراوح أعمارهن بين الحادية عشرة والثَّالثة عشرة سنة متعلقاتٌ جدًّا بقناتَيِ الأفلام نَصَحَتْهن زوجتي أنْ يتخلَّصْنَ منهما وأغْلَقَتْهُمَا - أي: القناتين - ولكن بعد فترة فَتَحنهما، وأنا الآن أخشى على طفلتي ذات السنتَيْن، فهُنَّ خالاتها، وأخشى أن تتأثر مستقبلاً بهن، وأقلق من ذلك، نصحتهُنَّ، ولكن يقلْنَ: إذا رأينا أمورًا تخدش الحياءَ، نغيِّر بجهاز التحكُّم، أمَّا الأب والأم، فدَوْرهما في هذا الأمر ضعيفٌ، وكلُّ شيء عندهما عادي، أهم شيء يَتسلَّى بناتُهما، وهن محافظات على الصَّلاة في وقتها.

إذا أشرت على الوالدين ونصحتهما، يعتقدان أنِّي أتحكَّم في العائلة، ويعانِداني، كما أتوقع منهما الجدال، ويقولان لي: إذا منعناهنَّ أخفَيْن علينا أمورَهُنَّ، وعَمِلْن في الخفاء، ونَحن نعرف أن نربِّيهن، وهذه زوجتك صالحة وطيبة من تَربيتنا.

كيف أشغل وقت الخالات الصغيرات، وكيف أجد بديلاً؟

أسأل الله أن يثيبكم على المساعدة، فساعدوني.
الجواب:

أخي الفاضل، حيَّاكَ الله.
نحن وإن كُنَّا لا ننكر – إنصافًا - وجودَ بعضِ الفوائد المقطوفة من أشجار القناة لكن ما جدوى النفع اليسير إنْ كان الضرر بالغًا وخطيرًا، خصوصًا أنَّها تصدِّر لنا الثقافة الأمريكيَّة - والتركية مؤخرًا - كما هي دون حسيب أو رقيب؟! لقد تجاوزت هذه المجموعة الخطوطَ الحمراء بتوجُّهاتِها السلبيَّة فكرًا وطرحًا ونقلاً، فأصبحت مِعْوَلَ هَدْمٍ لأخلاقيَّات البيوت العربية المسلمة لكلِّ فرد من أفرادها: أطفالاً ومراهقين وشبابًا وراشدين، والله - عزَّ وجلَّ - يقول: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} [النور: 19].

تَكَاثَرَتِ الضِّبَاعُ عَلَى خِرَاشٍ فَمَا يَدْرِي خِرَاشٌ مَا يَصِيدُ؟!


أخي الكريم:
يقع سن الفتيات في أشدِّ المراحل العُمريَّة حساسية وخطورةً، بالنسبة للتأثُّر بالبرامج التلفازيَّة بكل ما يعرض فيها من قيم ومبادئ وفكر، لكن من الممكن تدارُك الوضع معهما - إن شاء الله - بالحكمة الرشيدية؛ "داوِ جُرحك لا يتسع"؛ ولهذا لا بُدَّ من تفعيل دور الوالدين هنا، وخاصَّة دور الأم في التوجيه التربوي، واختيار نوعية البرامج والمحطات والقنوات المناسبة للفتيات، وليس فقط تعزيز الرقابة الذاتية عليهن، فهذا الأمر وحْدَه ليس كافيًا الآن.

زرع الثِّقة جيد جدًّا، لكن ترك الزرع في أول نُمُوه بلا رقابة أو عناية يعرِّض الزَّرع المخْضَرَّ للتَّلف والفساد والتعفُّن، فلا بُدَّ من بذل الجهد الكبير؛ حتَّى يتخطى الفتيات هذه المرحلة الحَرِجَة بأمان في زمن نفتقد فيه إلى الأمان.

تعاوَنْ أنت وزوجتك - كتب الله لكما الأجر - على حل المشكلة وُدِّيًّا بالحكمة والكلمة الطيبة، وتَجد في نصائحنا التالية النفع والفائدة - إن شاء الله -:

أولاً: تحدَّث إلى والدة زوجتك بنفسك في الوقت الذي تراه مناسبًا للحديث معها، ولعلَّ تلك الجلسات التربوية تكون عاملاً مساعدًا لها؛ لاتِّخاذ قرارٍ مسؤولٍ تُجاه تلك القنوات، فالأمُّ مسؤولة عن بيتها ومُحاسَبة عليه أمام الله يوم القيامة؛ عن عبدالله بن عباس - رضي الله عنهما -: أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((كلكم راعٍ فمسؤول عن رعيته، فالأمير الذي على الناس راعٍ، وهو مسؤول عنهم، والرَّجل راعٍ على أهل بيته، وهو مسؤول عنهم، والمرأة راعية على بيت بَعْلِها وولده، وهي مسؤولة عنهم، والعبد راعٍ على مال سيده، وهو مسؤول عنه، ألاَ فكلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته))؛ رواه البخاري، وقد قال - تعالى -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا} [التحريم: 6].

هذه النَّصيحة هي التوصية الأولى لمعظم الدِّراسات المتعلقة بتأثير البرامج التلفزيونيَّة على الأطفال والمراهقين، حتَّى من قبل الآباء في الغرب، لكن من المهمِّ ألا تَجعل نصيحتك - يا أخي - من باب "أخاف على ابنتي من تأثير الخالات عليها"، حقيقةً هذا الأسلوب جارح جدًّا، فاحرص على أن تجعل خوفك على ابنتك متوافقًا مع خوفك على أخوات زوجتك، وليس منفصلاً عنه، وإياك ثم إياك أن تُشعِر والدة زوجتك بأنَّها لم تُحسن التربية، بل على العكس أَثْنِ على تربيتها لبناتِها؛ فأنت حين رغبت في الزواج اخترت ابنتها؛ لِحُسن تربيتها لها، لكنَّ الزَّمن غير الزمن، والتربية اليوم باتت صعبة جدًّا، حتى على المتعمقين في أساليب التربية، فاجعل حديثك معها من هذا المنطلق؛ لتحافظ هذه الأم على غزلها ونسجيها؛ {وَلاَ تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا} [النحل: 92].

ثانيًا: يتعين على زوجتك كسب أخواتِها من دون أنْ تتعامل معهن كطفلات، فهذا أسوأ ما يُمكن أن تتقبله الفتيات في هذه السنِّ، بل تتعامل معهن كراشدات، وإن لم يَكُنَّ فعلاً كذلك، وتتحاور معهن حول اهتماماتِهنَّ، وتستمع إلى آرائهنَّ حول ما يُعرض في هذه القنوات، أرجو ألا تقوم بدور المعلمة المتسلطة التي تُحاسب على التقصير بعُنف، بل تفتح قلبها لهنَّ، فهُنَّ بحاجة ماسة إلى من يستمع إلى همومهن، ومتى ما أُعْطِينَ الثِّقة، فسيتحدَّثْنَ تلقائيًّا عن سلبيًّات تلك القنوات، ولتناقشهن بعد ذلك عن اقتراحاتهن لعلاج هذه المشكلة، فهذا أفضل أسلوب لحلِّ المشكلة عن قناعة، وقد قال لنا الأحوص من قبل:

وَزَادَنِي كَلَفًا فِي الْحُبِّ أَنْ مُنِعَتْ أَحَبُّ شَيْءٍ إِلَى الْإِنْسَانِ مَا مُنِعَا


لابُدَّ من البحث عن القنوات البديلة الهادفة، والبرامج التي تُخاطب هذه الشَّريحة العمرية؛ بحيث تتوافر فيها عناصرُ الجذب والإثارة مع الأخلاق والقيم الإسلامية.

ثالثًا: تفريغ طاقات الجسد التي تكون في أَوْجِهَا في هذه السن بممارسة الرِّياضة، ومن الأفضل ممارستها خارجَ المنزل في الأندية الصحيَّة المتخصصة؛ حفاظًا على القدرات البدنية والذِّهنية من البدانة والتبلد، الذي يسببه طول التسمُّر على التلفاز.

رابعًا: الاهتمام بالأنشطة والعَلاقات الاجتماعيَّة؛ كصِلَة الرَّحم، وزيارة الصَّديقات، والفُسَح خارجَ المنزل بصحبة الوالدين - عاملٌ مُهِمٌّ يَجب الالتفات إليه؛ لأنَّ التلفاز يحرمنا كثيرًا من هذه الواجبات وتلك الأجور بعد أنْ جعلناهُ فردًا مُهمًّا من أفراد العائلة إن لم يكن كبيرَ العائلة!

خامسًا: الاهتمام بهوايات الفتيات ومهاراتهن، فإن أبدت الواحدة منهن مهارةً لُغوية؛ لتعلُّم اللغات مثلاً، فما المانع من إلحاقها بدَوْرَةٍ لتعليم اللُّغات؟ وإذا كان لديهن اهتمام بالجمال والفنون والرَّسم، فلْتُنَمَّ هذه الهواية بتوفير أدوات الرَّسم، وإنشاء مَرْسَمٍ صغيرٍ لهن داخلَ الغرفة؛ لتفريغ طاقاتهن الفنية فيه وهكذا.

سادسًا: توفير بدائل جذَّابة للترفيه غير التِّلفاز، كالكتب والمجلات والحاسوب، وبما أنَّ الفتيات والفِتْيَان في هذه السنِّ يُحبون امتلاك الأشياء والخصوصيَّة، فيا حبذا إرواء هذه الرغبة لدى الخالات الصغيرات فيما يفيدهن؛ كاصطحابهن لزيارة أقرب معرض لبيع خزائن الكتب؛ لاختيار المناسب لهن، وكذلك اصطحابهن معًا للمكتبة؛ لانتقاء الكتب والقصص والمجلات المناسبة لهن، فمثل هذه المعاملة تعزز علاقتهن بالكتب، وتشجع كثيرًا على القراءة، ورحمة الله - تعالى - على والدي، فقد كان يفعل ذلك معنا منذ طفولتنا، الأمر الذي جعلنا نعشق الكتب والقراءة فيما بعد.

يَوْمَ كُنَّا وَلا تَسَلْ كَيْفَ كُنَّا نَتَهَادَى مِنَ الهَوَى مَا نَشَاءُ
وَعَليْنَا مِنَ العَفَافِ رَقِيبٌ تَعِبَتْ فِي مِرَاسِهِ الْأَهوَاءُ
جَاذَبَتْنِي ثَوْبِي الْعَصِيَّ وقَالَتْ أَنْتُمُ النَّاسُ أَيُّهَا الشُّعَرَاءُ
فَاتَّقوا اللَّهَ فِي قُلوبِ الْعَذَارَى فَالعَذَارَى قُلُوبُهُنَّ هَوَاءُ

دُمْتَ بألف خير، ولا تَنْسَنَا من صالح دعائك.

بشاير الرحمه 2009-10-19 2:15 PM

جزاكي ربي خير يايمامة

وشكرأ _أ_ عايشه الحكمي وبارك
ربي فيها واسعدكن _

يمامة الوادي 2009-10-19 3:05 PM

الله يسلمك

قطراات الندى 2009-11-18 3:34 AM

غزيزي :

العناد عمرة ما جاب نتيجة
لكن بالتفاهم وترك الحرية
لهن بمتابعة ما يجول بخاطرهم
لكن بالمراقبة من بعيد فاطفال
هالزمن تعطيهم فوق اعمارهم
وبين لهن ان متابعتكن لهالقنوات
بتزعلوا ربكم ويمكن ما يوفقكم
ولا يخليكم تكبروا كويس ..
لان الله يحسن لكم وانتم تسيئون
لله بدون علمكم اللهم بلغت اللهم
فاشهد وانتم احرار...
وصدقني ما راح يمر شهر الا وكرهوا
التلفاز باكملة ...
الله يكون بعونك اخي
ترى الممنوع مرغوب ؟؟...

ودمت بصحة وسعادة ,,,

جوهرة عالمها 2009-11-18 3:57 AM

الله يجزاكي خير اخت يمامة فعلا موضوع في قمة الاهمية
صراحة الفضائيات ضيعت بنات واولاد كثيير 000 نيابة عني ان لاغية حميع القنوات امافيه الا الاسلامية
الحمد للله رب العالمين الله يهدي شباب وبنات المسلمين وكل ضال

قطراات الندى 2009-11-18 4:39 AM

آمين يارب العالمين ....

يمامة الوادي 2009-11-21 9:36 PM

شكرا لمرورك

^انفاس الصباح^ 2009-11-22 12:29 PM

الله يعطيك العافيه حبيبتي..

يمامة الوادي 2009-11-23 6:16 AM

الله يسلمك,,,

سونالي 2009-11-27 6:00 PM

موضوع يستحق الاهتمام
مشكورين


الساعة الآن 1:41 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By World 4Arab

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

جميع الآراء والتعليقات المطروحة تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع وللأتصال بالدكتور فهد بن سعود العصيمي على الايميل التالي : fahd-osimy@hotmail.com