الزموا طريقة السري
 

الزموا طريقة السري
--------------------------------------------------------------------------------





إذا أكرم الله الفرد بالهداية، والتوفيق للعمل الصالح فإنه كثيراً ما ينشغل بجمع الحسنات، والتفكر الدائم بالسيئات، فهو ما بين طاعة وصلاة نافلة، وإنفاق لمال، ومساعدة لمحتاج، وقراءة للقرآن، وحضور لمجالس الذكر، والاستئناس بالصالحين... إلى غير تلك الأعمال الطيبة المباركة.


ومع الاختلاط بإخوانٍ له في العقيدة والدين، يُفاجأ بكلمات التحذير، ونبرات التبرم والتنبيه على بعض من كان يسمع لمواعظهم، أو يقرأ القرآن معهم، أو ينهض بنصائحهم، بأنهم قوم ضلالة، وعقيدة ناقصة، فهم متلوثون بالصوفية، وقليلو العلوم الشرعية، ومنحرفون عن الجادة والصراط المستقيم!!.


وكل هذه الدعاوى نتيجة الأهواء التي طغت على القلوب، ونقضت عرى الإيمان ومنها الحب في الله.


ولو تمثل صاحبها بالعلم الشرعي حقيقة لقرأ عن سلفنا ما تدمع له العين:

فقد روى ابن أبي شيبة بسنده أن علياً رضي الله عنه سئل بعد موقعة الجمل عن أهل الجمل: أمشركون هم؟ قال: من الشرك فروا.

قيل: أمنافقون هم؟ قال: إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلا. قيل: فما هم؟ قال: إخواننا بغوا علينا.


فإلى إخواننا هؤلاء .. إن لم تكفوا عن ذلك، فاحفظوا ما بقي من دينكم وكونوا كالسَّريّ السقطي على فرقٍ بينكم عظيم .

فقد قال الجنيد رحمه الله: سمعتُ السَّريّ السقطي رضي الله عنه يقول: "لولا الجمعة والجماعات ما خرجتُ من بيتي، وللزمت بيتي حتى أموت".

فالزموا بيوتكم أنتم حفاظاً على ما بقي لكم من الدين!.






على العمري