![]() |
شهر شعبان ..
بسـم الله الرحمـــن الرحيـــم
السلام عليكم ورحمـة الله وبركاتـه أيام مضت وشهور انقضت ودار التاريخ دورته ، فأقبلت الأيام المباركة تبشر بقدوم شهر القرآن ، وبين يدي هذا القدوم يهل علينا شهر شعبان ، مذكراً جميع المسلمين بما يحمله لهم من خير ، والمسلم يعلم أن شهر شعبان ما هو إلا واحد من شهور السنة (( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا )﴾ ولكن المسلم يشعر أن لشهر شعبان مذاقاً خاصاً فيفرح بقدومه ويستبشر به خيراً، قال الله تعالى: (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ * قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ )) ومن هنا كانت هذه الوقفات التربوية مع هذا الشهر الكريم . شعـــــــــبان: هو اسم للشهر ، وسمي بذلك لأن العرب كانوا يتشعبون فيه (أي يتفرقون) لطلب المياه وقيل تشعبهم في الغارات ، وقيل لأنه شعب (أي ظهر) بين شهري رجب ورمضان ، ويجمع على شعبانات وشعابين . ولما كان شعبان كالمقدمة لرمضان فحسن أن يكون فيه شيء مما يكون في رمضان من صيام . عن أن المؤمنين عائشة –رضي الله عنها- قالت: (( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر ، ويفطر حتى نقول لا يصوم ، وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر إلا رمضان وما رأيته أكثر صياما منه في شعبان)) البخاري . وعنها أيضا قالت: (( كان أحب الشهور إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصومه شعبان ثم يصله برمضان)) صححه الألباني . قال الإمام ابن حجر رحمه الله: (وفي الحديث دليل على فضل الصوم في شعبان) بلوغ المرام . وقال الإمام ابن رجب رحمه الله: (وأما صيام النبي صلى الله عليه وسلم من أشهر السنة فكان يصوم من شعبان ما لا يصوم من غيره من الشهور) سبل السلام . عن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله ، لم أرك تصوم شهرا من الشهور ما تصوم من شعبان ؟ قال: (ذاك شهر يغفل الناس عنه ، بين رجب ورمضان ، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين ، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم) حسنه الألباني . قال الإمام ابن رجب رحمه الله في بيان الحكمة من صيام شعبان: (وفيه معان ، وقد ذكر منها النبي صلى الله عليه وسلم: أنه لما اكتنفه شهران عظيمان: الشهر الحرام وشهر الصيام ، اشتغل الناس بهما عنه ، فصار مغفولا عنه . وكثير من الناس يظن أن صيام رجب أفضل من صيام شعبان لأنه شهر حرام ، وليس كذلك) لطائف المعارف . ولقد ثبت علميا أن الجسم في أيام الصوم الأولى يبدأ باستهلاك مخزونه الاحتياطي من الدهون والبروتينات وغيرها ، فينتج بسبب ذلك سموما تتدفق في الدم (هرمون الأدرينالين) ، قبل أن يتخلص منها الجسم مع الفضلات ، مما يؤدي إلى شعور الصائم ببعض الأعراض: كالصداع والوهن وسرعة الغضب وانقلاب المزاج وقد يشتم ويسب ...الخ ، مما قد يضطره لأن يترك الصيام أحيانا ، وهذه الأعراض تزول بعد أن تعود نسب الهرمونات إلى وضعها الطبيعي في الدم خلال أيم من بدء الصوم بإذن الله تعالى (وهذا ملاحظ لدى الصائمين) . فصيام شعبان ما هو إلا كالتمرين على صيام رمضان ، حتى لا يدخل المسلم في صوم رمضان على مشقة وكلفة .. والله سبحانه أعلم . عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( لا تقدموا رمضان بيوم أو يومين ، إلا من كان يصوم صوما فليصمه)) متفق عليه . ومثال من له عادة: أن يكون الرجل اعتاد أن يصوم يومي الاثنين والخميس مثلا فإنه يصومهما . كما نهى صلى الله عليه وسلم عن صيام يوم الشك وهو يوم الثلاثين من شعبان ، إلا أن يوافق عادته في الصيام . يتبع بأمر الله تعالى ... |
جــزاك الله خـيــر
|
معلومات قيمه,, لاحرمك الله الاجر..
|
جزاكم الله خيرا على المرور
|
عــزيزتي
الأمـــل بالله شاكرة لك جهدك الله يسعدك |
موضوع رائع جداً
وبارك الله فيك , , , . |
جزاك الله خيرا
|
الساعة الآن 9:48 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
TranZ By World 4Arab