![]() |
[-] تقييدُ المعرفة [-]
[-] تقييدُ المعرفة [-]
عبد الله بن سُليمان العُتَيِّق " المعرفةُ القوةُ " وظيفة الإنسان في الوجود عمارةُ الأرض و إصلاحها ، و لا يُرشده لذلك إلا العقل ، لما له و فيه من وظائف لا تتناسَب إلا معه وحده ، و لا يتحصَّل للعقل إدراك ذلك إلا بالمعرفة ، ووظيفة العقل تحقيق وظيفة الوجود البشري . تحقيق تلك الوظيفة العقلية بالمعرفة و العلم من خلال عملين : العمل الأول : التأهيل ، بأن يتأهل العقل بالمعارف الموجودة في الحياة ، فيكتسبها من قوانين التجارب أو التأمُّلات ، و لا قانون إلا من واقع ، و عندما يتأهل العقل يكون بصيراً بأحوال الحياة ، خبيراً بالتعامل معها ، و هذا كفيلٌ بأن يكون تأهُّلُه فاتحاً له أفق إدراك وظيفته لخدمة الإنسان العامر الصانع . و حين يتأهل العقل بالمعارف الحياتية ، و يُدرك قوانينها و تعاليمها ينتقلُ إلى : العمل الثاني : التفعيل لدوره في الحياة ، و تحصيل مقاصد و رسالة تلك المعرفة التي اكتسبها و تأهَّل بها ، و التفعيل المبني على عدم التأهيل تفعيل فاشل سلبي ، و التفعيل بقدر التأهيل قوةً و ضعفاً سعةً و ضيقاً ، شمولاً و حصراً ، حكمةً و طيشاً ، ثمرةً لبذرةٍ ، لأنها مشهد عملي لمقصد علمي . وظيفة العقل واسعة المساحة ، كبيرة المحتوى ، لا تنتهي عند حد إلا حد المستحيل ، فإذا كانت كذلك فإن وضع قيود لقدرة العقل من الجرائم المرتكبة ضدَّه ، و التي تحرم في قانون البشرية و لا ترتضيها حكمة الخالق ، على أنه ليس كل قيد قيداً ، و ما كل من وضع القيود مُصيباً لأن مدارها على الخلفية المعرفية و الفهمية و المقصدية ، و تبقى القيود تصرفاً بشرياً ، و البشر ليسوا سواءً . تقييد العقل في تأهيله و تفعيله للمعارف نتيجة فهم خاطيء لقدرته و قوته ، و من لم يعرف الشيءَ لا يُقدِّره قدره ، و هذا التقييد عاد بالأثر السيء على تحصيله لتلك المعارف فحصَّلها العقلُ في حدود ضيقة ، و جداً غالباً ، و المعرفة لا تحدُّها حدود في تكوينها و إنما في توظيفها و تفعيلها . و عندما تضيق المعارف تضيق معها آفاق نظر الإنسان ، و في ضيق الأفق ضيق النظر و الأثر ، فيضعف دور الإنسان في صناعة الحياة و إحداث عمارتها . باستطاعة العقل أن يحوي الكثير من المعارف و المعلومات ، فقط حين يُعطى إشارة الرغبة المُلحَّة في ذلك ليستعدَّ ، مع السعي في تحصيلها ليتحرك ، عندها يبدأ بمَلء خزانته شيئاً فشيئاً ، و الأكثر معرفة أكثر قوة . الزمان يتجدد ، و لكل زمان ما يناسبه ، و العاقل يتناسب مع زمانه و يتواكب في مراكبه ، ليُحقق وظيفة وجوده في تفعيل وظائف العقل و المعرفة . من هنا كان لزاماً الانفكاك من القيود التي كبحت العقل البشري عن إدراك المعرفة ، بشتَّى أنواعها ، ليعيش متطلبات زمنه ، و ضروريات الحال ، و يتم تفعيل دور العقل في توظيف المعارف و العلوم التي حصَّلها ، و من هنا تتكوَّن بذرة الإبداع في المعارف المواكبة للزمن و يبدأ الإنسان في مرحلة عمارة جديدة ، و هكذا تُبنى حضارة الوجود حين لا قيود . |
بارك الله فيك .الموضوع في مجمله رائع
ولكن معذرة فأنا لم أستوعب هذه الجملة" التفعيل بقدر التأهيل قوة ،وضعفا سعة ووضيقا ،شمولا و حصرا ،حكمة وطيشا" |
جزاك الله خيرا
|
جزااااااااااااااك ربي كل خير
|
الله يعطيك العافيه ويجزاك خييييييييييييييير
|
الله يعافيكم
|
الساعة الآن 2:47 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
TranZ By World 4Arab