عزاء
 

الناسُ بينَ مشيّعٍ ومودّعِ
وأنا حبيسُ الدمعِ أرهقهُ معي

عبثتْ بنا في الغافلينَ نعيَّةٌ
هدَّتْ بقايا القلبِ بينَ الأضلعِ

في كلِّ يومٍ راحلٌ ومؤَمِّلٌ
والنفسُ تنظرُ بينَ نارِ تولّعِ

يا حسرةً ما زالَ رجعُ أوارها
في الروحِ يخنقها ويكوي مدمعي

هذا قضاءُ اللهِ فلنصبر على
بلوى تضيقُ لها رحابُ المَربعِ




الحمد لله على كل حال
إنّ لله ما أخذ ولله ما أعطى وكلّ شيء عنده بمقدار



.. أمَا وإنه بلغني ما قد بلغكم , من نبأ فجَعَ أفئدتنا , وقطعَ تناهيدَ قرائحنا , وأسال مدامعنا , ووالله إنّه لمصابٌ جللْ , وإنْ هانَ في نظرِ الكثير ممنْ لا يعرفوا للعلمِ قدرًا , وللأئمةِ بِرًّا
والله المستعان وعليه والتكلان , ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم

.. أحسن الله العزاء أمةَ الإسلامِ وأجيالَ القرآن والسنة في شيخنا وإمامنا وعلامتنا : عبدالله بن جبرين !
وإنّا لله وإنّا إليه راجعون !



.. وها هو عالمٌ علّامةٌ , ولربما يكون من أواخر عناقيد جيلٍ اختمر بالعلم والدعوة , ثم توالى رحيلُهم واحدًا من بعد آخر
وهكذا سنّة الله في أرضه على خلقه
كلُّ شيء فانٍ إلا هو سبحانه

.. يرحلُ أهل الحكم وأهل العلم وأهل الجاه وأهل الغنى وأهل الفقر وأهل الشعر وأهل المناصب وأصحاب المبادئ وأرباب الدسائس والمعالم والنكرات
.. وإلام يرحلون ؟
وبماذا يرحلون ؟

.. ألم نفكر في هذا مليّا ؟
سنتبعهم لا محالة
الآن / اليوم / غدًا / بعد غدٍ .. ولن تدري نفسٌ بأي أرض تموت

فهل من مستعدٍ للرحيل ؟

الموتُ بسكراته
والقبر بأهواله
والحسابُ الرهيب
واليوم العصيب

.. ألا نحاسب أنفسنا مليّا ؟
/
إنّ من واجبنا أن نكرم من أكرمه الله بالعلم والعمل لوجه الله _ ونحسب الشيخ كذلك ولا نزكي على الله أحدًا

فلنكرمه بعد موته ولنستغفر له ولنذكر محاسنه ولنترحم عليه
ولننشر علمه وما قيّده
ولنقتدي به وبتقواه وورعه



/



أَبْكِي عَلَى شَيْخي وعَيني صَوتُها .. يَا قَلْبُ هيهٍ .. أَكْثِرنَّ دُعَاكا





















ولَك اللّهم الحَمْدُ ؛
واليَومُ ترقرقتْ من أعينِنا عَبراتٌ مَا وَجدَتْ مِنهَا بُدّا ..
وبَاغتَنا جَيشٌ من الهمِّ والحزنِ ..
تحركَ اليومَ خفيُّ الأنينِ .. وانبعثَ مستورُ الأشجانِ ..

مَاذا عسَانا أن نقولَ ؟!00
فالفصَاحةُ قعيدةٌ عَلى كرسيِّ العيِّ !00

رُحمَاكَ ربنا ولطفكَ ..

ويَا سُبحَانَ اللهِ ..!!00
أفي مِثل مَرِّ النسِيم ، وغفوةِ الناعِسِ ، وخفقةِ القلبِ المُرهَفِ ؛ يَموتُ شيخنا ووالدنا الكريم !00
فمَا كُنا نحسِبُ أنا سَنرثِي عَالِمًا إمامًا مَلكَ قلوبنا أدَبا .. وأضاءهَا لطفا .. وسَمَا بهَا خُلقا !00


يالله ..
سَقى اللهُ تِلكَ الأيامِ التي تحَلَّتْ بمكوثِه بيننا ..
أوْ رحلَ عنِ العينِ .. وتوارَى حيثُ يسكنُ وحدَه فِي قعْرِ لحدٍ بَلْقَعٍ .. لا أنِيسَ ولا صَاحبَ .. ولا والدَ ولا ولدٍ ..

اللّهُم لا رادَّ لقَضَائِك الذّي حمَّ ووَقَعَ .. ولا مُعَقِّبَ لحُكْمِك 00


لا نَدْرِيْ هَلْ نَقولُ قدْ فقَدنَا وَالِدَنا ..!00
أم شَيْخَنا ..!00
أم مُرَبِّيَنا ..!00
؟
أمْ تِلْك الابْـتِسَامَة التي تُؤْنِسُ القلْبَ وَتُنْعِشُ الجَسدَ ،
؟
لقدْ رَحلَ عَنّا بِذَاتِهِ وقَلَمِهِ .. ولَكنْ بَقِيَ أَثرُه يُرَفْرِفُ خَفّاقاً على سَوادِ الدّنْيَا ومَلءِ البسيطةِ ..
لتُضِيءَ لِمنْ رَامَ مَعالِم الطّريقِ نَحْوَ السّمُوِّ فِي الكلمةِ .. والسّماحةِ فِي الطّبعِ .. والغَزَارةِ فِي العِلْمِ .. والعُلُوّ فِي الهِمةِ ..

لَكَمْ كُنّا نَوَدُّ طُولاً مِنْ بَقَاءِ أَيّامِكَ .. وحِرْزاً مِنْ أُنْسِ أَوْقاتِكَ ..
ولَكنّ القَدَرَ أَسْبَقُ مِنَ الأَمَانِي ..
والمَوتُ أَسْرعُ خَطْواً إِلَى النّاسِ مِن العَافِيةِ .. يَدُبّ فِيهِمْ دَبِيْبَ القَطَا .. فَيَضْرِبُ بِسَوْطِهِ .. ويَتْرُك الصّغِيْرَ وآلَهٌ . .والكَبِيرَ مَشْدُوهاً ..
وَيُثْبِتُ لِلجَمِيعِ أَنّ القَدَرَ سِرُّ اللهِ فِي أَرْضِهِ .. وَسَهْمٌ نَافذٌ فَغَيرُ مردودٍ ..

لا نَدْرِي وَاللهِ بِمَ نُسَلّي أَنْفُسَنَا .. وَقَدْ فَقَدْنَا مِن الدّنْيَا نَعِيمَها .. وَمِن الحَياةِ عَافِيَتَها .. وَمِن السّعادةِ قِمّتَها .. وَصِرْنا مِن الحُزْنِ كَطَيْرٍ قُصّتْ مِنهُ أجْنحَتهُ .. وتَرَكَه سِربَه يُقَاسِي شِدّة الرّيحِ .. وقُوّةَ العاصِفةِ بمفردِه ..
فَلا الآلةُ تساعِدُ وَلا البَدنُ يَقْوَى على الصُّمودِ ..
..



نَعَمْ .. نَعَمْ .. ماتَ وَالدُنا وبَهْجَةُ أنْظارِنا ..
وَإنّنَا نَقْرَأُ فِي نَعْيِه نَعْياً لأَنْفُسِنا .. فإِنّ كُلَّ ما هُو آتٍ آتٍ لا مَحَالَةٍ .. فَهَلْ أَعْدَدْنا العُدّة لِذلِك الأَجلِ المَضرُوبِ .. والَمصيرِ المُرْتقَبِ .. واليَوْمِ المَشهُودِ ؟؟

إنّ النفسَ لتَصْبُو إِلى الغِوايةِ .. وتَحِنّ إِلى العَبثِ .. وفِيها هِمّةٌ تُناطِحُ السّحابَ .. إنْ أردْنا إِعْمَالَها ..
وما هذِهِ الحَوادثُ وتِلكَ النّوائبُ إِلا زَواجِرَ و عِظاتٍ ..
فَمنْ لَم يَتّعِظْ فِي مَمَرِّ الحَيَاةِ وَمَكْرُورِ أَيّامِها .. فَلْيَتّعِظْ بِذكْرِ المَوْتِ و رَحِيْلِ الأَمْواتِ .. فَهِي وَاعظٌ عَظِيمٌ لِمنْ أَلْقَ السّمْعَ وهُو شَهِيدٌ ..


وقَدْ كانتْ حياتُكَ لي عِظاتٌ فأنتَ اليومَ أوعظُ منكَ حيّاً


اللّهم ارحَمْ عَبْدَكَ الشّيْخ عبدالله بن جِبْرِين .. وأَفْسِحْ له فِي قبرِه .. وتَجاوَزْ عن سيئاتِه .. وَاخْلُفْهُ فِي عَقِبِه فِي الغَابِرِين .. ونَوِّرْ ضَرِيْحَهُ .. وأَسْكِنْه الفِرْدَوسَ الأعْلَى ..
اللّهم أَبْدِلْه داراً خيْراً مِنْ دَارِهِ .. وَأهْلاً خَيْراً مِن أَهْلِه

..

اللّهم لا تَحْرِمْنَا أَجْرَهُ ولا تَفْتِنّا بَعْدَه ..

المرءُ رهنُ مصائبٍ لا تنقضِي حتّى يُوارى في ثرى رمسهِ
فمُعجّلٌ يلقى الرّدى في أهلهِ ومؤجلٌ يلقى الرّدى في نفسهِ




http://mr.ma3ali.name/upload/up_down/7029088567m-3.jpg
http://mr.ma3ali.name/upload/up_down/8470336855m-1.jpg
http://mr.ma3ali.name/upload/up_down/4317244496m-5.jpg
http://mr.ma3ali.name/upload/up_down/4909502109m-2.jpg






*إعداد

فريق المعالي

جزآكـ الله خيـــر . .

اشكرك عى الطرح الرائع . .

دمت بقرب الله

الله يسلمك,,,

نسأل الله أن يجعل منزلته مع الصديقين والشهداء والصالحين


ومشكوره يايمامه

الله يرحمه ويرحم اموات المسلمين

وجمعنا معه في جنات النعيم

إن لله وإنا اليه راجعون
ان القلب ليحزن وان العين لتدمع وانا لفراقك ي
يا شيخنا لمحزونون لمحزونون
اللهم اسكنه فسيح جناتك واجزه عن المسلمين خيرا

.

رحمك الله ياشيخنا وجعل مثواك الجنه امييييييين

شكرا لمروركم

شكرا يمامة الوادي الله يوفقك مشكـــــــــــــورهـ