![]() |
أبداً لا تستسلم
أبداً لا تستسلم
الفرق بين كلمتي منتصر ومنكسر طفيف في التركيب لكنه عميق في المعنى والمدلول .. وفي الزمان الغابر كان الإستقرار هو عامل الثبات أما الآن فالتغير هو عنصر الثبات الذي يسم الأشياء والأشخاص والأفكار , فاذا فهمت هذا ، فلا تستسلم أبداً .. تحاول أن تستشرف آفاق المستقبل بدقة، وبمهارة فائقة تخطط لحياتك ولكنك لا تفوز بنيل مبتغاك ، فلا تيأس ، ولا تستسلم أبداً.. وتنظم إمكانياتك المادية والمعنوية ، وترتب جهودك التي ترى أنها لازمة للنجاح في هذه المهمة أوتلك ، ثم لا تلبث أن تصاب بخيبة أمل جراء أمور لم تتوقعها ومعادلات لم تحسب لها حسابا، فلا تيأس ، ولا تستسلم أبداً .. تبذل جهداً وفيراً لتربية ولدك ، ثم يشب على غير ما علمته ويتخلق بأخلاق وأطباع عكس ما فهمته ، ينشأ عاقاً لك وللمجتمع وناكراً لجميلكما ، فاصبر وتحمل وعاود الجهد مرات ومرات وادع الله في التوفيق ، ولا تيأس ، ولا تستسلم أبداً.. تتفانى لأداء المهام المطلوب منك عملها في عملك وتخلص لتنفيذها ، ثم تغمط حقوقك من كلمات الشكر والتشجيع فضلاً عن العلاوات والمكافآت والترقيات وتحمل المسؤليات الأهم التي تتكافأ مع قدرتك فلا تيأس ، ولا تستسلم أبداً .. تقدم كلما تملك أملاً في إسعاد نصفك الآخر ثم لا تلقى إلا الجحود ونكران الصنيع والجميل ، فلا تيأس ، ولا تستسلم أبداً.. وتكون صديق شدة لصديقك فتشد من أزره عندما حلكت حوله الظلمة ، وترفع من همته وعزيمته عندما ادلهمت حوله الخطوب ثم لما يفرج الله عنه الهم ويرفع عنه الكرب ينسى المعروف وينكر الجميل ، بل أقسى من ذلك ربما يتحول إلى معادياً وسهماً في حلقك بدلاً من أن يكون وفياً حافظاً للمعروف والودعلى أقل تقدير ، فلا تيأس ، ولا تستسلم أبداً . تقدم خبرتك بصدق ورضا وتجرد لزميل متدرب ، ثم عندما يتشرب أسرار العمل ويتحمل المسؤوليات، ينسى فضلك ويغمطك حقك ، وربما تتاح له الفرصة لقيادتك فيقسو عليك ويحاول إذلالك وإهانتك أنت الذي لم تدخر وسعاً في منحه الثقة وتزويده بالخبرة التي لديك ، فلا تيأس ، ولا تستسلم أبداً .. تكفل معسراً أو تعطيه مبلغاً من المال يستعين به على قضاء حوائجه، فيعدك بإرجاع مالك عليه عاجلاً ثم يتأخر عن دفع ما عليه فتضطر إلى التسديد نيابة عنه ، أو تسجن ، إن كنت غير قادر على الوفاء ، أو يضيع حقك ، وأهم من ذلك قد يحرمك تصرفه الأرعن من حب فعل الخير وتندم ولاة حين مندم ، فلا تيأس ، ولا تستسلم أبداً.. إفهم ، الحياة كأفضل ما يقال عنها أنها لا تخلو من بعض المصاعب والمتاعب ، وهي في واقع الأمر بلاء واختبار من وفق فيها للإنتصار على ضعف نفسه وشهواتها وعلى هواه فقد وفق إلى خير كثير وفاز في دنياه وضمن أن ينجيه الله من عذابه الأليم .. أما من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني وجزع ولم يصبر على أتعابها ولا على مشاقها فربما تأخذه أقداره إلى ما لا تحمد عقباه .. إذا عزمت فتوكل على الله ، واصبر فإن مع الصبر يأتي النصر ، بإذن الله تعالى عبد الله الصانع |
الساعة الآن 9:32 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
TranZ By World 4Arab