محاكمة ! ( وتنويه )
 

محاكمة ! ( وتنويه )

= =

عود نفسك على عدم العجلة في الحكم ، وعلى الملاحظة الدقيقة للأشياء ، حاول أن تسبر غورها ، وتتلمس حكمتها ، إن ذلك يجعلك تسير على بصيرة في شأنك كله ..

كذلك كن أمام المواقف التي تمر بك ، والأفكار التي تقرأها أو تسمعها ، فلا تستزلك في طريقها لمجرد إعجابك بحلاوة الطرح ، وبراعة الأسلوب ، وجمال العرض ، أو بسبب كثرة المعجبين بها من حولك !!

أدر عقلك جيداً وبرؤية وبلا عجلة ، ولا تنس أن تحاكم الأشياء والمواقف والأفكار إلى نصوص الوحي الذي لا ينطق عن الهوى ، أعني كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، فإنه لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها .

أما الآخرون فما أكثر ما يخطئون ، بل ما أكثر من يضلون غيرهم بجميل العبارة ، ورشاقة اللفظ ، وحسن العرض ، وعند التدقيق والتمحيص ، تجد أن ما يرددونه لا يعدو أن يكون زخرف قول وغرورا !!

ومن ثم فلا تجعل مقياسك في الحكم على الأمور والأشياء والأفكار ، غير نصوص الوحي فقط ، ما وافقها فلا حرج في قبوله ، وما عارضها فارمه خلف ظهرك ولا تبال به ، مهما كان قائله ، ومهما كان عدد الأسماء الكبيرة ، والألقاب العريضة التي تردده ..!

.

لقد ضمن لك الله العصمة في هذين المصدرين ، ووصف كلا منهما أنه نور .. وماذا بعد النور إلا الظلام ! وفي الظلام يكون التخبط ، وتقع الحيرة !!

وأعيد لأنبهك :

إياك أن تكترث للكثرة التي تردد أية فكرة ، مهما كانت ضخامة الأسماء والألقاب التي تحشد لتلك الفكرة ، فما لم يأتِ هؤلاء على ما يقولون بشاهدي عدل من الكتاب والسنة ، فضع كلامهم تحت نعلك وامض في طريقك ولا تبال !!

تنويه :

[ كتبت هذه الخاطرة بعد نقاش مع بعضهم حول كتاب ذائع الصيت بعنوان : كتاب السر .. الحق أني لم أقرأ الكتاب ، غير أن شرعت في قراءته ، وانتهيت من فصل فيه ، لكني سمعت عنه كثيرا ، وسمعت عن كثرة المبهورين به ، فكانت هذه الخاطرة .. ولعلي أعود إلى الحديث عن هذا الكتاب بعد الانتهاء منه ، فقد وضعت مجموعة ملاحظات حتى الآن على الصفحات التي قرأتها وبالله التوفيق.. ]