![]() |
محاسبة مثمرة
محاسبة مثمرة
اعلم يا رعاكِ الله أيها الطيب القلب ليس العيب أن يخطئ الإنسان في مرحلة من مراحل حياته ، ويضل الطريق ، وتغيب عنه الرؤية ويتعثر في المسير ، وينتكس مع الهوى فيهوى ويتردى فيما لا يرضي الله سبحانه وتعالى فكلنا كان ذلك الإنسان : ( كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم ) ولكن العيب كل العيب ، والمصيبة كل المصيبة ، والخطأ كل الخطأ : أن يبقى هذا الإنسان مصراً على السير في طريق الانحراف ، أن يمضي في رحلة مع الشيطان يزين له لا يلتفت إلى نصح الناصحين ، ولا يبالي بمواعظ الواعظين في هذه الحالة .. يكون قلب هذا الإنسان متبلداً ، تراكمت عليه ظلمات كثيرة فهو بحاجة إلى يخلو بنفسه ليحاسبها كثيراً وطويلاً قبل أن يدهمه الموت فجأة فإذا هو يصيح : ( رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت ..) ويومها سيندم الندم الذي لا ينفعه ، سيعض أصابع الحسرة عضا شديدا .. ولكن هيهات : ( يوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلاناً خليلا لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا ) العاقل الذي تهمه نفسه ، وتشغله آخرته : يجعل له بين الوقت والوقت ساعة يخلو فيها مع نفسه يجلس بين يدي ربه عز وجل ليحاسب نفسه ، وليقلب أوراقه ، وليعيد حساباته ، وليفتش ملفاته ، ثم يلهج بدعاء حار متصل أن يعينه الله ليرى الحق حقاً ويرزقه اتباعه ، ويرى الباطل باطلاً ويرزقه اجتنابه .. ولن يخذله الله جل جلاله . اصدق الله يصدقك ، ولن يخيبك فمن ذا الذي أقبل عليه بصدق فرده ؟ ومن ذا الذي رفع إليه يديه بحرارة ، فلم يعطه ؟ من اطلاعاتي |
الساعة الآن 3:51 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
TranZ By World 4Arab