أقسام الناس عند شكر الله تعالى



القسم الأول : قسم يشكرون الله تعالى وهم قلة ... جعلنا الله منهم قولا وفعلا ...



قال تعالى : (( وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ))سبأ 13 ... وقد وعد الله من شكره بالأجر الجزيل والزيادة ...



قال تعالى : (( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ )) إبراهيم 7 ... وقال تعالى : (( نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنَا كَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ ))



القمر 35 ... و قال تعالى : (( وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ )) آل عمران 144 ...



القسم الثاني : قسم يدعون بـ المقلين ...



أي يشكرون الله تعالى ، و لكن هذا الشكر قليل ... وسبب قلة الشكر أحد ثلاثة أمور ...



1- إما أنهم لا يشكرون الله تعالى دائما بل في أوقات قليلة ونادرة ... ((



2- أو أنهم يشكرون الله على بعض النعم وليس كلها ... قال تعالى (( قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ (23) )) الملك



3- أو بسبب كثرة النعم وتعدد منافعها للإنسان فلا يشكرون الله عليها كلها ... قال تعالى : (( وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (18) )) النحل



القسم الثالث : قسم لا يشكرون الله تعالى ... نعوذ بالله من ذلك



قال تعالى : (( إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ (243) )) البقرة



و هذه صفة أكثر الخلق و هم أبغض الخلق إلى الله تعالى لئن عدم شكر النعمة يقتضي كفر النعمة و العياذ بالله ...



قال تعالى : (( فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ (152) )) البقرة . و قال تعالى : ( إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا (3) ) الإنسان



و عدم شكر الله تعالى على هذه النعم تكون بأحد الأسباب التالية :



1- إما بجهلهم بفضل الله تعالى وقدره و العياذ بالله ...



2- أو بجهل قدر النعمة التي هم فيها ...



3- أو بكفرهم وجحدهم بالله تعالى و نعمه عليهم ... نسأل الله السلامة و العافية ... قال تعالى : (( فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُورًا (89) )) الإسراء



فالشكر ضده الكفر بالنعمة ... فلنكن رعاكم الله من الشاكرين الله تعالى دائما وأبدا فمهما شكرنا فلن نقدر أن نشكر الله تعالى على كل نعمه



فمن نعمة خلقنا من العدم مرورا بقوله تعالى (( وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ (21) )) الذاريات إلى نعمة الإسلام و نعمة



تسخير وتذليل مخلوقات الله تعالى لنا و نحن الحقراء الفقراء إلى الله تعالى ...



كما ولا ننسى شكر الله تعالى على أن أنعم علينا شكره فنشكر الله تعالى لأنه جعلنا نشكره إلى مالا نهاية من الشكر لله تعالى



و كما قال الشيخ عبدالله بن اسعد اليافعي : تبارك من شكر الورى عنه يقصر لكون ايادي جوده ليس تحصر وشاكرها يحتاج



شكرا لشكرها كذلك شكر الشكر يحتاج يشكر



اللهم اجعلنا من شاكرينك القليلين و لا تجعلنا ممن لا يشكرونك يا رب العالمين ...