يمامة الوادي |
2008-12-21 10:14 AM |
اريد مسيار لو بعجوز
اريد مسيار لو بعجوز
وصلتني رسالة من شاب سعودي يقول فيها "أريدك أن تكتبي عن قصتي. أنا إنسان بسيط موظف عمري 33سنة. أعزب.إنسان متعلم معي دورات تحرير أخبار وتصوير فوتوغرافي..خطبت أكثر من عشر مرات ولكن للأسف رفضوني لأني إنسان فقير. البنات يردن شخصا ولد عز وكشخة وراعي سفريات. وأنا إنسان من البيت للعمل حتى سيارتي موديل 1983وماسافرت في حياتي حتى مكة ماشفتها. يمكن تستغربين. بس ظروف الحياة صعبة. لقد بحثت عن عمل مسائي من سبع سنوات وماحصلت علي شيء لأن ماعندي واسطة. انا بصراحة أريد إنسانة كبيرة. أرملة. مطلقة عقيم لايهم لا العمر ولا الشكل إنسانة غنية وبنت عز تساعدني وأتزوجها "مسيار". وأنا جاد والله وصادق في كلامي. وأتمنى تساعديني ومشكورة الله يسعدك".
انتهت رسالة الشاب الذي يمثل العشرات من شبابنا اليوم الباحث عن الوظيفة والراتب الشهري الجيد. الباحث عن الزوجة وتكوين أسرة. ولكن للأسف الشديد فإن ظروف شبابنا اليوم تضعهم في موقف صعب وحيرة مؤلمة. فكثير من الشركات ترفض توظيفهم وتفضل الأجنبي عليهم وإن تفضلت ووظفتهم تكون رواتبهم ضئيلة لا تفي بسداد حاجاتهم اليومية فكيف يستطيعون تأسيس أسرة وإنجاب أطفال؟ مع ملاحظة إأن الشاب مرسل الرسالة لديه عمل ويريد زيادة دخله بعمل في المساء ورغم أنه لم يذكر كم هو راتبه من عمله الصباحي فإنني شبه متأكدة أنه راتب ضئيل جداً قد لايزيد على الألفي ريال. لابد من أن نلتفت إلى شبابنا فمستوى المعيشة مرتفع وأصبح راتب الشاب السعودي وكذلك الفتاة السعودية قد يتساوى مع راتب السائق الذي نستقدمه من الخارج علماً بأن الأخير يأكل ويسكن ويلبس ببلاش ، وبالتالي يرسل جزءاً كبيراً من معاشه إلى بلده، ذلك المعاش الذي يتضاعف هناك إلى ماقد يزيد على أربعة أضعاف وذلك حسب فرق العملة وبالتالي فإن معظم العاملين لدينا يعودون لبلادهم وهم يملكون بيوتاً ومزارع بينما نجد أن الشاب السعودي أصبح من الصعب عليه أن يضع قدميه في بداية الطريق.
إلى متى واسئلة القلق على المستقبل والواقع المر يمزق ابناءنا وبناتنا؟ وإلى متى المجتمع بمؤسساته وأيضاً أفراده المقتدرين من رجال الأعمال يقفون موقف المتفرج؟
د. حنان حسن عطاالله - جريدة الرياض
|