منتديات موقع بشارة خير

منتديات موقع بشارة خير (https://www.22522.com/vb/index.php)
-   المنتدى الإسلامي (https://www.22522.com/vb/forumdisplay.php?f=67)
-   -   ۩ ۩ شرح حديث (( إنك ما دعوتني.... )) ۩۩ (https://www.22522.com/vb/showthread.php?t=73506)

صاحب السمو الفكري 2008-12-19 8:49 PM

۩ ۩ شرح حديث (( إنك ما دعوتني.... )) ۩۩
 




عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
: ( قال الله عزوجل : يا ابن آدم ، إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك ما كان منك ولا أبالي
، يا ابن آدم ، لو بلغت ذنوبك عنان السماء ، ثم استغفرتني غفرت لك ، يا ابن آدم ،
إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا ، لأتيتك بقرابها مغفرة )
رواه الترمذي ، وقال : " حديث حسن صحيح " .

http://www.pc4up.com/im4gif/l1L85922.gif

الشرح

بين يدينا حديث يأسر القلب ، ويأخذ بمجامع النفس ، يستمطر الدمع ،
ويهيّج في الوجدان مشاعر التوبة والرجاء ، لتتلاشى معه أسباب اليأس والقنوط ،
إنه هتاف سماويٌّ لو تردد في جنباتنا لأفاض عليها شوقا وحنينا إلى خير من مُدّت إليه الأيادي ،
ولهجت بذكره الألسنة ، فيالها من موعظة ، ويالها من تذكرة .


http://www.pc4up.com/im4gif/l1L85922.gif

لقد جاء الحديث ، ليزفّ إلى الناس البشرى ، فرحمة الله واسعة ، وفضله عظيم ،
لا يقف عند حدّ ، ولا يحصيه عدّ ، فغدا هذا الحديث إبهاجا للتائبين ، وأملاً للمذنبين ،
وفرصة لمن أسرف على نفسه بالمعصية ، أو فرّط فيما مضى من حياته ،
ولعلك – أيها القاريء الكريم – تدرك بذلك سر المكانة التي حازها هذا الحديث دون غيره
، حتى إن كثيرا من العلماء ليرون أنه أرجى حديث في السنة كلها .

http://www.pc4up.com/im4gif/l1L85922.gif


وتتجلّى معالم الحديث في بيانه لأسباب حصول المغفرة ،
ويأتي الدعاء في مقدّمة تلك الأسباب ، والدعاء قربة عظيمة ، وصلة مباشرة بين العبد وربّه ،
وهي سلاح المؤمن الذي يتسلّح به في الشدائد والكربات .


http://www.pc4up.com/im4gif/l1L85922.gif

وقد حثنا الله تعالى على الدعاء في عدّة مواضع من كتابه ،
فقال تعالى : { وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون
عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين } ( غافر : 60 ) ،
وقال سبحانه : { وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان
فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون } ( البقرة : 186 )
، بل جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله : ( من لم يسأل الله يغضب عليه ) رواه الترمذي ،

وصدق الشاعر إذ قال

الله يغضب إن تركت سؤاله وبنيّ آدم حين يُسأل يغضب


http://www.pc4up.com/im4gif/l1L85922.gif

بيد أن لهذه العبادة شروطاً ينبغي استكمالها ، ليكون الدعاء جديراً بالإجابة ، وأدعى للقبول ،
فمن ذلك : حسن الظن بالله ، والرجاء والأمل بالمغفرة ،
كما بيّن ذلك النبي صلى الله عليه وسلّم في قوله : ( ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة ،
واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه ) رواه الترمذي ،
ولابد أن يكون لهذا الرجاء رصيداً من العمل الصالح ،
لا أن يكون مجرد أمنية وأحلاماً زائفة .


http://www.pc4up.com/im4gif/l1L85922.gif


وإضافة إلى ذلك : فإن على المسلم حال دعائه أن يعزم في المسألة ،
ويجزم في الطلب ، فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال : ( لا يقولن أحدكم : اللهم اغفر لي إن شئت ، اللهم ارحمني إن شئت ،
ليعزم المسألة ؛ فإنه لا مكره له ) رواه البخاري .

http://www.pc4up.com/im4gif/l1L85922.gif


ثم ينتقل بنا المطاف إلى الحديث عن الاستغفار ، وهو طلب الستر والتجاوز عن الذنب ،
وقد أثنى الله سبحانه وتعالى على المستغفرين في كتابه فقال
: { والمستغفرين بالأسحار } ( آل عمران : 17 ) ، كما رتّب حصول المغفرة عليه
فقال : { ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما } ( النساء : 110 ) .



http://www.pc4up.com/im4gif/l1L85922.gif

وعلاوة على ذلك ، فإن للاستغفار مزيد فضل على غيره من العبادات ،
إذ لا تقتصر بركته على محو الخطايا وتكفير السيئات ، بل يمتدّ خيره إلى السماء فتنزل أمطارها ،
وإلى الأرض فتنبت زروعها وثمارها ، ويحصل به النماء في الذريّة ، والقوّة في العُدّة ،
ولا أدلّ على ذلك من قوله تعالى : { فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا ،
يرسل السماء عليكم مدرارا ، ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا }
( نوح : 10 – 12 ) .


http://www.pc4up.com/im4gif/l1L85922.gif

فمن هنا : لم يكن غريبا أن ترى الأمر بالاستغفار في كثير من الآيات الكريمات ،
ولم يكن غريبا أن يتكرر الاستغفار على لسان كثير من الأنبياء والمرسلين ،
بل كان نبينا صلى الله عليه وسلم يُعدّ له في المجلس الواحد مائة استغفار ،
كما ورد في سيرته .



http://www.pc4up.com/im4gif/l1L85922.gif

ولا يكون الاستغفار صادقا إلا حين يصدر من قلب مؤمن مستحضر لجلال الرب وعظمته ،
نادم على ما كان منه من تفريط وتقصير ، عازم على التوبة والإنابة ، وإلا فهي توبة جوفاء ،
لا تنفع صاحبها .

http://www.pc4up.com/im4gif/l1L85922.gif


ثم إن أعظم أسباب المغفرة وأجلّها تحقيق جوانب التوحيد ، والإتيان به على أكمل وجه ،
وقد أعلمنا ربنا بذلك في كتابه حينما قال : { الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم
بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون } ( الأنعام : 82 )
، فامتدح من كان إيمانه نقيّا خالصا من عوالق الشرك ، وبشّرهم بالسلامة من دخول النار ،
ولا عجب في ذلك ، فإن الذنوب كلها تتصاغر أمام عظمة التوحيد ،
ومن ثمّ تكفّل الله تعالى لمن لم يشرك به شيئاً أن لا يعذّبه ، كما جاء في حديث معاذ رضي الله عنه
: ( وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يُشرك به شيئاً ) رواه البخاري


http://www.pc4up.com/im4gif/l1L85922.gif

من موقع اسلام ويب
تحياتي للجميع


Ŝђǿǿq Ťąbσύĸ 2008-12-19 11:44 PM

http://upload.7bna.com/uploads/edcc34287c.gif

العبير2 2008-12-20 12:33 AM

http://www.meshmesh.net/site/modules...1212605476.gif

يمامة الوادي 2008-12-20 2:06 PM

جزاك الله خيرا

صاحب السمو الفكري 2008-12-21 9:57 PM

اللهم امين وايااك

شااكر لكم كرم مرووركم الداائم في صفحاتي

حفظكم الله


الساعة الآن 6:15 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By World 4Arab

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

جميع الآراء والتعليقات المطروحة تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع وللأتصال بالدكتور فهد بن سعود العصيمي على الايميل التالي : fahd-osimy@hotmail.com