![]() |
طريق القوة
طريق القوة عنود العنزي أيها القارئ الكريم، أتعلم؟ لقد زادت عفونة الأرض، وتصاعدت الأدخنة معلنةً احتراق المزيد من النُّفوس البشرية، ضاع تاج الحق ولم يسر أحدٌ في استرداده، نضبت براكين الدُّموع, وفُقِئت مئات العيون، وتحول كثير من البشر إلى شياطين ووحوش. حقًّا، ولست أبالغ، هذا واقع الحياة اليوم، أَدِرْ رأسك يمينًا، تجدْ قصَّة ظلم، أدره يسارًا، تجد قصة قهر، أمعن في مَن أمامك، تجدهم مكسورين، واستدر بظهرك لمن هم في عالمٍ خفي عليك آهِلُوه، تجد قلوبًا تتفطر، وأنفسًا تذوب كمدًا. والسبب؟ أجل، السبب: ظلم ضالٍّ، وتجبر مُتكبر، وطمع جشِعٍ، وحقارة حاقد، وقبل كُلِّ هؤلاء خضوع إنسان، أجل، الخضوع للظلم، والاستسلام للقمع هو الذي قوَّى الطغاة، فادفع الظُّلم عن نفسك قدر ما تستطيع، وتذكَّر أنَّك بالله أقوى، وأنَّ لك دعوةً لا ترد، وقبل ذلك أن لك ربًّا لا ينساك، ولا تخفى عليه خافية. إن كثيرًا من قصص الظلم حولت أولئك المظلومين إلى أبطالٍ ورموز للنَّصر والقوة، وما كان ذلك ليكون، لولا أنَّهم تحدَّوا الضَّعف، وقهروا الانكسار في ذواتهم، وقبل كلِّ شيء توجهوا إلى بارئهم بصدق وضعف وانكسار، توجهوا للملك الجبار الذي لا يرضى بالظُّلم، ولا ينسى أحدًا من عباده. تِهْ فخرًا - أخي في الإسلام - فملك الملوك وجبار السماوات والأرض يناديك كلَّ ليلة؛ لتقدم حاجاتك، وتبث شكواك دون حاجز أو وسيط، ملك لا يبخل، ولا يفنى ما عنده سبحانه. أخيرًا لكل مظلوم؛ توجه لربك، اقهر الظُّلم، حارب ضعفك، وطهر قلبك. واقرأ جيدًا هذا الحديث: عن أبي ذر الغفاري - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما يرويه عن ربِّه - عزَّ وجل - أنَّه قال: ((يا عبادي، إني حرَّمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرَّمًا فلا تظالموا، يا عبادي، كلكم ضالٌّ إلا من هديته؛ فاستهدوني أهدكم، يا عبادي، كلُّكم جائع إلاَّ من أطعمته، فاستطعموني أُطعمكم، يا عبادي، كلكم عارٍ إلا من كَسَوْتُه، فاستكسوني أكسكم، يا عبادي، إنَّكم تُخطئون بالليلِ والنَّهار، وأنا أغفر الذنوب جميعًا؛ فاستغفروني أغفر لكم، يا عبادي، إِنَّكم لن تبلغوا ضرِّي فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، يا عبادي، لو أنَّ أوَّلكم وآخركم وإنسكم وجنَّكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم، ما زاد ذلك في ملكي شيئًا، يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنَّكم كانوا على أفجرِ قلب واحد منكم، ما نقص ذلك من ملكي شيئًا، يا عبادي، لو أنَّ أوَّلكم وآخركم وإنسكم وجنَّكم قاموا في صعيد واحد، فسألوني، فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر، يا عِبادي، إنَّما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفيكم إيَّاها، فمن وجد خيرًا، فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك، فلا يلومَنَّ إلا نفسه))؛ رواه مسلم. |
الساعة الآن 10:44 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
TranZ By World 4Arab