منتديات موقع بشارة خير

منتديات موقع بشارة خير (https://www.22522.com/vb/index.php)
-   منتدى فنون الأناقة والجمال والطبخ (https://www.22522.com/vb/forumdisplay.php?f=86)
-   -   عش العصافير (https://www.22522.com/vb/showthread.php?t=72857)

يمامة الوادي 2008-12-02 9:16 AM

عش العصافير
 
عش العصافير


ما أجمل الهواء هذا الصباح
نعم الشمس مشرقة و السماء صافية ، و صوت هذه العصفورة و تغريدها الساحر قد زاد هذا الصبح بهاءً و جمالاً
نعم صدقتِ حبيبتي ما أجمل صوته ، لكن أظنه عصفوراً
لا يا حبيبي واضح تماماً أنها عصفورة
لا يا عيوني أعتقد جازماً انه عصفور
ما شاء الله منذ متى تفهم في تصنيف الطيور
و الله كنت أتقن الكثير من المعارف قبل الزواج
و هل زواجك بي هو ما أدى إلى هذه الخسارة
يبدو أنها خسائر و ليست خسارة واحدة
حسناً و لماذا تزيدها بجلوسك معي ، اتفضل ، ربنا يفتح عليك
والله نهارك غم و هم من أوله .

مر عام ، و في نفس الحجرة و أمام نفس النافذة جلسا صباحاً يحتسيان أقداح الشاي سوياً
كم عام مر على زواجنا يا حبيبي
أوه ، السنوات بجوارك يا غالية ثوانٍ معدودة
أصبح لهذه النافذة ذكريات جميلة عندي
نعم و أنا أيضاً ، بل لا زلت أذكر هذا العصفور الجميل الذي شاركنا جلستنا في مثل هذا الوقت في العام الماضي ، أتذكرينه حبيبتي
بكل تأكيد أذكرها يا حبيبي ، لكن تذكر أنها كانت عصفورة
لا يا حبيبتي كان عصفور
لا بل عصفورة
لا بل عصفور و تذكرت الهم والغم الذي جاءني معه
بل الغم كله لمن يجلس معك و يتصبح بوجهك.
**********
مر يومين على ليلة الفرح و لا زالت الفرحة تغمرهما و هما يقضيان أول أيام الزواج في هذا الفندق الأنيق ، تعثرت و هي تسير بالغرفة ، كادت أن تقع ، هرع إليها ،
سلامتك حبيبتي ، أفديك بعيوني ، هل أصابك شيء ،
لا حبيبي أنا بخير .

مر عام و في نفس الفندق ، من أجل العودة لهذه الذكريات العذبة ،
تكرر الموقف ، كادت ، بل وقعت بالفعل عندما اصطدمت بالكرسي
مال ، صابك العمى ما تشوفين .
**********
حرقة التنهيدة المنبعثة من صدره تكاد تحرق ما أمامه و آه حزينة تنطلق من أعماقه
مالك يا صديقي ، و لماذا يغشاك الحزن و الأسى هكذا
يا أخي يقولون الفن رسالة ، و ما كنت أدري أنه غش و خداع و تضليل
لماذا هذا الهجوم النووي
في بداية زواجي كنت أستمع لمن يردد"لقمة صغيورة تشبعنا ، عش العصفورة يقضينا" نفسي اعرف من هذا الكذاب الأفاق ،
كل يوم ، أنظر لبيت فلان ، هل علمت أن علان بنى بيتاً ملكاً ، خلاص ما عاد البيت يسعها و لا ترضى به و كل يوم نكد لهذا السبب .

كادت الدموع أن تسقط من عينيها ، انتبهت صديقتها ،
لماذا حبيبتي هذا الحزن
و لماذا غسيل الأدمغة الذي يمارسونه علينا قبل الزواج ، نعيش الوهم فترات طويلة "لقمة صغيورة تشبعنا" و الدليل كم ساعة أقضيها في المطبخ حتى الميزان كاد أن يتحطم لما أراد أن يعرف وزنه آخر مرة .
**********
حقاً لك ستون عاماً تعيش في سعادة و هدوء ، و ما حدث بينكما شجار البتة
أي والله
و الله تدخلون موسوعة جينيس للأرقام ، لكن حدثنا يا شيخ ، يمكن الشباب يستفيدوا من هذه التجربة الفذة
نعم يا ولدي ، في أول أيام الزواج أستأجرت بغلين و ذهبت معها لنقضي أياماً جميلة في البر و حين أردنا صعود احد التلال تعثر بغلها ، فنزلت من عليه و حاولت إجباره على السير و قالت له : هذه الأولى ،
ثم تعثر ثانية ، ففعلت مثل المرة السابقة و قالت له : هذه الثانية ،
واصلنا المسير فتعثر الثالثة ، فإذا بها تطلق عليه النار فسقط ميتاً .
صحت عليها و نهرتها و قلت لها كيف تسوين هذا و كيف نرجع الآن و بلغ صوتي الأفاق
أي و الله هكذا الرجال و إلا فلا
نعم يا ولدي فإذا بها تقول لي: هذه الأولى ...
و من يومها عششت السعادة و ظللنا الهدوء و الحمد لله .
**********
عش العصافير
هل أصبح عش غربان أم دبابير؟
صراع الحضارات ، عفواً ، السلطات ، الأراء ، هل انتقل من بين الأمم ، و الحكومات و الشعوب ، إلى تلك الأعشاش ؟
المائدة المستديرة ما عادت تشهد مفاوضات و لا حتى غداء عمل و لا عشاء صلح .
قوات حفظ السلام من الأقارب و الأصدقاء أصابها اليأس و الإحباط و رفعت الأمر إلى مجلس العلماء و الهيئات لفض الاشتباك و الفصل بين السلطات و بحث إعادة السبل للتعايش السلمي تحت مظلة القوانين الآلهية و بنود السنة النبوية المنصوص عليها منذ أكثر من أربعة عشر قرناً ، و المشكلة دوماً في تفعيل هذه القوانين .
مواثيق المودة و الرحمة و قوامة الحماية و التكليف و ليس التعسف و التكبر والتعنيف ، و القرار في البيت دون إحساس بالضعة أو الحرمان من حق العمل بالاتفاق و الاحترام و التقدير ، و الشراكة القائمة على "و لهن مثل الذي عليهن بالمعروف و للرجال عليهن درجة"
درجة واحدة و ليس سلم
مواثيق ، كان العمل بها على قدمِ و ساق في الماضي و كانت البيوت هادئة وادعة ،
الآن هل كُتبت بالحبر السري فما عاد احد قادر على قراءتها و العمل بها ، أم ماذا ؟

عش العصافير ،
هل هو بحاجة إلى ترميم ، أم تجديد و إعادة تصحيح للمفاهيم ، أم هدم و إعادة بناء على أسس قوية من جديد ؟
ما رأيك ؟
الحياة كلمة


الساعة الآن 7:37 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By World 4Arab

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

جميع الآراء والتعليقات المطروحة تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع وللأتصال بالدكتور فهد بن سعود العصيمي على الايميل التالي : fahd-osimy@hotmail.com