![]() |
مثل الذين حرّفوا وانحرفوا
مثل الذين حرّفوا وانحرفوا
محمد حسين جمعة هل يُعقل في هذا العصر أن يعمى صاحبُ أي لبٍّ عن لمس الحق وتتبع آثاره واتباعه؟! أيصح منطقًا أن تغفل القلوب عن معانقة الحق في عصرٍ صار العالم فيه قرية صغيرة؟! يحتار العقل فعلاً، وتَطيش سهامه، لماذا يكفر أولئك رغم أن الحق صار أبلجَ، والباطل آل لجلجًا. لقد رفع أولئك شعار (لا إله)، ولو أجَلْنا فكرنا قليلاً لزال ذلك العجب وتلك الحيرة. إنما مثل أولئك كمثل إنسان له حمار، يعتاش من ورائه، ويلملم رزقه في أرض الله الواسعة، وهذا الحمار يعزّ عليه فهو سبب رزقه... وفجأة مات الحمار، شقّ ذلك عليه كثيرًا، ضاق ذرعًا، وبكى حزنًا؛ ولكنها سُنَّة الله في كونه، ولن تجد لسنته تبديلاً. وفي اليوم التالي قام بدفنه، وبنى له مقامًا، وجعله مزارًا، يؤمّه الناس من كل حدب وصوب، وبدأت الأموال تجري بين يديه أنهارًا، والأشياء النفيسة تقدم قرابين لهذا المقام... الآن من دفن هذا الحمار بيديه لن يقتنع أن هذا المقام هو مكان دفن حماره، وليس كما يظن الناس، رغم أنَّه دفنه بيديه لأنه صار منتفعًا منه؟! هذا هو مثل الذين حرَّفوا وانحرفوا يعبدون أهواءهم ومصالحهم من دون الله الواحد الأحد. الإيمان التزام، الإيمان عهد وأمان، الإيمان خضوع للواحد الدَّيَّان، وهو يتعارض مع من يريد أن يقتل ويسفك وينهب، إنهم لا يريدون أن يلجموا بلجام العبودية، أو بحساب آجل في اليوم الآخر. إنهم يؤمنون بوجود الله؛ لكنَّهم لا يؤمنون بقيومية الله، وحاكميته للكون. إنه إيمان مبتور، واعتقاد غير مبرور، وفعل غير مشكور. شيء آخر يصدّ هؤلاء عن الإيمان بقومية الله سبحانه، ألا وهو الاستكبار والعناد والعصبية للمعتقد والقوم. أعاذنا الله أن نكون منهم والحمد لله ربِّ العالمين. |
جــزاكِ اللــه خــيــراً
:smile: |
الله يسلمك,,,
|
الساعة الآن 1:44 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
TranZ By World 4Arab