حزام الأمان بين الجزرة والعصا
عبدالله بن صالح المالكي


عندما أتأمل حالي وحالَ الكثيرين من سائقي السيارات الذين لا يربطون حزام الأمان إلا عندما تصطف سياراتهم مزدحمة تنتظر أن تمر بالقرب من دورية الشرطة، أجدُ أن الأمر يتكرر مع مرارة وقتيّة لا تكاد تستمر ميلاً واحداً!

كنت أسأل نفسي عن السبب، ولو أن هنالك محفزات يسيرة تقدم للسائقين لكي يتعودوا ربط الحزام، فهل ستجدي؟

أم أن العقوبة هي الحل الوحيد لتعديل مثل هذا السلوك؟

جلست أفكر: ما الذي يمكن أن يغريني وأمثالي لنربط حزام الأمان؟

إن القيام بحملات مفاجئة من قبل إدارات المرور -لا بهدف معاقبة من لا يربط حزام الأمان- بل بهدف مكافأة من يربط حزام الأمان، وقد يكون ذلك بتوزيع ملصق يحوي عبارة جميلة مثل (قائد المركبة المثالي) أو (قائد المركبة الواعي) أو (شكراً لربطك حزام الأمان) توضع على الزجاج الأمامي للسيارة، هذا الملصق كفيل بأن يتهافت الناس على ربط حزام الأمان، رغبة في تحصيل مثل هذا اللقب اليسير في تكلفته، الكبير في أثره.

ومن الأفكار أيضاً لمثل هذا النوع من الحملات التوعوية: أن يتم توزيع نماذج شراء ولو بعشرة ريالات أو توزيع ألعاب للأطفال المتقيدين بالأنظمة في مقاعدهم. بالتنسيق لذلك مع الشركات والمؤسسات الداعمة.

إن سياسة العصا ليست مجدية في كل الأوقات، مع أنها أسهل ولا تكلف جهداً، كما أن سياسة الجزرة ليست هي الحل السحري لتعديل مثل هذه السلوكيات. إلا أنها تظل الأقرب للنفس، والأطول في الأثر.

ومع ذلك كله يبقى التحفيز فناً يحتاج إلى تعلم من قبل الأفراد والمؤسسات، ونظل بحاجة إلى دراسة طريقة تفكير المجتمع، ومعرفة محفزاته الحقيقية، وبناء عليها نؤسس حملات توعوية واعية يسهل قياس أثرها وتطويرها باستمرار.