![]() |
لو أن لهم آذانا
لو أن لهم آذانا
فاطمة وصف اللهُ أهلَ الباطل بأنَّ لهم آذانًا كآذان الناس، ولكنها معطلة لا تسمع، كما أن أعينهم معطلة عن النظر، وعقولهم معطلة عن الفهم: {لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} [الأعراف: 179]. وهذه الآية تنطبق على أهل الضلال في كل زمان؛ إنهم صنف من البشر عطلوا أفئدتَهم وجوارحَهم وحواسَّهم كلها، فلا يعتبرون بحادثة، ولا تنفع معهم موعظة، ولا تفهم عقولهم إلا ما يريدون وما يعملون له.. فإذا ما نظرت إليهم في حربهم على أهل الإيمان وتضييقهم على كل صوت يعلو بالحق، تتوق نفسُك إلى أن تحدثهم وتقول لهم: إن هناك رَبًّا يرى ما تفعلون، وربما ذهبت إليهم لتخبرهم أن المظلوم يدعو على ظالمه، وأن رب الأرض والسماء ينصر دعوة المظلوم ولو كان كافرًا، فلا تجد منهم إلا وعيدًا وتهديدًا واتهامًا للمؤمنين بأنهم أهل الإفساد في الأرض، بل تجد دفاعًا مستميتًا عن باطلهم وإيمانًا بضرورة ما يفعلون.. تتحدث عما يحدث لك، تزأر بصوت الحق، ينطقك الصدق، يتأثر من حولك، وتكاد تجزم أن العالم سيتغير بعدما سمعوا.. ولكن.. إنه الصمم الذي أرادوه لأنفسهم فلا يسمعون إلا صدى أحقادهم المدفونة في صدور هاوية محملة بالسموم والأمراض.. ويطلب منا العالم حسن توصيل الرسالة وتغيير واقعنا وغير ذلك مما هو مطلوب فعلا، ونحاول ونخطئ ونصيب، ولكن يظل الصوت مردودًا علينا إذا لم نجد آذانا صاغية، إذا ظلت جوارحهم معطلة لا تعي ولا تسمع. |
جــزاكِ اللــه خـيــراً
:smile: |
الساعة الآن 6:38 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
TranZ By World 4Arab