![]() |
ستّون َ عاما ً طاف َ بها الهرم
°? ستّون َ عاما ً طاف َ بها الهرم ?°
فراشة حزيران طافت بها أحلام ُ كهل ٍ نام َ قرب َ نافذتنا العتيقة ميتا ً.. نام َ تحت َ إطلالة ِ فجر ٍ لم يئن وقت ُ انبثاقهِ بعد .. نام َ وهو َ ينتظر تلك َ الوعود َ التي نثرها حول َ ابنته الصغيرة , بل حفيدته التي ما انفك َّ يرتشف الشاي َ معها , كل ّ صباح , ومع كل ّ رشفة ِ شاي ٍ من فنجانه ِ القديم - ذلك الذي عمّر العمرين ِ ولم ينكسر , بل آثر َ البقاء َ ليكون َ ذكرى ً من ذكريات ِ من ذهبوا - كان َ يعللّ الصغيرة َ بآمال ٍ ما انقطعت , بل دام َ يطرح ُ بين يديها ما يعجز ُ الكبارُ عنه فكيف َ إذا ً بالصغار ؟! أجل, لم تكن تلك َ الصغيرة ُ تدرك ُ ما يقول , كانت مهاترات ٍ لا تنقطع , سرعان َ ما أتى النسيان ُ عليها بعد موته , بعد َ ان تحررت من سنفونياته ِ المملله , واحاديثه ِ المكررة , فتتها السلوان ُ وتركها تتآكل ّ كما يتآكل ُ دفتر ُالذكرى العتيق إذا ما أضرمت َ فيه ِ نيران َ غيرة ٍ أو كراهية.. إلا أنها كانت تتذكر ُ من بين َ ثرثراته ِ الكثيرة أنه ُ لطالما قال .. سيعودون .. تذكره ُ حين َ مات - حين َ فاضت روحه ُ إلى هناك َ - كان َ واقفا ً جانب َ السّور القديم ذالك الحائط الذي آل َ للسقوط, ولا زال َ يردد ُ بصوته ِ المحزون ِ.. عائدون َ.. عائدون.. وتذكر ُ أنهما كانا يجلسان ِ هناك بعد صلاة ِ الفجر ِِ وعند َ استيقاظ ِ الحمائم ِ الفلسطينية أو حين َ تعد له ٌ زوجته ُ العجوز تلك َ الفطائر التي كلما أعدتها احترقت, وكأنها تحترق انتصارا ً لكل ّ تلك َ الدموع ِ المحترقة.. وها هي َ الصغيرة ُ قد كبرت وباتت تقف ُ في مكانهما المعهود ِ تنتظر .. تنتظر ُ تلك َ العودة َ الموعودة دون َ أن تدرك من سيعود, هل هم أولئك اليتامى الذين َ شرّدتهم مآسي أمتهم ؟ أم تلك َ الثكلى أو أولئك العجائز ُ أم تنتظر ُ من ؟ أتنتظر ُ أوبة َ الوطن ِ الموجوع ِ ام القلب ِ المفجوع ؟ وسؤال ٌ لم يرض َ الرحيل , بل بقي َ يجول ُ باحثا ً عن إجابة ٍ تشفي غليله ُ المهزوم .. لم َ رحلوا ليعودوا ؟ كانت مع صغرها تحمل ُ في جعبتها ألف َ سؤال ٍ , وما انفكت تردد : رحمك َ الله ُ يا جدّي لم َ حملتني هذه ِ المسؤولية , لم أخبرتني بأن انتظر من سيعودون ؟ لم َ ولم َ ولمَ .. كانت ِ َ الأحجار تسخر ُ منها, تصرخ ُ في وجهها البريء ماذا تفعلين ؟ عودي إلى ساحات ِ الأطفال , عودي الى هناك .. لتغرورق َ عينى الصغيرة ِ بالدموع ِ فتجهش ُ في البكاء , فتقوم ُ اسراب ُ من الزيتون ِ تسأل ُ .. ومتى كان َ ينعى البقاء ؟ متى كان َ للحلم ِ يأس ٌ ومتى كانت تستحل ّ الدّماء .. في حالة انتظار أنا .. وتسير ُ الحياة |
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
|
موفقه بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
|
شكرا لمروركم,,,
|
الساعة الآن 5:23 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
TranZ By World 4Arab