هـــولاكـــو الجـــديد
 

هـــولاكـــو الجـــديد
أتُرى عادت إلينا .
من أقاصي الأرضِ رايات التتارْ ؟
تحطِمُ الجسرَ الذي تعبرهُ شمسُ النهارْ
كي تصبّ النورَ دفئاً وحياةً في يدينا !!
عاد هولاكو اللعين ..
عاد يغزونا بجيش وسلاح لا يبينْ
غزوهُ يسبي العقول
قُرِعت في الساحة الكبرى الطبولْ
واستدارت في ضحى الشمس الخيولْ
أفسحوا الدربَ …
……… وسارَ الركبُ في صمت وريبة
تتلقاهُ من الدهماءِ أصداءٌ غريبةْ
وسؤالٌ خافت الجرسِ يقولْ :
ما الذي يحملهُ في طي الحقيبةْ ؟
آه من مكرِ الأعادي !
شفّـني الهمّ . وتبريح السهادِ
هذه السحنةُ ليست من بلادي
اطردوا اللص الدخيل
اطردوا الوجهَ الخريفي الثقيل
وجه هولاكو الذي عاد إلينا من جديدْ
يصنعُ الحب قناعاً زائفاً
لا يُرى من خلفهِ إلا الصديدْ
تحملُ الأفعى شعاره
تتلوى في خفوتٍ تحت أنقاض الحضارةْ
حيث تلقي بيضها المسوم في جوفِ المغارةْ
واخرجي من بعد يا زغب الحواصلْ
وعلى الأكتاف شارات المناجلْ
آه لو أسعفْتَ يا عقمُ ..فلم تحمل بأشباه الرجالْ
في مغانينا الحواملْ
آه كم كانت عجافاً كل هاتيك السنابلْ
ليلنا ليلُ المتاهات وليل الجوع والصبر العليلْ
هذه أكبادنا ..
نحو انحدار السفح ، نحو الهوة العظمى تميلْ
قد يضلون السبيل
قد نراهم في فجاج الأرض من دون دليلْ
نحن عمّقنا البذورْ
إن في الأغوار ما زالت جذورْ
وعلى القمة أفراخ النسورْ
ترقبُ الشمسَ .. وعين اللهِ يقظى لا تنامْ
لن تغاوينا ذئابٌ لبست بُرد السلامْ
أيُ أفاكٍ ونخّاسٍ صفيقْ
باعنا بيع الرقيق ..!
باع أطفالا صغاراً .. وعذارى
باع أمجاداً … وآمالاً كبارا
ربّ رحماكَ
لقد فاضت مآسينا بحارا
من دماء ودموع تتجارى
رب .. ألهمنا ثباتاً واصطبارا..
ربّ أدركْ مركبَ الشمس الغريقْ
نحن ما زلنا على العهدِ الوثيقْ
نرقبُ الشمسَ التي تولدُ من بين الجراح
ما لنا غيرك في البلوى سلاحْ
**
زحفت خيل التتارْ
عاد هولاكو ليجتاح الديارْ
أين من نادى فلبتهُ الأعاصير الشديدةْ؟
أين من جهّز بالإيمان والتقوى جنوده ..؟
أين من سجّلَ في سفْرِ البطولاتِ الكبار ؟؟
" عين جالوت " جديدة …!؟
………………………………… الشاعر : أحمد محمد الصديق