![]() |
حـالـــة مســــــخ مروعــــة
حـالـــة مســــــخ مروعــــة ظل المذيع الذي ينقل الحفل الراقص على الهواء ، يلعلع بصوته الجهوري حتى كاد أن يبح ، بل كادت حباله الصوتية أن تتقطع.. كان منفعلا حتى آخر عصب مشدود فيه ، لم يكن هناك عصب مرتخ على الإطلاق ..!! بل لعل كثيرا من أعصابه قد احترقت تماماً نتيجة هذا الاشتعال الذي يبدو عليه ..! كان مهتاجاً كوتر شد بقوة حتى آخر نقطة فيه ..! كان يصف الراقصة التي تلتهب كالحريق ، وتتلوى كالبهلوان ، وتفح كالأفعى ، وأخذ يصف تقاطيع جسمها ، وكل حركة تأتيها .. ثم عرج يتحدث عن تفصيلات حياتها وغرامياتها وإنجازاتها الكبيرة ، وخدماتها العظيمة لهذه الأمة …!! كان يتفنن في شرحه ، لاسيما إذا أتت بحركة كاشفة ، يهتاج كالمجنون وهو يصف .. ويصف ، ويصف ..!! ويحاول أن يقنعك أن هذه الحركة المقصود بها كذا وكذا من المعاني الكبيرة ..!! يقيم لك عشرات الأدلة أن هذه الحركات لا تؤخذ على ظاهرها ، فإنما هي رموز لمعاني كبيرة ولا تكن أحمق فتفهم منها ما هو واضح منها وفيها ..!!!! يحاول أن يقنعك بذلك ولعابه يسيل على شدقيه !! كان لا يتمالك أعصابه كلما رفعت طرفا من ( بقايا ) ما يسترها ، وهي تدور على نفسها كالفراشة …! ويتوالى الصراخ والانفعال والهياج حتى استطاع أن يحرك المشاعر الميتة عند كثيرين ممن يتابعون ، وأن يجعل غير المبال أن يتابع مشدوها ، منبهرا بما يرى وما يسمع ..! ولأن للضرورة أحكامها .. فقد انقطع الإرسال لتقديم نشرة أخبار هذه الأمة التي تئن من الوريد إلى الوريد ....! فإذا بالمذيع نفسه ، بشحمه ولحمه ودمه ، يظهر متجهم الوجه ، عابس الملامح ، كأنما يشكو إلى الله جور العباد على العباد .! وبدا يتلو الأخبار بصوت بارد ضعيف ، كأنما هو خارج من ( الفريزر ) للتو .. بل كأنما هو صوت مريض يوشك أن يودع هذا الدنيا ..! كانت نشرة دامية مروعة .. مشاهد من الحزن في كل مكان ، والمسلمات ينتحبن باكيات ، يبحثن عن معتصم جديد .. ولا معتصم لهن ..! كان صوت المذيع كأنما يخرج غصبا عنه ، وكانت الأخطاء كثيرة واضحة متتابعة ، وكان التكلف لا يخفى ، وهو يجاهد نفسه أن يكمل هذه الدقائق كالمذبوح .. !! ولما أدرك أنه لم يتبق له إلا كلمات من هذه النشرة ، تهلل وجهه ، وافترت ملامحه عن ابتسامة كبيرة ، وحرك حاجبيه ، ومص شفتيه .. وودع المشاهدين وهو يستحثهم أن يتابعوا الحفل الساهر ولا يفوتهم ما فيه من متعة ، وفائدة ..!! وانتقل البث إلى صالة الرقص ، فإذا الجمهور الغفير هناك هائج يرقص مع الراقصة ، ويصفق لها ، ويتمايل معها !!! فلم يملك المذيع نفسه إلا أن وقف على الطاولة ليرقص هو الآخر ..!! ويا أمة ضحكت من جهلها الأممُ !!! بو عبد الرحمن |
صحيح هذا حال الناس هذه الايام
والله المستعان بارك الله فيك أختي وجزاك الله خيرا |
جــزاكِ اللــه خـيـراً
:smile: |
شكرا لمرورك
|
نسأل الله السلامة وأن يثبتنا وياكم في الدارين آمــيــن ...
جزاااك الله خيرا ... |
شلون فظيع الاعلام العربي .. اعوذ بالله لهالدرجه
شكرا اخي صاحب الموضوع |
شكرا لمروركم
|
الساعة الآن 12:22 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
TranZ By World 4Arab