![]() |
( عـــز العبـوديـة لله سبحانه .. )
( عـــز العبـوديـة لله سبحانه .. )
بسم الله الرحمن الرحيم - - - إن أحلى زينة للإنسان ، حين يتجلبب بثوب العبودية الخالصة لله سبحانه .. فلا أروع من إنسان عرف حقيقة نفسه ، فوطنها على : أن تبقى على أعتاب العبودية لربه سبحانه ، راكعة ساجدة منيبة مخبتة لله رب العالمين ، لا تلتفت إلى غيره ، ولا تريد سواه .. إن ثوب العبودية هو الثوب الذي يتلألأ به صاحبه للملائكة في السماء ، كما يتلألأ النجم في السماء بالنسبة لنا ..! فيا لها من منزلة ويا له من مقام ..! إن عز الإنسان وشرفه ومجده وكرامته ، إنما تتحقق في أبهى صورة ، إذا قرر أن يتحلى بثوب العبودية لله رب العالمين ، تحققا قلبيا ، يُترجم على أرض الواقع ، لا مجرد كلام طائر في الهواء ، ودعاوى يكذبها الواقع المعاش !! ومن ثم فقد قرر علماؤنا : أن أشرف المقامات وأرقاها وأعلاها ، هو مقام العبودية لله رب العالمين .. ألا ترى كيف أن الله سبحانه ذكر حبيبه محمداً صلى الله عليه وسلم بصفة العبودية في أرقى المواضع وأشرفها ، فقال سبحانه ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً .... ) وقال ( الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب .. ) وقال ( ولما قام عبد الله يدعوه ... ) ... وحين تتحقق بكمال عبوديتك لله سبحانه على الوجه الذي يحب هو ويرضى : يفيض عليك من خزائن العز ما تنتشي به نفسك ، وتكاد تفاخر بعبوديتك النجوم في مداراتها ! ولله در القائل : وممـا زادنـي فخـراً وتيـها ** وكدتُ بأخمصي أطأ الثريا دخولي تحت قولك ( يا عبادي ) ** وأن صيرت أحمد لي نبيا نعم ، كفاك واللهِ فخرا وشرفا وعزاً : أن تكون متحققا بعبوديتك لله سبحانه .. إن عبودية الإنسان لإنسان هي عين المهانة والهوان والذل والاحتقار ، ولكن عبودية المخلوق لخالقه هي الشرف كله ، وهي العز بعينه .. فشتان شتان بين عبودية وعبودية ..! ولقد قالوا : إن مما يجعل عبودية الإنسان للإنسان محتقرة بغيضة ، لأن السيد فيها يأخذ خير العبد كله ، ولكن عبودية الإنسان لله ، بعكس ذلك ، فإن العبد يأخذ خير السيد !! فأنت حين تتحقق بالتحلي بالعبودية لله كما يحب ، فإنما تستجلب خيرات السماء وبركاتها إليك ! ولكن اعلم يا رعاك الله ، أن المتحقق حقاً وصدقاً بالعبودية لله ، من شأنه أن يكون مشغولاً حتى الذروة في ليله ونهاره ، صبحه ومسائه ، بخدمة مولاه وسيده وحبيبه جل جلاله ، مع كامل الأدب ، والإخلاص والصدق والحب والرجاء والخوف ، والتسليم والرضى بأحكامه ! فإذا كنت كذلك فأبشر ثم أبشر ثم أبشر ، فإن رحمات الله وبركاته منك قريب .. بل هي والله أقرب إليك من حبل الوريد ..! ولا شك أنك ستعيش في دنياك كريما عزيزاً ، وستموت يوم تموت وأنت في قمة السعادة القلبية.. ذلك لأن يوم موتك ليس له معنى هاهنا ، إلا أنه يوم عرسك بل هو أروع .. ! وما أعراس الناس مهما بلغت منازلهم ، بالنسبة لأفراح قلب هذا الإنسان ، إلا كما يفرح صبي بقطعة حلوى ، مقابل فرحة قائد فاتح تيسر له فتح بلاد عريضة ، يضمها تحت لوائه ..!! بل والله إن التشبيه قاصر للغاية .. ! ولكنه للتقريب ليس إلا .. ! نسأل الله سبحانه بجميع أسمائه الحسنى أن يحققنا بالتحلي بثوب العبودية له على الوجه الذي يحب ويرضى ... إنه أكرم مسؤول ... اللهم آمين .. كتبها بو عبدالرحمن |
الساعة الآن 10:28 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
TranZ By World 4Arab