منتديات موقع بشارة خير

منتديات موقع بشارة خير (https://www.22522.com/vb/index.php)
-   منتدى النثر والخواطر (https://www.22522.com/vb/forumdisplay.php?f=33)
-   -   ( عـــز العبـوديـة لله سبحانه .. ) (https://www.22522.com/vb/showthread.php?t=65951)

يمامة الوادي 2008-05-29 11:44 PM

( عـــز العبـوديـة لله سبحانه .. )
 
( عـــز العبـوديـة لله سبحانه .. )


بسم الله الرحمن الرحيم
- - -
إن أحلى زينة للإنسان ، حين يتجلبب بثوب العبودية الخالصة لله سبحانه ..
فلا أروع من إنسان عرف حقيقة نفسه ، فوطنها على :
أن تبقى على أعتاب العبودية لربه سبحانه ،
راكعة ساجدة منيبة مخبتة لله رب العالمين ،
لا تلتفت إلى غيره ، ولا تريد سواه ..

إن ثوب العبودية هو الثوب الذي يتلألأ به صاحبه للملائكة في السماء ،
كما يتلألأ النجم في السماء بالنسبة لنا ..!
فيا لها من منزلة ويا له من مقام ..!

إن عز الإنسان وشرفه ومجده وكرامته ، إنما تتحقق في أبهى صورة ،
إذا قرر أن يتحلى بثوب العبودية لله رب العالمين ، تحققا قلبيا ،
يُترجم على أرض الواقع ، لا مجرد كلام طائر في الهواء ،
ودعاوى يكذبها الواقع المعاش !!
ومن ثم فقد قرر علماؤنا :
أن أشرف المقامات وأرقاها وأعلاها ، هو مقام العبودية لله رب العالمين ..

ألا ترى كيف أن الله سبحانه ذكر حبيبه محمداً صلى الله عليه وسلم بصفة العبودية
في أرقى المواضع وأشرفها ، فقال سبحانه
( سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً .... )
وقال ( الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب .. )
وقال ( ولما قام عبد الله يدعوه ... ) ...

وحين تتحقق بكمال عبوديتك لله سبحانه على الوجه الذي يحب هو ويرضى :
يفيض عليك من خزائن العز ما تنتشي به نفسك ، وتكاد تفاخر بعبوديتك
النجوم في مداراتها !

ولله در القائل :
وممـا زادنـي فخـراً وتيـها ** وكدتُ بأخمصي أطأ الثريا
دخولي تحت قولك ( يا عبادي ) ** وأن صيرت أحمد لي نبيا

نعم ، كفاك واللهِ فخرا وشرفا وعزاً :
أن تكون متحققا بعبوديتك لله سبحانه ..

إن عبودية الإنسان لإنسان هي عين المهانة والهوان والذل والاحتقار ،
ولكن عبودية المخلوق لخالقه هي الشرف كله ، وهي العز بعينه ..
فشتان شتان بين عبودية وعبودية ..!

ولقد قالوا :
إن مما يجعل عبودية الإنسان للإنسان محتقرة بغيضة ،
لأن السيد فيها يأخذ خير العبد كله ،
ولكن عبودية الإنسان لله ، بعكس ذلك ، فإن العبد يأخذ خير السيد !!

فأنت حين تتحقق بالتحلي بالعبودية لله كما يحب ، فإنما تستجلب خيرات السماء وبركاتها إليك !
ولكن اعلم يا رعاك الله ،
أن المتحقق حقاً وصدقاً بالعبودية لله ، من شأنه
أن يكون مشغولاً حتى الذروة في ليله ونهاره ، صبحه ومسائه ،
بخدمة مولاه وسيده وحبيبه جل جلاله ،
مع كامل الأدب ، والإخلاص والصدق والحب والرجاء والخوف ،
والتسليم والرضى بأحكامه !

فإذا كنت كذلك فأبشر ثم أبشر ثم أبشر ،
فإن رحمات الله وبركاته منك قريب ..
بل هي والله أقرب إليك من حبل الوريد ..!

ولا شك أنك ستعيش في دنياك كريما عزيزاً ، وستموت يوم تموت
وأنت في قمة السعادة القلبية.. ذلك لأن يوم موتك ليس له معنى هاهنا
، إلا أنه يوم عرسك بل هو أروع .. !
وما أعراس الناس مهما بلغت منازلهم ، بالنسبة لأفراح قلب هذا الإنسان
، إلا كما يفرح صبي بقطعة حلوى ، مقابل فرحة قائد فاتح تيسر له
فتح بلاد عريضة ، يضمها تحت لوائه ..!!
بل والله إن التشبيه قاصر للغاية .. ! ولكنه للتقريب ليس إلا .. !

نسأل الله سبحانه بجميع أسمائه الحسنى أن يحققنا بالتحلي بثوب العبودية له
على الوجه الذي يحب ويرضى ... إنه أكرم مسؤول ... اللهم آمين ..



كتبها بو عبدالرحمن


الساعة الآن 10:28 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By World 4Arab

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

جميع الآراء والتعليقات المطروحة تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع وللأتصال بالدكتور فهد بن سعود العصيمي على الايميل التالي : fahd-osimy@hotmail.com