منتديات موقع بشارة خير

منتديات موقع بشارة خير (https://www.22522.com/vb/index.php)
-   منتدى القصة (https://www.22522.com/vb/forumdisplay.php?f=65)
-   -   ليت الطواف بحجم الكرة الأرضية !! (https://www.22522.com/vb/showthread.php?t=65051)

يمامة الوادي 2008-05-09 12:14 AM

ليت الطواف بحجم الكرة الأرضية !!
 

ليت الطواف بحجم الكرة الأرضية !!


قال الراوي :
رحلنا عن مكة ، بعد الفراغ من أعمال العمرة ،
غير أن وجه الكعبة المشرفة المشرق ، لا يزال منتصباً في قلبي ،
يقيم أفراحه السماوية في غور روحي ، ويحرك جوانحي أشواقاً إلى السماء ..
.
كل شيء في تلك البقعة المباركة ، تجسد الآن أمام عيني :
الكعبة بما فيها من جلال وهيبة وجمال ، أعمدة المسجد الحرام ، طيوره ،
أرضيته ، سماؤه ، غبار أرضه ، أمواج الناس وهم يطوفون به ،
يحملهم الشوق ، والحب والوله ، في روحانية عجيبة ،
لابد أن تترك بصمتها على وجه قلبك !
.
كل شيء وجد له مساحة في قلبي ، ليستقر فيه ،
كأنني لم ابرح المكان ، أو كأن المكان انتقل معي حيثما تنقلت ..!!
السيارة التي تقلني تبتعد عن هذه المدينة المباركة ،
غير أن قلبي لا يزال مشدوداً إلى ذلك البيت فيها ، بيت الرب سبحانه ،
كانت عيناي تتطلعان إلى الطريق الطويل ،
والحق أنني لم أكن أرى إلا الكعبة وأجواءها ،
وأشم عبقها ، وأعطر روحي بأريجها السماوي !
.
كنت منخلعاً تماماً عما حولي ،
لم أكن اسمع ما يدور من حديث وضحكات ، بين ركاب السيارة ،
لأن سمع قلبي لا تزال ترن فيه تلك الأصوات الحبيبة ، وهي تناجي ربها
وهي تطوف بالكعبة ، حتى أنني كنت أحياناً ألتقط دعاء ، من فم إنسان أمر به ،
لأنه هز ناحية في قلبي ، أو لأنه نبهني لمعنى كان غائباً عني ،
فأكمل تلك الجولة من الطواف ، وأنا أردد هذا الدعاء
الذي أكرمني الله به ، على لسان عبد من عباده !!
.
مرت ساعات منذ أن غادرت المدينة المباركة ،
غير أني لا زلت أعيش بروحانية تلك الأجواء العبقة ،
المشحونة بأنفاس الملائكة ، ولذا لا أغالي حين أقول
أني شعرت أن روحي كانت تغتسل بالنور ، لأنها كانت تخوض بحر الأنوار !!
.
حين كنت هناك ، كان يخيل إليّ أن النور فيها ،
ينبعث من كل جزئية في أرضها ، يشع نحو السماء ،
فتتشربه هذه الشمس ، لتسكبه نورا على الحياة..!
والآن وقد ابتعدت كثيراً عن المكان الطاهر ،
أصبحت أشعر شعوراً قوياً عجيباً ، أن النور ينبعث
من كل جزئية في قلبي ، لأن المكان أصبح هناك !!
.
حين كنت أطوف طوافي الأخير بالبيت مودعاً ،
هجم على قلبي حزن العالم كله ، كيف سأنتزع نفسي من هذا المكان ،
هل يمكن أن يقتطع إنسان قلبه بيده ، ثم يمضي ويخلفه وراءه ؟
ووجدت نفسي أنوح بلا صوت على حالي ،
ودموعي تسح تغسل وجهي ، وأنا أردد :
يا رب الرحمة ، الرحمة لا أسألك غير الرحمة ،
لهذا القلب المثقل بالحزن على فراق بيتك الكريم ..!
.
انخلعت ساعتها عن الدنيا وما فيها ، ولم أعد اشعر بهذه الجموع ،
وهي من حولي كأنها موج البحر الهادر ..!
كنت مشدوداً بقوة إلى البيت ، وعيناي تكتحلان للمرة الأخيرة بمرآه ،
وما أشد ما أفزعني أن هجس في قلبي هاجس يهمس في أذن قلبي :
لعلي لا أرى البيت بعد عامي هذا !
.
كنت أشعر أن كل نظرة إلى الكعبة ، تمنحني زاداً إضافياً من الشوق ،
وأنها تسقي قلبي سقيا نور ، وتمنحني فيضاً من بركتها ،
وتعزز في قلبي حب ربي سبحانه ..
ومن هنا كنت أطيل النظر وأتوقف طويلاً بين الخطوة والخطوة ،
كأنما لا أريد أن أكمل الطواف ، وتمنيت لو أن كل شوطٍ من أشواط الطواف
بطول الكرة الأرضية كلها !! لاستمتع أكثر !!!
.
وكان مما لابد منه ، جاءت ساعة الفراق ،
وحانت لحظة خروجي من المسجد الحرام ،
وناحت نفسي نواحها ، وقامت قيامة قلبي ،
وزُلزلتْ أرض روحي زلزالها ..
وانسحبت وأنا أتمتم : واشوقاه .. واشوقاه ..!
.
حين أقرأ أو أسمع عن أناس يسافرون شرقا وغرباً ،
ويتجولون في هذا العالم بحثا عن المتعة ، أو وهم السعادة ،
ثم هم يغفلون عن السفر إلى هذه البقعة الطاهرة ، أتحسر والله كثيراً ،
ولا أملك إلا أن أردد :
إنها : (.. لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ) ..!!
يا حسرة على العباد ...!
**




كتبها بو عبدالرحمن

شـفاء 2008-05-09 5:28 PM

شـــــــــــــكرا لكعلى هذا الطرح الرائع
و جزاك الله كل خيــر

يمامة الوادي 2008-05-10 2:08 AM

الله يسلمك,,,

جده فارس 2008-05-10 5:53 PM

يسلمو ع القصه الحلوه

يمامة الوادي 2008-05-11 12:52 AM

الله يسلمك,,,


الساعة الآن 6:25 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By World 4Arab

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

جميع الآراء والتعليقات المطروحة تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع وللأتصال بالدكتور فهد بن سعود العصيمي على الايميل التالي : fahd-osimy@hotmail.com