![]() |
أصناف الناس
أصناف الناس
= = = = = ثمة أناس عاشوا منذ الابتداء في أجواء الطاعة ، وحب الخير ، هؤلاء أقرب إلى الانفعال مع النصيحة والموعظة ، وهؤلاء من جهة ، أسرع الناس عودة إلى الله حين تزل بأحدهم قدمه ، بسبب رعونات نفس ، أو ضغط هوى ، غير أن الأصل عند هؤلاء أن أفراح السماء لا تزال تتراقص في قلوبهم ..! . وثمة أناس عاشوا زمناً في إعراض عن هدي الله سبحانه ، ومضوا يركبون أهواءهم ، ثم بسبب ما ، يقررون الاصطلاح مع الله عز وجل ، فإذا هم يشمرون للحاق بالقافلة المسافرة إلى الفردوس ، وتكون عزيمتهم ماضية ، وهمتهم كبيرة ، وحرقتهم شديدة ، وإخلاصهم في الإقبال على الله عظيم ، هؤلاء في كثير من الحالات قد يسبقون الصنف الأول ، لأنهم قرروا تعويض ما فاتهم ، فشمروا لعمل كبير ، ووطنوا أنفسهم على تعب كثير ، وقد قيل : ليس الطريق لمن سبق ، إنما الطريق لمن صدق ..! . وفريق ثالث لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ..!! عين على الطاعة ، وأخرى على المعصية ، ساعة مع الله ، وساعات مع الهوى والشيطان ، خلطوا عملاً صالحا ، بأعمال سيئة .. وكثير من هؤلاء لأنه يرى الصنف الرابع يملأ الدنيا من حوله ، فيقيس نفسه عليه ، ومن ثم يرى نفسه على خير ، ويحسب أن ما هو فيه ، هو مطلوب الله منه ، فقنع بهذا التذبذب ، ويعيش عليه ..! . أما الفريق الرابع فقوم ألغوا عقولهم بالكلية ، وركبوا خيول الهوى الجامحة ، تمضي بهم في أوحال الشهوات ، لا رغبة عندهم في إتيان أبواب الطاعات ، آثروا أن يعيشوا مع نزواتهم فحسب ، لا يحبون الناصحين ، ولا يرغبون حتى في رؤيتهم ، ويحسبون أنهم على شيء ، وأي شيء !! . والله عز وجل يخاطب هؤلاء جميعا بأصنافهم المتنوعة ، ويرسم لهم المعالم ، ويضع لهم الحروف واضحة ، ويدلهم على صفات أحبابه وأوليائه ، ليتحلوا بها فيحبهم ويرضى عنهم ، ويذيق قلوبهم السعادة الحقيقية ، ويحدثهم عن صفات أعدائه ممن سخط عليهم ، حتى ينفروا منها ، ولا يقربوا من حماها ، ويوالي عليهم قصص مصارع الغابرين ، من الطغاة والجبابرة والمعرضين عنه ، ليعتبروا ، فإن الأيام دول ، والأمم السابقة كانوا اشد قوة ، وأكثر باسا ، وأعظم جندا ، ولكن ذلك كله لم يغن عنهم شيئا ، أمام انتقام الله منهم ، فطوتهم يد القدرة ، وأصبحوا نسيا منسيا ، وما جاء على أولئك سيأتي على هؤلاء ، اليوم أوغدا ، وإن غدا لناظره قريب ، فكل آتٍ فهو قريب ، أقرب مما يتصورون ..! . وحدثهم عن قصر عمر الحياة الدنيا ، وكيف أنها ستطوى ، وسيجدون أنفسهم في ساحة الحساب ، يحاسبهم على مثاقيل الذر !! فكان الأصل أن يفكر هؤلاء بهذا كله ، فيتعظوا ويعتبروا ، ويصطلحوا مع ربهم ، قبل أن يأتي يوم : لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ . لقد قال العارفون ، وكرروا ما قالوا : إن المصر على المعصية مجنون !! فكيف بمن أصر على معاداة دين الله سبحانه ، ومحاربة أهله ، والتنكر لقيمه !؟! يوشك أن يأخذه الله أخذا شديداً ، فيُمسي عبرة مثيرة ، لكل من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ، فلا هو بقي في دنياه مستمتعا ، ولا هو حصّل الآخرة ، فيسعد فيها سعادة لا شقاء معها أبداً ..!! محروم ورب الكعبة ، وإن توهم أنه أسعد الخلق أجمعين ..! كتبها بو عبدالرحمن |
ربي يجزاك كل خير
|
تــــسلميـــــــن بالغاليــه نـــص فــعلا جـميــــل,,,
|
الله يسلمكم,,,
|
نسأل الله الهدااااية آمــيــن
جزاااك الله خير الجزاء وبااارك الله فيك ... |
الله يسلمك,,,
|
|
شكرا لمرورك
|
الساعة الآن 4:48 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
TranZ By World 4Arab