أيها الداعية اِصبر .. وركِّز .. ثم انطلق ..

كنتُ البارحة مع أحد مشايخنا وممن ربَّوْنا نسأل الله أن لا يحرمهم أجر تلك التربية والتعليم ..

ونحن في حديثنا كنّا نتساءل عن المناشط - الدعوية - الكثيرة المنتشرة في منطقتنا .. لا أخفيكم أنها رائعةٌ بحق .. ومجهوداتٌ جبارةٌ بصدق .. نسأل الله أن يبارك فيها .. وينفع بها ..

لكن السؤال الذي كان يدور بيننا .. وكنّا نبحث عن الإجابة المرضية - على أقل تقدير - فلقد تهمنا كثيراً ..

السؤال : ما هي الإنجازات لهذه المشاريع ..؟؟!!

حين تسأل القائمين على هذه المجهودات الضخمة والجبارة .. ما هي إنجازاتكم ؟؟ تتفاجئ ببعض الإنجازات الجميلة .. ولكن ليست على مستوى هذا المجهود الجبار المبذول الواضح للقريب وأحياناً للبعيد ..

أضف إلى أنه قد تجد بعض الإنجازات الآنية الوقتية ( اللحظية ) التي تندثر مع بزوغ إنجاز آخر .. ناهيك هل هو بجودة الإنجاز السابق أو دونه ..

ومما لا شك فيه أن الإنسان وبالذات الداعية ومن ولاّه الله مسئولية عمل من الأعمال وبالذات في مجال الدعوة إلى الله .. فإنه لا يسعى ويبذل لأجل الثمرة وليس لأجل الإنجاز فلن يسأله الله عن ذلك ..

ولكن المسلم والداعية مطالب بأن يكون عمله متقَن .. من منطلق حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه ] .. وحين يكون متقناً فحتماً سيجد ثمرة ذلك ولو بعد حين .. وما أجمل أن نبدأ من حيث انتهى إليه الآخرون ..

أيها الداعية المبارك .. لا تستعجل على قطف الثمرة .. وإلا ستأكلها حامضة لا طعم فيها .. وقبل ذلك ركِّز أعمالك ومجهوداتك .. وتعايش معها .. وأبدع فيها ..
ومع هذا وذلك .. وقبل كلٍ اسأل ربك الإخلاص .. والتوفيق والسداد .. والبركة ..

بقلم : أ. علي عسيري