منتديات موقع بشارة خير

منتديات موقع بشارة خير (https://www.22522.com/vb/index.php)
-   منتدى القصة (https://www.22522.com/vb/forumdisplay.php?f=65)
-   -   ( إلا طارقاً يطرق بخير ) (https://www.22522.com/vb/showthread.php?t=63120)

يمامة الوادي 2008-03-26 6:39 AM

( إلا طارقاً يطرق بخير )
 
( إلا طارقاً يطرق بخير )

*****



كانت إحدى الليالي الربيعية المقمرة ، ، والجو يميل إلى البرودة ، ، ونسمات الهواء العليل

تداعب ستائر النافذة ، فتحركها ذات اليمين وذات الشمال ، فيظهر القمر من خلالها وقد بدد ظلام الليل

و أنار الكون ، بشعاعه الفضي اللامع .


. ************

كانت الساعة قد تجاوزت الواحدة بعد منتصف الليل ، و(أم إبراهيم ) لا تزال مستيقظة ، تتقلب في

فراشها الوثير ، وتلتحف غطاءها الدافئ الذي يغري بالنوم ، ، وقد ذهبت محاولاتها لجلب النوم أدراج

الرياح . وأبى النعاس أن يداعب أجفانها ،ورفض السهاد أن يفارقها ...


************

كانت وحيدة في بيتها الكبير ، لقد خلا إلا منها ، ، حتى الخادمة ، ، تركتها لدى ابنتها لعدة

أيام حيث كانت تعاني بعض المتاعب خلال حملها الأول ، ، ،

وبالرغم من كونها لا تزال على رأس العمل ، ولديها الكثير من الصديقات ، ، إلا أنها كانت تشعر

بالوحدة كلما اقترب المساء ، خاصة بعدما تزوجت صغرى بناتها منذ شهر تقريباً ، ، ،

ومن ثم سافرت مع زوجها لإكمال درا سته في الخارج ، ، وبقيت وحيدة


***********

نهضت ( أم إبراهيم ) من فراشها الوثير ، حينما فشلت محاولاتها للنوم ، ، واقتربت من النافذة ،

وأخذت تتأمل هذا المنظر الرائع وتتفكر في مبدعه سبحانه ، ونسمات الهواء تداعب خصلات شعرها

الذي بدأ الشيب يزحف إليه ، والقمر يعكس ضوءه على وجهها الذي لا يزال جميلاً متماسكاً ، ،

بالرغم من تقدمها في العمر ، ، ، فراحت تتأمله وتمتم بقول الشاعر :


ألا يا أيها القـمر المضيء ******* إلـى كم تذهبنّ وكم تجيء

ذهبت وفي ذهابك قصر عمري ******* رجعت وفي رجوعك لا يجيء


وفي غمرة تأملاتها ، ، ، مر من أمامها شريط ا لذكريات ، ، ،

ولأول مرة تدرك أن قرارها وإصرارها على الانفصال عن زوجها كان يحتاج إلى إعادة نظر،

وأنها قد تسرعت في طلبه ، ، في حين كان هو متمسكاً بها ، ، وظنت حينها أنها استغنت بمالها

وعملها عنه ، ولم تحسب لهذه اللحظة حساب ، وما خطر ببالها أن حاجتها إلى من يؤنس

وحدتها في مثل هذا العمر ، أكثرمن حاجتها إلى أي شيء آخر ،،

فأخذت دموعها تجري على صفحة خدها ، والرعشة تسري في أطرافها . .


***********

ابتعدت عن النافذة ، بعد أن قررت أن تذهب إلى مافيه سعادة القلب ، ، ، وطأنينة النفس، وراحة البال

، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ،

قامت إلى مصلاها بقلب خاشع ولسان ذاكر وعين دامعة ، ، تشكو بثها وحزنها إلى مولاها



************

وما كادت تنتهي من صلاتها حتى سمعت طرقاً هادئاً على الباب ، ، ، ،ومن ثم صوت المفتاح يُدار ، ،

، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، وإذا ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ،

بإبراهيم ابنها البكر أمامها ، ، ، يأخذ برأسها ويقبلها ،

، ، والدموع تبلل عينيه ، ، ، جاء ليبيت معها الليلة ، ، ، ، ،

وليخبرها أن والده يصر على رجوعها إليه ! ! !
عذوبة الكلمة

Ŝђǿǿq Ťąbσύĸ 2008-03-26 11:38 PM

بــارك اللــه فـيـكِ

:smile:

يمامة الوادي 2008-03-28 11:36 PM

الله يسلمكم,,,


الساعة الآن 10:27 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By World 4Arab

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

جميع الآراء والتعليقات المطروحة تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع وللأتصال بالدكتور فهد بن سعود العصيمي على الايميل التالي : fahd-osimy@hotmail.com