![]() |
I معنى آخر I
I معنى آخر I -------------------------------------------------------------------------------- نزلت " أمل" من الحافلة الخاصة بجامعة العلوم والتكنولوجيا ، ووقفت أمام بوابتها الشامخة تتأمل هذا الصرح العظيم الذي تَخرّج منه آلاف المبدعين على مر السنين ، شعرت بالفخر وتسربت إلى الأعماق فرحة بالنجاح لا يضاهيها فرحة .. مضت نحو قاعة درسها في كليّتها " كلية الهندسة " ، فتحت الباب ودخلت جلست بهدوء في أحد المقاعد الشاغرة تنتظر مع الموجودين حضور الأستاذ بعدها بقليل دخلت كلا من " هداية " و "نهى " بلباسهما الشرعي الساتر ألقتا التحية على الجميع وجلستا ، ردت "أمل" التحية وهي تتابعهما بنظرها . وصل الأستاذ الذي بدأ بتهنئة الطلاب بالعام الدراسي الجديد متمنيا لهم النجاح والتوفيق ثم أخذ يشرح درسه ، كانت "أمل" تُدوّن كل كلمة يقولها فهي عازمة على التفوق من أول يوم ولن تخيّب رجاء أهلها اللذين قبلوا تغريبها من أجل تحقيق حلمها في الحصول على شهادة جامعية . انتهى وقت المحاضرة وغادر الأستاذ ، فلملمت "أمل" أشياءها وهمّت بالخروج وإذ بـ "هداية" و "نهى" يعترضان طريقها بابتسامة عذبة ، تبادرها هداية : كل عام أنت بخير تمنياتي لك بالتوفيق ، أختك "هداية" ؛ وتتبعها نهى : وأنا أيضا أبارك لك عامك الجديد وأتمنى لك التوفيق ، أختك "نهى " . فأجابتهما أمل : كل عام أنتما بخير وتوفيق من الله ، زميلتكما "أمل" . وبدأ بينهما حوار تعارفي بسيط ، عرفت "أمل" من خلاله أن "هداية" و "نهى" في السنة الثالثة في كلية "الهندسة الكهربائية" ، وقد سجّلتا هذه المادة كمقرر حر مع طلاب السنة الأولى . كان كل شيء جديد على "أمل" ، فأجواء المدرسة تختلف اختلافا كبيرا عن أجواء الجامعة لذا كان لابد من التأقلم وتقبّل كل الاختلافات بصدر رحب كما وصاها أخوها قائلا : الجامعة مجتمع مصغر يؤهلكِ لأن تكوني عضوا فاعلا في المجتمع الأكبر إن أحسنتِ الاستفادة من خيراته . انتهت المحاضرة الثانية وقد حان موعد صلاة الظهر ، أخذت "أمل" تتلمس طريقها نحو المسجد لتؤدي فرضها ، توضأت ودخلت مصلى النساء مستقبلة القبلة ، صلّت وجلست تسبّح خالقها .. توجهت أنظار الحاضرات نحوها وبدأ الهمس : يبدو أنها طالبة في السنة الأولى ما أسعدنا بها وبحفاظها على أداء الصلاة ، إلا أنه يجب نصحها ، فحجابها غير شرعي وللصلاة شروطها . تقدّمت "سائدة" وألقت التحيّة ، نظرت إليها "أمل" وردت التحية مصحوبة بابتسامة كلّها تساؤل سائدة : أسأل الله أن يقبل صلاتك يا أخية أمل : منّا ومنك صالح الأعمال سائدة : اسمحي لي أن أقول لكِ ما أعرفه عن فقه الصلاة ، وأرجو أن تتقبلي نصحي بصدر رحب . أمل : تفضلي سائدة : عند وقوفنا بين يدي الله لابد وأن يكون لباسنا ساترا فضفاضا يسدل ليغطي الأقدام وهذا ما يجب أن يكون عليه حجابنا في الصلاة وخارجها ، بارك الله فيكِ . شعرت "أمل" بالخجل من قميصها المشجر و تنورتها (الجينز) الضيّقة فشكرت "سائدة" بصوت منخفض ونظرها إلى الأرض . سائدة : ستجدين في المصلى أثوابا خاصة للصلاة وهي نظيفة ، نقوم نحن مسئولات المصلى بغسلها وكيّها كل ثلاثة أيام ، فكوني مطمئنة .. والآن أستأذنكِ لم تبرح أمل مكانها ، وشردت في هذا العالم الجديد الذي تعيشه بمواقفه الغريبة ! لم يسبق أن نبهها أحد ممن تعرف لمثل هذا الأمر ، فلماذا تحرص هذه الفتاة التي لا تعرفها على تنبيهها ؟! ومن هن مسئولات المصلى ؟ هل هن طالبات مثلها أم موظفات يتم تعيينهن من قبل إدارة الجامعة ؟ وإن كن طالبات فلماذا يلزمن أنفسهن بمثل هذا الأمر الذي يحتاج جهدا ووقتا ؟ أليست دراستهن أحق بهذا الجهد وهذا الوقت ؟ وبينما هي غارقة في بحر الأسئلة دخلت "هداية" و "نهى" للمصلى وألقيتا التحية بصوت مرتفع على الجميع التفتت "أمل" نحو مصدر الصوت فوقعت عينها في عين "نهى" ، فَرِحت "نهى" لوجود "أمل" في المصلى وعبّرت لها عن هذه الفرحة التي بدورها زادت من استغراب "أمل" لما يجري حولها ..! . توقيع قلم متأمل == |
الساعة الآن 12:13 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
TranZ By World 4Arab