منتديات موقع بشارة خير

منتديات موقع بشارة خير (https://www.22522.com/vb/index.php)
-   📚 منتدى المراجع ومقالات الدكتور فهد العصيمي حول علم التعبير< (https://www.22522.com/vb/forumdisplay.php?f=81)
-   -   الرؤى في القرآن (مشاركة من الزوار) (https://www.22522.com/vb/showthread.php?t=61617)

الدكتور فهد بن سعود العصيمي 2007-09-17 2:02 AM

الرؤى في القرآن (مشاركة من الزوار)
 


http://up.br2h.com/uploads/2f24c892c8.gif



الرؤى في القرآن (مشاركة من الزوار)
وردت كلمة الرؤيا والحلم في كتاب الله عز و جل بما تحمله كل كلمة من دلالات ، وحرص القرآن على الربط بين الوحي المبارك وبين كلمة ( رؤيا ) وليس كلمة ( أحلام ). كما وردت كلمتا ( منام ، أحاديث ) في القرآن للدلالة على الرؤى والأحلام .
ونسبت كلمة أحاديث في الآيات التي وردت فيها في سورة يوسف إلى الله من حيث المصدر كما في قوله تعالى :-
( وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث )
( وكذلك مكنا ليوسف في الأرض ولنعلمه من تأويل الأحاديث)
( رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث )


مما يثبت إن هذا العلم هو علم تلقيني وهبي يهبه الله لمن يشاء من خلقه لحكمة يراها الله سبحانه وتعالى ، وسميت أحاديثاً لكونه حديث إلى شخص بعينه بخبر معين ، أو لكون الناس يحدثون به بعضهم البعض لغرابته .

والرؤيا الصالحة
ويعبر عنها بالصادقة في النوم هي : أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي ، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ، فروى الطبراني بإسناد صحيح ( رؤيا المؤمن كلام يكلم العبدَ ربهُ في المنام ) والرؤيا الصالحة يراها الرجل أو ترى له حالة شريفة جعلها الله للخلق بشرى في الحياة الدنيا كما قال تعالى : ( لهم البشرى في الحياة الدنيا ) يونس64.
فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا انفتل من صلاة الغداة يقول لأصحابه ( هل رأى أحد منكم الليلة رؤيا ) فيقصون عليه ما رأوا ، يستبشر عليه الصلاة والسلام بما وقع من ذلك مما فيه ظهور الدين وإعزازه .
لذلك كان الصحابة إلى جانب تصديقهم بالرؤيا يحتفلون ويهتبلون بها ، بل كان واحدهم يلوم نفسه إذا لم يرها ، أخرج البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أنه قال : ( إن رجالاً من أصحاب رسول الله كانوا يرون على عهد رسول الله فيقصونها على رسول الله فيقول فيها رسول الله ما شاء ، وأنا غلام حديث السن بيتي المسجد قبل أن أنكح ، فقلت في نفسي :- لوكان بك خير لرأيت مثل مايرى هؤلاء ) وكان أبو بكر يقول ( لأن يرى لي رجل مسلم مسبغ الوضوء رؤيا صالحة أحب إلي من كذا وكذا ( فتصديق الرؤى من سمات الإحسان فهي باب عظيم من أبواب الغيب ومن سنن الله الماضية في تأييده لعباده الصالحين وهي الباب الذي بقي مفتوحاً لوصل الصالحين بربهم . والأنبياء والرسل يأتيهم الوحي من الله أيقاظاً ورقوداً فإن الأنبياء لا تنام قلوبهم وهذا ثابت في الخبر المرفوع قال صلى الله عليه وسلم ( إنا معاشر الأنبياء تنام أعيننا ولا تنام قلوبنا )
فبعدما تطرق القرآن أكثر من مرة إلى عالم الرؤيا والتعبير في قصة يوسف وقصة إبراهيم وإسماعيل عليهم الصلاة والسلام وحفلت السنة النبوية بتنظيم أحكامها ، اهتم العلماء بها في كتب السنة والحديث والسير وأفردت لها أبواباً في كتب الصحاح كالبخاري ومسلم والترمذي .
واعتد عليه الصلاة والسلام بما نقل عن رؤيا أمه عندما حملت به وذكرها من إحدى المبشرات بنبوته وقرن بينها وبين المبشرات بنبوته الواردة في القرآن الكريم كدعوة إبراهيم عليه السلام لأهل مكة- في سورة البقرة آية 29- ، وبشرى عيسى عليه السلام برسول يأتي من بعده اسمه أحمد- في سورة الصف آية 6- فقد قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح وهو الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ، قال :
( إني عند الله لخاتم النبيين وإن آدم لمجندل في طينته وسأنبئكم بأول ذلك ، دعوة أبي إبراهيم وبشارة عيسى بي ، ورؤيا أمي التي رأت ، وكذلك أمهات النبيين َيرين )
وفي حديث أبي أمامة قال ( قلت يا نبي الله ما كان أول بدء أمرك ؟ قال :- دعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى ،ورأت أمي أنه يخرج منها نور أضاءت له قصور الشام ) أي أنها رأت مناماً حين حملت به وقصته على قومها . وعن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم قالوا :- يا رسول الله أخبرنا عن نفسك ، قال ( دعوة أبي إبراهيم وبشرى عيسى ، ورأت أمي حين حملت بي كأنه يخرج منها نور أضاءت له قصور ُبصرى من أرض الشام ) إسناده جيد وله شواهد .
وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في شأن الرؤيا وأقسامها وآدابها أحاديث كثيرة لعل من أجمعها:
( إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب ، وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثاً ، ورؤيا المسلم جزء من خمسة وأربعين جزءا من النبوة ، والرؤيا ثلاثة : فرؤيا صالحة بشرى من الله ، ورؤيا تحزين من الشيطان ، ورؤيا مما يحدث المرء نفسه ، فإن رأى أحدكم ما يكره فليقم فليصل ولا يحدث بها الناس ).

يتبع


http://up.br2h.com/uploads/b6d83cd165.gif




[line]


يمكن الاستفادة من المقالة بشرط :
الإحالة للموقع وصاحبه فقط ومن ينقل أو يقتبس دون إحالة فهو عرضه للعقاب الدنيوي والأخروي ..


الدكتور فهد بن سعود العصيمي 2007-09-17 2:02 AM

تابع: الرؤى في القرآن (مشاركة من الزوار)
 


http://up.br2h.com/uploads/2f24c892c8.gif


وحتى لا تختلط أضغاث الأحلام بالرؤيا الصادقة ذكر العلماء علامات للرؤيا الصادقة تعرف بها وتدل عليها قالوا :-
أن من علامات الرؤيا الصادقة : سرعة انتباه الرائي عندما يدرك الرؤيا كأنه يعاجل الرجوع إلى الحس باليقظة ، ولو كان مستغرقاً في نومه لثقل ما ألقي عليه من ذلك الإدراك ومنها ثبوت ذلك الإدراك ودوامه بانطباع تلك الرؤيا بتأصيلها في حفظه .
أما ما ورد في القرآن من الرؤى فهي : رؤيا إبراهيم عليه السلام ، رؤيا يوسف ، رؤيا صاحبي السجن ، رؤيا ملك مصر، رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم .

أولها تاريخاً :

رؤيا إبراهيم عليه الصلاة والسلام :
وردت تفاصيلها في سورة الصافات من آية 101 إلى 107 ، قال تعالى : (( فبشرناه بغلام حليم . فلما بلغ معه السعي قال يابني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين .فلما اسلما وتله للجبين . وناديناه أن يا إبراهيم . قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين . إن هذا لهو البلاء المبين . وفديناه بذبح عظيم. ))
في هذه الآيات تسلسل قصة الذبح ذكر البشارة بغلام حليم ثم ذكر المنام واستسلام إبراهيم وإسماعيل لأمر الله ثم الفداء، يخبر تعالى إنه بعد أن نصر خليله إبراهيم على قومه ، وآيس منهم ومن إيمانهم بعد ما شاهدو من الآيات العظيمة ، هاجر من بين أظهرهم ، وسأل الله أن يرزقه أولاداً مطيعين يكونون عوضاً عن قومه وعشيرته الذين فارقهم ، فبشره الله بأول ولد وهو إسماعيل عليه السلام فذهب به وبأمه إلى مكة ، وكانت له عنده معزة ما ليس لمن بعده من الأولاد فلما كبر وترعرع وصار يذهب مع أبيه و يطيق ما يفعله أبوه من السعي والعمل ، أمره الله بذبحه ، فكان ذلك أبلغ في الابتلاء والاختبار . فأعلم إبراهيم ابنه بذلك ليكون أهون عليـه ، وليختبر صبره وجلده وعزمه في صغره على طاعة الله تعالى وطاعة أبيه ، فكان جوابه الاستسلام للأمر وقال : امض لما أمرك الله من ذبحي وسأصبر وأحتسب ذلك عند الله عز وجل وصدق عليه السلام فيما وعد كما قال تعالى : ( واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولاً نبياً) فاستسلم الأب والابن وانقادا ، إبراهيم امتثل أمر الله تعالى ، وإسماعيل طاعة لله ولأبيه .
فلما صرعه على وجهه وأكبه على وجهه ليذبحه من قفاه ولا يشاهد وجهه عند ذبحه ليكون أهون عليه ، وكان على إسماعيل قميص أبيض فقال : يا أبت ، إنه ليس لي ثوب غيره ، فاخلعه حتى تكفنني فيه ، فعالجه ليخلعه فنودي من خلفه : ( أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا ) وقد حصل المقصود من رؤياك بإضجاعك ولدك للذبح ،فالتفت إبراهيم فإذا بكبش أبيض أقرن أعين ، فأرسل ابنه وأخذ الكبش إلى المنحر في منى فذبحه ، فصار فعله سنة قائمة بتقديم الأضحية والقرابين يوم النحر.
وقال ابن عباس : فوالذي نفس ابن عباس بيده لقد كان أول الإسلام وإن رأس الكبش لمعلق بقرنيه في ميزاب الكعبة حتى وحش يعنى يبس . كما استدل بهذه الآية والقصة جماعة من علماء الأصول على صحة النسخ قبل التمكن من الفعل ، فشرع الله لإبراهيم ذبح ولده ثم نسخه عنه وصرفه إلى الفداء ،
وإنما كان المقصود من شرعه
أولاً : إثابة الخليل على الصبر على ذبح ولده ، وعزمه على ذلك فكان اختباراً واضحاً جلياً حيث سارع للتنفيذ مستسلماً لأمر الله منقاداً لطاعته .
الرؤيا الثانية في القرآن من حيث التسلسل التاريخي:
هي رؤيا يوسف عليه السلام : وردت تفاصيلها في الآية (4)(5) من سورة يوسف : قال تعالى : ( إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكباً والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين (4) قال يابني لا تقصص رؤياك على أخوتك فيكيدوا لك كيداً إن الشيطان للإنسان عدو مبين (5) ) . أخبر يوسف أباه يعقوب ـ وذكر عليه الصلاة والسلام نسب يوسف بقوله: الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ـ وعبر يعقوب الرؤيا بأن الأحد عشر كوكباً هم أخوة يوسف وأولها إلى خضوع أخوته له وتعظيمهم إياه تعظيماً زائداً بحيث يخرون له ساجدين إجلالاً واحتراماً لا إكراماً ، ـ وتكلم المفسرون على تعبير هذا المنام أن الأحد عشر كوكباً عبارة عن أخوته وكانوا أحد عشر رجلاً سواه ، والشمس والقمر أمه وأبوه ـ فخشى يعقوب عليه السلام أن ُيحدث بهذا المنام أحداً من أخوته فيحسدونه على ذلك فيبغون له الغوائل حسداً منهم له و يحتالوا له حيلة يردونه فيها ،
ولهذا ثبت في السنة ( إذا رأى أحدكم ما يحب فليحدث به وإذا رأى ما يكره فليتحول إلى جنبه الآخر وليتفل عن يساره ثلاثاً وليستعذ بالله من شرها ولا يحدث بها أحد فإنها لن تضره ).
ويؤخذ من هذا الأمر بكتمان النعمة حتى توجد وتظهر ، كما ورد في الحديث الصحيح ( استعينوا على قضاء الحوائج بكتمانها ، فإن كل ذي نعمة محسود).
وقد وقع تفسير هذه الرؤيا بعد زمن طويل من رؤيا يوسف لها،و أختلف فيه فقيل : بعد ثمان عشر سنه ،وقيل بعد أربعون سنة ، وقيل بعد ثمانون سنة والحدث موثق في القرآن بصورته وذلك : حين رفع أبويه على العرش وهو سريره واخوته بين يديه ساجدين له ، وكان هذا سائغاً في شرائعهم إذا سلموا على الكبير يسجدون له ولم يزل ذلك جائزاً من لدن آدم إلى شريعة عيسى عليهم السلام

يتبع



http://up.br2h.com/uploads/b6d83cd165.gif





[line]


يمكن الاستفادة من المقالة بشرط :
الإحالة للموقع وصاحبه فقط ومن ينقل أو يقتبس دون إحالة فهو عرضه للعقاب الدنيوي والأخروي ..


الدكتور فهد بن سعود العصيمي 2007-09-17 2:02 AM

تابع: الرؤى في القرآن (مشاركة من الزوار)
 


http://up.br2h.com/uploads/2f24c892c8.gif

فحرم هذا في هذه الملة وجعل السجود مختصاً بجناب الرب سبحانه وتعالى . فقال تعالى : ( ورفع أبويه على العرش وخروا له سجداً وقال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا) .

الرؤيا الثالثة : رؤيا صاحبي السجن:
ذكرت تفاصيلها في سورة يوسف آية ( 36 )إلى )41) قال تعالى : ( ودخل معه السجن فتيان قال أحدهما إني أراني أعصر خمراً وقال الآخر إني أراني أحمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه نبئنا بتأويله إنا نراك من المحسنين ).
سجن يوسف بالتهمة الملفقة له ، فدخل معه السجن فتيان كان أحدهما ساقي الملك والآخر خبازه ، فأحباه حباً شديداً لما رأيا منه واشتهر به في السجن من الجود والأمانة والصدق ، وحسن السمت وكثرة العبادة ومعرفة التعبير والإحسان إلى أهل السجن وعيادة مرضاهم ، رأى كل منهما مناماً ـ وقيل مار أيا شيئاً إنما كان تحالماً ليجربا عليه ـ
وكانت رؤيا الساقي : أنه يعصر خمراً أي عنباً .
وقال الخباز : إنه يحمل فوق رأسه خبزاً تأكل الطير منه .
فرتأى يوسف تقديم دعوة التوحيد والإيمان بالله الواحد القهار على تعبير رؤياهما لما في ذلك من التقديم من الأهمية العظمى ، فأقبل عليهما يخاطبهما ويشغل تفكيرهما بالله الذي ذل كل شئ لعز جلاله وعظمة سلطانه وإنه خير مما يعبدونه من آلهة سموها هم من أنفسهم وإن الدين الذي يحبه الله هو ما أدعوكم إليه من توحيد الله واخلاص العمل له فهو الدين المستقيم ، ولما فرغ من الدعوة واطمأن أنه بلغها شرع في تعبير رؤياهما من غير تكرار سؤال،
فقال للساقي : تمكث في السجن ثلاثة أيام ثم تخرج فتسقي الملك خمراً .
وفسر للخباز رؤياه : أنه سيصلب وتأكل الطير من رأسه .
وقيل إنه لم يعين لكل منهما تفسير منامه وقد أبهمهما بقوله أما أحدكما لئلا يحزن الخباز . عندها قالا : ما رأينا شيئاً فقال : ( قضي الأمر الذي فيه تستفتيان ) وحاصله إن من تحلم بالباطل وفسره يلزم تأويله والله أعلم .
وفي الحديث الصحيح ( الرؤيا على رجل طائر مالم تعبر فإذا عبرت وقعت ) ( الرؤيا لأول عابر) .

الرؤيا الرابعة : رؤيا ملك مصر:

تضمنتها سورة يوسف آيه (43) وأتى تعبيرها في الآيات 47ـ48ـ49. قال تعالى : ( وقال الملك إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات يا أيها الملأ أفتوني في رؤياي إن كنتم للرؤيا تعبرون ) . هذه رؤيا ملك مصر كانت سبباً لخروج يوسف من السجن معززاً مكرماً وسبباً لإنقاذ أهل مصر من المجاعة .
فرأى الملك هذه الرؤيا فهالته وتعجب من أمرها وما يكون تفسيرها فجمع الكهنة وكبار دولته وأمراءه فقص عليهم ، فلم يعرفوا تأويلها واعتذروا إليه بأنها أخلاط أحلام وحتى لو كانت رؤيا صحيحة لما كان لنا معرفة بتأويلها ،
تذكر الفتى الذي وصـاه يوسف أن يذكره عند الملك فقال لهم بعد نسيان أمر يوسف ابعثوني ليوسف في السجن ، فجاء وذكر المنام .
فعبرها يوسف من غير تعنيف للفتى على ما وصاه به ، ومن غير اشتراط للخروج قبل ذلك ، بل قال :
يأتيكم الخصب والمطر سبع سنين متواليات ففسر البقر بالسنين لأنها تثير الأرض التي تستغل منها الثمرات والزروع وهن السنبلات الخضر ، ثم أرشدهم إلى ما يعتدونه في تلك السنين فمهما استغللتم في سنين الخصب السبع ادخروه في سنبله ليكون أبقى له ، وأبعد عن إسراع الفساد إليه إلا المقدار الذي تأكلونه وليكن قليلاً قليلاً ، لا تسرفوا فيه لتنتفعوا في السبع السنين الشداد وهن سنين المحل التي تعقب هذه السبع المتواليات وهن البقرات العجاف اللاتي تأكل السمان لأن سني الجدب يؤكل فيها ما جمعوه في سني الخصب وهن السنبلات اليابسات ، وأخبرهم أنهن لا ينبتن شيئاً وما بذروه فلا يرجعون منه إلى شئ.
ثم بشرهم بعد الجدب العام المتوالي بأنه يعقبهم عام يمطر الناس فيه وتغل البلاد ويعصرون ما كانوا يعصرون على عادتهم من زيت وسكر وحلب للبن .
وبقي هذا التعبير قرآناً يتلى في قوله تعالى ( قال تزرعون سبع سنين دأباً فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلاً مما تأكلون (47) ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدمتم لهن إلا قليلاً مما تحصنون (48) ثم يأتي من بعد ذلك عام يغاث فيه الناس وفيه يعصرون (49 ).

الرؤيا الخامسة : رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم في سورة الفتح آية (27 ):

قال تعالى: ( لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رءوسكم ومقصرين لا تخافون علم مالم تعلموا فجعل من دون ذلك فتحاً قريباً ).
رأى الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام أنه دخل مكة وطاف بالبيت ، أخبر أصحابه بذلك وهو بالمدينة ، فلما ساروا عام الحديبية لم يشك جماعة منهم أن هذه الرؤيا تتفسر هذا العام ، فلما وقع ما وقع من قضية الصلح ، ورجعوا عامهم ذلك على أن يعودوا من قابل ، وقع في نفس بعض الصحابة رضي الله عنهم شئ حتى ( سأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه في ذلك فقال له فيما قال :
أفلم تكن تخبرنا أنا سنأتي البيت ونطوف به ؟ قال عليه الصلاة والسلام : بلى أفأخبرتك أنك تأتيه عامك هذا ؟ قال : لا . قال النبي صلى الله عليه وسلم : فأنك آتيه ومطوف به ) .
وفي الآية دلالة على إن دخولهم مكة وطوافهم بالبيت سيكون بعد عام الصلح من عدة أمور: سيكونون آمنين حال دخولهم ، ومحلقين رؤوسهم ومقصرين ونفى عنهم الخوف حال استقرارهم في البلد لا يخافون من أحد ، وهذا كان في عمرة القضاء في ذي القعدة سنة سبع ، ولم يكن سيتوفر لهم تلك الصفات في الحال الأولى إنما حصل في ثاني الحال.


يتبع


http://up.br2h.com/uploads/b6d83cd165.gif




[line]


يمكن الاستفادة من المقالة بشرط : الإحالة للموقع وصاحبه فقط ومن ينقل أو يقتبس دون إحالة فهو عرضه للعقاب الدنيوي والأخروي ..

الدكتور فهد بن سعود العصيمي 2007-09-17 2:02 AM

تابع: الرؤى في القرآن (مشاركة من الزوار)
 


http://up.br2h.com/uploads/2f24c892c8.gif

قال البخاري عن ابن عمر رضي الله عنه قال :
( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج معتمراً ، فحال كفار قريش بينه وبين البيت فنحر هديه وحلق رأسه بالحديبية ، وقاضاهم على أن يعتمر العام المقبل ولا يحمل سلاحاً عليهم إلا سيوفاً ولا يقيم بها إلا ما أحبوا ، فاعتمر صلى الله عليه وسلم من العام المقبل ، فدخلها كما كان صالحهم فلما أن أقام بها ثلاثاً أمروه أن يخرج خرج صلى الله عليه وسلم ).
وذلك لعلم الله بالخيرة والمصلحة في صرفهم عن مكة ودخولهم إليها في ذلك العام ، الذي وعدهم به في رؤيا النبي عليه الصلاة والسلام لأنه قدر لهم فتحاً قريباً وهو الصلح الذي كان بينهم وبين أعدائهم من المشركين .

اشتهرت أنها رؤيا : ورد في الآية (4) من سورة القصص:

( إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعاً يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحي نساءهم إنه كان من المفسدين ) .
ورد في تفسير هذه الآية : إن فرعون تكبر وتجبر وطغى وجعل أهل مصر أصنافاً وصرف كل صنف فيما يريد من أمور الدولة ، واستضعف بني إسرائيل وكانوا في ذلك الوقت خيار أهل زمانهم ، سلط عليهم يستعملهم في أردأ الأعمال ويكدهم ليلاً ونهاراً في أشغاله وأشغال رعيته ويقتل مع هذا أبناءهم خوفاً من أن يوجد منهم الغلام الذي كان قد تخوف هو وأهل مملكته منه ، غلام يكون سبب هلاكه وذهاب دولته على يديه .
واشتهر أن هذا العلم علمه فرعون من رؤيا رآها ثلاثة أيام:
إذ سمع في رؤياه هاتفاً يقول : ويلك يا فرعون ، قد قرب زوال ملكك ويكون على يد فتىً من بني إسرائيل ، وفي المرة الثانية : رأى شاباً يدخل عليه من غير حجاب وتحت الشاب أسد عظيم وبيده عصا وهو يضرب بها رأس فرعون ويقول : انظر إلى نفسك وأين أنت ، وأخذه برجله ورماه في البحر، وفي الثالثة : رأى الشاب قد أتاه وتلك العصا بيده ..
فانتبه مرعوباً فجمع الكهنة واستدعى المعبرين وقص عليهم رؤياه ، فقالوا :
إن هذه الرؤيا تدل على مولود يولد ويسلب ملكك ويزعم أنه رسول إله السماء والأرض ، ويكون هلاكك وهلاك قومك على يده .
أما في كتب التفسير كابن كثير فقد ورد أن فرعون علم بالمولود الذي سيهلك ملكه ، من خبر تلقاه القبط من بني إسرائيل فيما كانوا يدرسونه من قول إبراهيم الخليل عليه السلام حين ورد الديار المصرية وجرى له مع جبارها ما جرى حين أخذ زوجته سارة ليتخذها جارية ، فصانها الله منه ومنعها بقدرته وسلطانه تعالى ، فبشر إبراهيم عليه السلام ولده أنه سيولد من صلبه وذريته من يكون هلاك مصر على يديه ، فكانت القبط تحدث بهذا عند فرعون ، فاحترز من ذلك وأمر بقتل ذكور بني إسرائيل ، ولن ينفع حذر من قدر ، فلما أكثر من قتل ذكور بني إسرائيل خافت القبط أن يفنى بني إسرائيل فيتولون هم ما كان يقوم به بني اسرائيل من أعمال شاقة ، شكوا الحال إلى فرعون فأمر بقتل الولدان عاماً وتركهم عاماً ، فولد هارون عليه السلام في السنة التي يترك فيها الولدان ، وولد موسى في السنة التي يقتلون فيها.

http://up.br2h.com/uploads/b6d83cd165.gif




[line]


يمكن الاستفادة من المقالة بشرط :
الإحالة للموقع وصاحبه فقط ومن ينقل أو يقتبس دون إحالة فهو عرضه للعقاب الدنيوي والأخروي ..


AWAX 2008-02-25 9:35 AM

أن من علامات الرؤيا الصادقة : سرعة انتباه الرائي عندما يدرك الرؤيا كأنه يعاجل الرجوع إلى الحس باليقظة


ارجو أفاده وتوضيح أكثر
في علامات الرؤيا الصادقة
سرعه انتباه الرائي عندما يدرك الرؤيا هل القصد هو سرعه اليقظه مع ثقل النوم والرؤيا ولكن من قوة الرؤيا
وهولها استيقظ الشخص !!!!
نرجو التوضيح من مما لدية العلم بهذا الصدد
وشكرا


الساعة الآن 4:41 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By World 4Arab

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

جميع الآراء والتعليقات المطروحة تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع وللأتصال بالدكتور فهد بن سعود العصيمي على الايميل التالي : fahd-osimy@hotmail.com