السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


اضطر الفقيه الكبير العلامة أبو البركات بن الحاج إِلَى طلاق زوجته السيدة عائشة الكنانية فما فَاهَ بِلَغْـوَةٍ, أَوْ هَمَّ بِنَقِيصَةٍ, وَلَكِنَّه أحضر الشهود وتلا عليهم هذه الوثيقة الرائعة:
" بسم الله الرحمن الرحيم, وصلى الله عَلَى محمد, يقول عبد الله الراجي رحمته المدعو بأبي البركات بن الحاج, واختار الله له ولطف به, إن الله جَلَّتْ قُدْرَتُه أنشأ خلقه عَلَى طبائع مختلفة, وغرائز شتى, فمنهم السخي والبخيل وفيهم الشجاع والجبان, والغبي والفطن, والكيس والعاجز, والمسامح والمناقش, والمتكبر والمتواضع،إلى غير ذلك مِنَ الصفات المعروفة مِنَ الخلق،فكانت العشرة لا تستمر بينهم إلا بأحد أمرين, إما بالاشتراك في الصفات أو في بعضها, وإما بِصَبْرِ أحدهما عَلَى صاحبه مع عدم الاشتراك ولما علم الله إن بني أدم عَلَى هذا الوضع شرع لهم الطلاق ليستريح من عيل صبره عَلَى صاحبه, توسِعَةً عليهم, وَإحْسانًا مِنْهُ إليهم فلأَِجل العمل عَلَى هذا طلق عبد الله محمد أبو البركات الحاج زَوْجَهُ الحرة العربية المصون عائشة بنت الشيخ الوزير الحسيب النزيه الأصيل الطاهر القدسي المرحوم أبي عبد الله أبي إبراهيم الكناني المفيلي طلقة واحدة ملكت بها أمر نفسها عارفًا قدره, ونطق بذلك إراحة لها مِنْ عشرته, طالبًا مِنَ الله أن يغني كلاًّ مِنْ سعته, وشهد عَلَى نفسه في صحبته وجواز أمر يوم الثلاثاء أول يوم مِنْ شهر ربيع الثاني عام إحدى وخمسين وسبعمائة

المرجع

كتاب مجالس النساء الجزء الأول ص/121

تأليف

عبدالرحمن المحمدي


شاكر لك مرورك الرااااااااااااااائع