![]() |
مقت النفس في ذات الله من صفات الصديقين......!!!!
الحمد لله رب العالمين,,,, والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين :
المرء منا يلحظ عيوب غيره ، ويغفل عن عيوب نفسه ؛ فيحسن الظن بها ، ويخالها خيرة صفية ، وما يدري أن في ذلك هلاكه !! [ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ بَلِ اللّهُ يُزَكِّي مَن يَشَاء وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً ] [ سورة النساء ؛ الآية : 49 ] . وكذلك تستدرج الجماعات والأمم ، فحين يتسرب إلى نفوسنا هذا النوع من الوثوق المغرر ، والطمأنينة الخادعة ، نتواكل على صلاح موهوم ، ونركن إلى استقامة منتحلة !! نرى أننا وافينا بلوغ الكمال أو كدنا ، ولا حاجة بنا إلى إصلاح ، بل لا حاجة بنا إلى التفتيش عن نقص أو عيب ، فهذا أمر مستبعد ، أو هو لا يرد على خواطرنا أصلاً !! لما أصيب الصحابة رضي الله عنهم يوم أحد نزل قول الله تعالى : [ أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليهاقلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم ] [ سورة آل عمران ؛ الآية : 165 ] فأنى لجماعة أو جيل بعد خير القرون ـ أن تخلوا من نقص وقصور ؟ [[[ [[ فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى]] ]]] [ سورة النجم ؛ الآية : 32 ] . لقد كان من هم خير منا على العكس مما نحن فيه من إحسان الظن بأنفسنا ، فكانوا يمقتون أنفسهم في جنب الله تعالى ، حتى لا يرى أحدهم نفسه إلا شراً من المسلمين أجمعين . روى الإمام أحمد عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : " لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يمقت الناس في جنب الله ،ثم يرجع إلى نفسه فيكون لها أشد مقتاً " [ رواه أحمد في "الزهد" ، وابن أبي الدنيا في "محاسبة النفس" ص46 ] . وقال مطرف ـ في دعائه بعرفة ـ : " اللهم لا ترد الناس لأجلي " [ رواه ابن أبي الدنيا في "محاسبة النفس" ص47 ] . وقال بكر بن عبد الله المزني : " لما نظرت إلى أهل عرفات ظننت أنهم قد غفر لهم [[[ لولا أني كنت فيهم ]]] " [ رواه ابن أبي الدنيا في "محاسبة النفس" ص47 ] . وقال أيوب السختياني : " إذا ذكر الصالحون كنت عتهم بمعزل "[ رواه ابن أبى الدنيا في "محاسبة النفس" ص47 ] . ولما احتضر سفيان الثوري دخل عليه أبو الأشهب ،وحماد بن سلمة ، فقال له حماد : " يا أبا عبد الله ، أليس قد أمنت مما كنت تخافه ،وتقدم على من ترجوه ، وهو أرحم الراحمين ؟ فقال : يا أبا سلمة ، أتطمع لمثلي أن ينجو من النار ؟ قال : إي والله ، إني لأرجو لك ذلك " [ رواه ابن أبي الدنيا في "محاسبة النفس" ص48ـ49 ] . وذكر عن مسلم بن سعيد الواسطي قال : أخبرني حماد بن جعفر بن زيد :أن أباه أخبره قال : " خرجنا في غزاة إلى كابل ، وفي الجيش : صلة بن أشيم ، فنزل الناس عند العتمة ، فصلوا ، ثم اضطجع ( صلة ) ،فقلت : لأرمقن عمله ، فالتمس غفلة الناس ، حتى إذا قلت : هدأت العيون ، وثب فدخل غيضة قريبة منا ، فدخلت على أثره ، فتوضأ ، ثم قام يصلي ، وجاء أسد حتى دنى منه ، فصعدت شجرة ، فتراه التفت أو عده جرواً ؟! فلما سجد قلت : الآن يفترسه ، فجلس ثم سلم ثم قال : أيها السبع ، اطلب الرزق من مكان آخر . فولى وإن له لزئيراً ، أقول : تصَدع الجبال منه ، . قال : فما زال كذلك يصلي حتى كان عند الصبح جلس ، فحمد الله تعالى بمحامد لم أسمع بمثلها ، ثم قال : " اللهم إني أسألك أن تجيرني من النار ،ومثلي يصغر أن يجترئ أن يسألك الجنة " قال : ثم رجع وأصبح كأنه بات على الحشايا [ يعني حيث ينامون كأنه لم يستيقظ ] ،وأصبحت وبي من الفزع شيء الله به عالم " [ رواه ابن أبي الدنيا في "محاسبة النفس" (ص50) ، وأبو نعيم في "الحلية" (2/240) ] . وقال يونس بن عبيد : " إني لأعد مائة خصلة من خصال الخير ،ما أعلم أن في نفسي منها واحدة """"""" [ رواه ابن أبي الدنيا في " محاسبة النفس" (ص51) ] . وروى الإمام أحمد عن مسروق قال : " دخل عبد الرحمن على أم سلمة رضي الله عنها ،فقالت : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " إن من أصحابي لمن لا يراني بعد أن أموت أبداً "فخرج عبد الرحمن من عندها مذعوراً ، حتى دخل على عمر رضي الله عنه. فقال له : اسمع ما تقول أمك ،فقام عمر رضي الله عنه حتى أتاها فدخل عليها فسألها ، ثم قال : أنشدك الله ، أمنهم أنا ؟ قالت : لا ، ولن أبرئ بعدك أحداً " ( رواه أحمد ) ( وقال الهيثمي في " المجمع " (9/72) : رواه البزار ورجاله رجال الصحيح ] . قال العلامة ابن قيم الجوزية : " ومقت النفس في ذات الله من صفات الصديقين ، ويدنو العبد به من الله تعالى في لحظة واحدة أضعاف ما يدنو بالعمل " [ إغاثة اللهفان : (ص96) ::::: إن المسافة بين إحسان الظن بالنفس وبين مقتها في ذات الله تعالى ، هي كالمسافة بين الكبر والتواضع ، بين الدعوى والحقيقة ، بين الكذب والصدق ، بين العلم والجهل . .ويخطئ من يحسب أن مقته لنفسه إهدار لمكانته ، فيدع ذلك بدعوى اتقاء تجرأ السفهاء ، مع أن مقتها لا يكون بالضرورة جهرة بين الناس ، وما يتجرأ عليك به إلا من لا قيمة لرأيه ، ومن لا يرغب في رضاه . اللهم وفقنا لفعل الخيرات وأجتناب المنكرات ,,,,وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ............ |
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيكم واحسن الله اليكم. |
موعظة بليغة جزاااك الله خيراً
|
جزاكم الله خير الجزاء.
|
|
الساعة الآن 6:38 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
TranZ By World 4Arab