منتديات موقع بشارة خير

منتديات موقع بشارة خير (https://www.22522.com/vb/index.php)
-   المنتدى العام (https://www.22522.com/vb/forumdisplay.php?f=3)
-   -   وأخيراً عرفت القيادة ؟ (https://www.22522.com/vb/showthread.php?t=54008)

يمامة الوادي 2007-09-04 6:47 AM

وأخيراً عرفت القيادة ؟
 
وأخيراً عرفت القيادة ؟
الكاتب : أبو عبد الله سعيد



القائد المسلم أول أوصافه : أن يكون له في الحياة الواقعية السائرة أثر وبصمة مشاركة .


فمما أكتشفه السلف أن المكانة القيادية نتيجة ، لها مقدمة من عمل . كما قيل : والناسُ أكيس من أن يُبرزوا رجلاً حتى يروا عنده آثار إحسانِ .


فالمنزلة القيادية لا تؤسسها رغبة مستشرف لها ، إنما هي مجموعة إنجازات ترفع صاحبها .
وقد تشفع وراثة أب ، أو تلمذة لعالم ، ولكنها تبقى مرجوحة ، وفي منزلة ثانية ، والأصل العصامية والإبداع والتكوين الذاتي .
وهو مفهوم أحمد بن سهل للقضية ، فعنده أن الرجال ثلاثة : سابق ، ولاحق ، وماحق .


فالسابق : الذي سبق بفضله ، واللاحق : الذي لحق بأبيه في شرفه ، والماحق : الذي محق شرف آبائه .


فالأول فقط هو الذي يتعالم من موطن قوة ، ويؤهل للصدارة ، لأنه قد وضع ختمه الخاص على منتوجه .


وأما الثاني فمكانته مجازية وتشفع له علاقته بذي شرف مضى . ونعوذ بالله من آخر لا يكتفي أن يكسل عن إضافة حتى يكون لما ورث هادماً ، وكذا النفس أحياناً إذا ارتكست ، لا يرضيها إلا أن تبالغ .


ويبدو عند التأمل أن اللاحق قد يرضى الهوينى إذا كان المبدع المؤسس حياً ، يستحي أن يتقدم بين يديه ، أو حتى أن يقارن أو يساوي ، لكنه إن رأى الساحة تشغر برحيل أبيه أو أستاذه : بادر للتعويض والحفاظ على وتيره الأداء العالي ، يحركه الشعور بالمسؤولية ، وارتفاع الحرج عنه إن احتل المقدمة ، وهو معنى ابتكره ( أرسطو ) يوم مات الإسكندر فقال : أيها الملك لقد حركتنا بسكونك .


فوراثة القادة لا تكون بنحيب ، فذلك شأن النساء ، ولا برثاء فذلك شأن الشعراء ولكن بنفضه وعزائم وحركة تتم ما بدأوه ، وتنشر ما أسسوه .


وهكذا تتحرك الحياة ، فهي في جزء منها : مجموعة مبادرات واستدراكات يتم بها اللاحق ما بدأه السابق ، ثم يزيد .


وبسبب هذه المتابعة استوى علم القيادة وتراكمت أعرافها ، فهو من علوم الخبرة التي تنمو ويكتب كل جيل سطراً في وثيقتها ، ويضيف كل قائد خطاً في صورتها ولوناً وظلاً ونوراً ، وتغدوا التجربة محوراً لتطوير مفادها وتوسيع آفاقها والتعريف بأخلاقها .
فمن فصاحة العربي قوله لما سُئل : له لك بالأمور ؟ فقال : ( إني لأنقض منها المفتول ، وأبرم منها المحلول ، وأُجيلها حتى تجول ، ثم أنظر فيها إلى ما تؤول ) .


وخلاصة ما يفتخر به ، أنه لا يلقي قوله على عواهنه ، ولا يدلي برأي قبل تعتيقه وتقليبه ، فهو يحلل ويركب ثم يرقب مستقرات الأمور بعد تحريكها ليجزم بالرأي النهائي ، وتلك هي أرفع الممارسات القيادية عند قوم يعقلون ، وبهذه الطريقة تتم صناعة القرار الجيد .
لكن طريق ذلك التشاور والمحاورة والمناظرة . إن اللبيب إذا تفرق أمره فتق الأمور مناظراً ومشاوراً .
حتى كاد التفرد أن يكون جهلاً ، وجزموا بتصنيفه عجزاً .
فقد تساءلوا : من العاجز ؟ فقيل : المعجب بآرائه ، الملتفت إلى ورائه .
والله أسأل أن ينفع القارئ والكاتب بهذه الكلمات .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

مختارات من كنوز الدعاة


الغميصاء 2007-09-04 10:55 PM

جزاك الله خيرا على هذا الموضوع


اللهم اجعلنا من السابقين.

يمامة الوادي 2007-09-05 1:36 AM

بارك الله لك


الساعة الآن 7:40 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By World 4Arab

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

جميع الآراء والتعليقات المطروحة تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع وللأتصال بالدكتور فهد بن سعود العصيمي على الايميل التالي : fahd-osimy@hotmail.com