بسم الله الرحمن الرحيم



قد يظن البعض أنه في ظل الأحداث التي نتجرع مرارتها أنه سيكون للأمة جيل متخاذل ضعيف لا يفهم أبسط أبجديات الحياة فقد صنعته الهزيمة ولم يتلقى الرعاية الكافية الدافعة له للتميز والإبداع ...والحقيقة أنه ما سيكون صورة مختلفة عما تصورها البعض فهذا الجيل قد اكتوى بنار الذل والخضوع فأخذ يبحث عن السبل التي قد تمسك بيده نحو القمة وجيل اليوم وجيل الغد جيل متطلع للصدارة لا يرضى أن يكون في آخر الركب قد وعى وأدرك ما حوله ويريد أن يزيل عن جسد أمته ثياب الذل والتي أجبرت الأمة على تقنعها دون قناعة منها أو رضا ...

يطمح ذلك الجيل للكثير لتحقيقه ويحدوه الأمل بالوصول له بالرغم البعد الذي يكتنفه والظلام الذي يخفي معالمه..ولكن المسألة التي ستحقق لهم ولنا ذلك هو أن نمسك نحن بأيديهم لا أن ننكسر أمامهم وتتراجع أقدامنا فهم وحدهم لا يستطيعون تحقيق ذلك فبداية الطريق لاعتناق القمة نحن من سيرسم حدودها لهم بل سنضع معالمها لهم ..

وقد يتساقط البعض منهم من حولنا في أثناء المسير وواجبنا أن لا نتركهم وحدهم يواجهون المصير بل لابد لنا أن نقف وتمسك أيدينا أيديهم وقد نضطر لحملهم وقد يثقلنا حملهم ولكن نصبر ونستمر حتى تعتاد أقدامهم المسير..

وقد تختلف بنا الطرق لكن طريق القمة واحد فلهم أن يسيروا أينما شاؤوا لكن بشرط الوصول ..

وهناك أمر آخر لابد يكون أمام أنظارههم وهو أن الطريق طويل وشاق ولابد له من زاد ليضمن سلامة الوصول وهذا الزاد هو أول أمر حاول صناع الهزيمة لنا سلبه منا وهو سر عزتنا ومنبع قوتنا وهو عقيدتنا الإسلامية فليست زاد فقط بل نور نستطيع أن نرى فيه الطريق الصحيح للصعود ..

وهاهي أقدمنا قد اعتلت وهاهو الحبل المتين الذي يربطنا معهم قد اشتد فلا نضعفه بترددنا .. وهذا الجيل ينشد منا الكثير فلا نحطمه ولنكن عند حسن ظنهم بنا وهاهي أقدامهم بدأت بالتحرك فلا نوقفها بحواجز اليأس الذي أعتاد البعض منا الجلوس بينها ..

ذلك الجيل لديه اليقين بتحقيق الحلم بمعانقة القمم ونزع ثياب الذل ولكن هناك وادي سحيق يفصل بينهم وبين القمة فلنصنع نحن الجسر لهم ولو بأجسادنا.



-------------

أختكم شموس