![]() |
كيف تبني نفسك تربوياً ؟
كيف تبني نفسك تربوياً ؟ أهمية الموضوع : مر المسلمون في الفترة السابقة بمرحلة كانت الحاجة فيها إلى الدعوة والتربية أكبر من تحصيل المادة أسوة بالمرحلة المكية التي ركز الرسول -صلى الله عليه وسلم- جهده فيها على توسيع رقعة الدعوة وتربية الأفراد مع قلة التكاليف والأحكام الشرعية ، ولهذا كان بعض المربين قد أهمل نفسه في الجانب العلمي . وبعد أن توسعت رقعة الدعوة وكثر سواد المهتمين بالإسلام وكسبت الدعوة رصيداً كبيراً في الشارع الإسلامي وهي المرحلة التي يمكن أن تشبه بالمرحلة المدنية - في بعض الجوانب - في هذه الرحلة ظهرت الحاجة إلى البناء التربوي الجماعي - لا الخاص . إن الحاجة إلى العلم الشرعي في بناء العمل الإسلامي تنبع من ضرورة السير على منهج الكتاب والسنة ، كما تنبع من تعطش الشباب المسلم إلى العلم الشرعي الصحيح وتقويم مسيرتهم على أساسه ووزن الناس بميزان الشرع . ولذا فإن الدعاة الأكثر تأثيراً في الجيل القادم هم أكثر الناس حصيلة شرعية وتربوية ، فلا يغني أحد الجانبين عن الآخر ، ولذا كان هذا الموضوع في أساليب البناء التربوي والعلمي . الجانب التربوي : هناك عدة أساليب لبناء شخصية الداعية التربوية وتنمية قدراته الدعوية وزيادة خبراته وتجاربه منها : 1 - قراءة كتب التفسير وخاصة في مجال دعوات الأنبياء وصبرهم وتحملهم وأساليبهم في الدعوة وتربية أتباعهم من المؤمنين ، ودراسة أحوال الكافرين ومعرفة صفاتهم وطبائعهم وعاداتهم في التعامل مع الدعوات الصادقة من خلال القرآن وتفسيره . 2 - قراءة سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم- والاسترشاد بحرصه على تبليغ الدعوة ودراسة أساليبه في البلاغ وطريقته في تربية الأتباع واستغلاله لكل المناسبات في التربية والدعوة من خلال القرآن والسنة . 3- قراءة سيرة السلف الصالح في تربية النفوس وكيفية تزكيتها وحملها على الخير والطاعة والمصابرة في ذلك ، وطريقة الصحابة في تبليغ الإسلام إلى الأمصار المفتوحة وكيف استطاعوا تربية الآلاف المؤلفة من الداخلين في الإسلام بالقدوة الحسنة وكيف نقلوهم إلى هذه المرحلة الإيمانية العالية . 4 - قراءة كتب الدعوة التي تعنى بالأساليب وتحديد الأهداف وبلورة المنهج الدعوي وخاصة من الموثوقين أهل السنة والجماعة أصحاب المنهج السليم . كما أنه يمكن الاستفادة من منهاج غيرهم - بحذر - في القضايا المشتركة التي أبدعوا فيها . 5 - العمل في مجالات الدعوة العامة الخاصة له أثر كبير في بناء شخصية الداعية ، وكلما كانت دعوته أوسع كلما كانت شخصيته أقوى تربوياً ، وبذلك تزيد خبرته الدعوية ، وكم من الناس قليل القراءة في مجال الدعوة والتربية ولكنه يثير إعجابك به في هذا المجال وتتملكك الدهشة منه ، والسر في ذلك كما قلت الحركة المباشرة وكما يقال : ( حَرِّكْ تَرَ ) . 6 - قراءة كتب الرقائق والوعظ وتهذيب السلوك والتذكير بالله والتخويف من عذابه والتي تحث على مراقبته وخشيته ورجائه والاعتماد والتوكل عليه والإخلاص له والتجرد في القول والعمل والاعتقاد له . الجانب العلمي : ويشمل تحصيل العلم الشرعي وبناء الحصيلة الثقافية العامة ومعرفة الواقع . وهنا أمور ننبه إليها قبل ذكر أساليب القراءة منها : * الفنون الصعبة تقرأ في أوقات الصفاء الذهني ،والكتب السهلة تقرأ في الأوقات الأخرى . * لا تقف عند المسائل الصعبة إذا تعسرت - خلال القراءة - حتى لا تضجر من القراءة ، واعرضها على شيخ فيما بعد أو ابحثها . أساليب القراءة : 1 - قراءة كتب معينة في العلم على الشيخ أو شرح الشيخ لها . 2 - قراءة الكتاب كله مع الإشارة إلى ما يشكل ثم عرضه على شيخ بعد الانتهاء . 3 - طريقة بحث المسائل من أول باب في الفقه إلى آخره مع معرفة الراجح . 4 - طريقة قراءة متن في العلم ثم قراءة شرحه والتوسع في الفن . 5 - طريقة قراءة كتاب الطهارة من الفقه مثلاً ثم قراءة كتاب الطهارة من الحديث ثم من القواعد الفقهية - عند من يرتبها على الأبواب الفقهية - ثم من تخريج الفروع على الأصول وهكذا بالربط بين العلوم . 6 - طريقة تلخيص ما قرأه في يومه ثم قراءة الملخص في الليل ومحاولة حفظه ومراجعته في الصباح . 7 - طريقة القراءة مع استنباط الفوائد وترتيبها وكتابتها في أوراق خاصة لتكوين مشاريع تأليف طويلة المدى ، أو بتعليق النكات العلمية المهمة في غلاف الكتاب أو نقلها إلى حواشي كتب أخرى تناسبها . 8 - طريقة القراءة مع الآخرين مع الحوار والنقاش . 9 - طريقة تلخيص الكتاب كله ثم قراءة التلخيص عدة مرات . 10 - طريقة قراءة الكتاب كله مرة واحدة وعدم تجزئته أو الانشغال بغيره . 11 - طريقة استصحاب الكتب الصغيرة الجيدة في كل مكان وزمان وقراءتها للحفاظ على الوقت - خاصة مع سهولة حملها . 12 - طريقة ترتيب العلوم بحسب السنوات ، فمثلاً : السنة الأولى للعقيدة والسنة ، التي بعدها للفقه ، ثم التي بعدها للحديث ، أو يجمع في السنة الواحدة بين علمين مترابطين فأكثر ، ثم ينتقل إلى علوم غيرها وهكذا . عبد الله بن مبارك آل السيف |
بارك الله فيك يا يمامة الوادي
فعلا تميز بعد تميز جزاك الله خيرا |
جميل حقيقة ما قيل والأجمل والأحلى أن يعزم فعليا أي شخص على تبني نفسه تربوياً فهي أول خطوة ..
سلمتِ يمامة الوادي .. .. |
الله يسلمكم,,,
|
تسلمين يايمامة الوادي
مواضعيك رائعة ومفيدة |
الله يسلمك,,,
|
موضوع مفيد وشيق..
شكرا.. |
شكرا لمرورك
|
الساعة الآن 5:46 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
TranZ By World 4Arab