![]() |
قصة ( وفــاء )
قصة ( وفــاء )
سالم مبارك الفلق لقد مشيت كذي القرنين في سبب *** بلغت درباً وألغيت كذا درب حتى استقرت عصا الترحال في عدن *** ضعت رحلي ولم أقو على الهرب في (الشيخ عثمان) قرب الكشك انطرحت *** رجلاي أرضاً من الإعياء والتعب بينما كنت في الأحلام متكئاً *** أجول بالفكر في التشريق والغرب إذا غزيل صغير مقبل فرقاً *** بادي التلّــــفت حار القوم في عجب تميس كالغصن لكن ثوبها خلقٌ *** وشعرها نصف مجدولٍ ومعتصب جاءت وراحت وجاءت ثم ثانيةً *** وكنت في شغلٍ عنها وفي كرب تطلّــعت في وجوه القوم والتقطت *** عين الصغيرة وجهي دون من جنبي وغرّها أنني قد كنت ملتحياً *** ما كل ذي لحية يا أخت ذا أدب توقّــفت برهة تلقاء ناظرتي *** وحملقتْ فاستعدت الوعي عن كثب مدّت إلي يديها بعد أن نطقت *** بصوتها العذب كالزلزال في قلبي ففي يديها من الأوراق ممسكة *** عريضة تشتكي من والدٍ كذب قرأت منها سطوراً يالما قرأتْ *** عيناي من ألمٍ عن زوجة وأب عن طفلة عمرها عام وقد ولدتْ *** يتيمة الأب حياً ليس في الترب مضي ليتركها في حضن والدة *** رمى عليها يميناً غير ذي سبب سألت:من أنتِ؟ قالت ــ وهي تائهة ـــ *** اسمي (وفاء) وعمري عشر في رجب أين الوفاء وراعي البيت خائنهم ؟ *** أين الوفاء ورب البيت كالذئب لمن أقول إذا ناديت يا أبتي *** ويا ملاذي , ويا ظهري , ويا هربي لمن أعود لأشكو ضرب أترابي *** ومن يجفف عني دمعة الغضب ومن يجسّ جبيني حينما أعيا *** وأي حضن يدفيني من الرهب ما ذنب أمي إذا تاهت أو انحرفت *** في لجة البحر أو في جادة الطلب وليس لي أو لها مأوى يظللنا *** ولم أر من حنان غير في الكتب لله أشكو من الآباء قسوتهم *** على البنين وتقصيراً بلا ذنب فتأت عنها بما في الجيب غلّــتها *** فلم تصدق بما حازته من جيبي ثم انسحبت لأخفي دمعة طلبت *** مني الخروج فوافقت على الطلب سكبت دمعي على الإسلام منهمراً *** وصرت أبكي بلا دمعٍ على العرب شعر / سالم مبارك الفلق حضرموت / اليمن |
الساعة الآن 12:58 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
TranZ By World 4Arab