منتديات موقع بشارة خير

منتديات موقع بشارة خير (https://www.22522.com/vb/index.php)
-   المنتدى الإسلامي (https://www.22522.com/vb/forumdisplay.php?f=67)
-   -   اقرأ هنا .. وقل الحمد لله كثيراً .. (https://www.22522.com/vb/showthread.php?t=52035)

يمامة الوادي 2007-07-24 8:08 AM

اقرأ هنا .. وقل الحمد لله كثيراً ..
 
اقرأ هنا .. وقل الحمد لله كثيراً ..



سنقف وإياكم - أيها الإخوة الأكارم - بين أسطر هذه المقالة بعض الوقفات مع كلماتِ من لا ينطق عن الهوى ، في حديثٍ رواه مسلمٌ في صحيحه ، والذي يحوي في طياته من العبر والعظات والدروس الشيء الكثير ، إلا أننا سنسلط الضوء على مقطع منه ونرجئ الباقي للقاء آخر ..


جاء عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الطُّهور شطر الإيمان ، والحمد لله تملأ الميزان ، وسبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السماء والأرض .. ) .

هنا يحسن بنا أن نتأمل ونتفكَّر في تلك المكانة العالية لكلمة : ( الحمد لله ) وما تحمله من شأن عظيم ، ومنزلة رفيعة ، فقد بيّن لنا النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً من فضائلها ، وصوَّرَ لنا ما هو حجمها في ملكوت الله جل جلاله ، وما يدل على عظيم أمرها ..

وليس هذا فحسب بل هناك ما يدعو إلى التأمل في عظيم أمرها ومكانتها عند الله تعالى ، وسوف نمضي سوياً بين ثنايا كنوز المصحف الكريم ، ونُقلّبُ صفحاته بحثاً عن شيء من المواضع التي ذكرها ربنا جل شئنه ، والتي من أبلغها معناً أن الله تعالى قد افتتح كتابه الكريم بـ ( الحمد لله رب العالمين ) في سورة الفاتحة .


ومن ذلك تسبيح الملائكة بحمد الله تعالى ، في مواضعٍ عِدَّة ، منها أنه لما أخبرَ اللهُ ملائكتَهُ خَلقَهُ لآدم - عليه السلام - قالت الملائكة : ( أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدِّس لك .. ) البقرة .


وقد بين الحق - تبارك وتعالى - من صور تسبيحها قوله : ( وترى الملائكة حافّين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين )الزمر .


ومن ذلك أنه يوجد أربعٌ مِن سور القرآن الكريم قد افتتحها الله بقوله : الحمد لله ، ففي أول سورة الأنعام قال : ( الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ) .. وفي أول سورة الكهف قال : ( الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا ) .


وفي أول سورة سبأ قال : ( الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الأرض وله الحمد في الآخرة ) ، وكذلك قال في أول سورة فاطر : ( الحمد لله فاطر السماوات والأرض جاعل الملائكة رُسلاً أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء ) .


كما أن الله تبارك وتعالى نسب الحمد إليه في مواضع منها قوله سبحانه : ( سبحان ربك رب العزة عمَّا يصفون وسلامٌ على المرسلين والحمد لله رب العالمين ) الصافات. وقوله : ( فسبحان الله حين تمسون وحين تُصبحون وله الحمد في السماوات والأرض وعشياً وحين تُظهرون ) الروم .


وكذلك قوله : ( فلله الحمد ربِّ السماوات وربِّ الأرض ربِّ العالمين * وله الكبرياء في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم ) الجاثية36-37 وغيرها .. وللأنبياء كذلك وقفات جميلة مع نطقهم بهذه الكلمات في محلٍ لا يذكرها إلا من هدى الله - جعلنا الله وإياكم منهم - فهذا إبراهيم الخليل - عليه السلام - وهو يُثني على ربه ، ويحمَدُه على ما وهبه من الولد حين قال : ( الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق إنَّ ربي لسميع الدعاء ) إبراهيم .


وهذا داود وابنه سليمان - عليهما السلام - لمَّا أن أنعم الله عليهما بالعلم والفهم والخير العميم لم ينسيا هذا الفضل الكبير مِنَ المُنعِم سبحانه بل قالا : الحمد لله .. ، وهو ما قصَّهُ لنا ربنا عنهما بقوله : ( ولقد آتينا داود وسليمان علماً وقالا الحمد لله الذي فضَّلنا على عباده المؤمنين ) النمل .


وكما أن الله - عز وجل - قد أوصى نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم في كتابه بأن يذكره ويسبِّحه بها كقوله : ( فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين ) الحجر15 . وقال : (( وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ) طه20 . وقال : ( وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار) غافر40 .


ومنه قوله أيضاً : ( قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى ) النمل59. وقوله : ( وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها وما ربك بغافل عمَّا تعملون ) النمل93.
ومن ذلك إعلام الله لنبيه بدنو أجله ، وقُرب ارتحاله من الدنيا حين قال : ( فسبِّح بحمد ربك واستغفره إنه كان توَّاباً ) النصر .

ولقد نبأنا الله - جل في علاه - وقصَّ علينا ما ينتظرُ عباده الصالحون ، وما وعدهم به من النعيم في الجنان ، ثم حكا لنا عن شيء من كلامهم ، بعد أن استقر بهم المقام في جنات النعيم - والذي منه - قوله تعالى : ( وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنَّا لنهتديَ لولا أن هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون ) الأعراف43


ومنه أيضاً : ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم تجري من تحتهم الأنهار في جنات النعيم دعواهم فيها سبحانك اللهمَّ وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العلمين ) يونس .


وقوله : ( وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأُ من الجنة حيث نشاء ) الزمر. وكذلك قوله عنهم : ( وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنَّا الحزن إنَّ ربنا لغفور شكور الذي أحلَّنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لُغُوب ) فاطر

ومما يدل على عِظَمِ هذه الكلمة هو تسبيح جميع المخلوقات لله الواحد القهَّار بها ، سواءاً أكانت من ذوات الأرواح أم من الجمادات ، كما أخبر الجبَّار - سبحانه - بذلك فقال : ( وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم ) الإسراء17 . وقوله : ( ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ) الرعد13.

فلا إله إلا الله ما أجمل هذه الكلمة ، وما أعظم شئنها ؛ يفتتح الله بها كتابه الكريم وعدداً من سوره ، ويثني على نفسه بها ، وتتفوَّه بها الأنبياء تعظيماً وإجلالا ، ويترنَّمُ بها أهل الجنان عُذوبةً وشكراً وامتنانا ، والدَّوابُّ والشجرُ والحجرُ وكل شيء يسبح الله بها .. فسبحان من ألهمهم هذه المحامد والتسبيح بها ، وهداهم إلى خير الكلام شارحاً صدورهم بها ..


هذا ولنا مع سنة الحبيب صلى الله عليه وسلم - أيضاً - وقفات حول ذكره لهذه الكلمة فمن ذلك ما صحَّ عنه - عليه الصلاة والسلام - أنه إذا أتاه الأمر يسرُّه قال : ( الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ) وإذا أتاه الأمر يكرهه قال : ( الحمد لله على كل حال ) صححه الألباني في صحيح الجامع . كما وأنه كان يفتتح بها خُطَبَهُ ، ومن ذلك مارواه ابن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

( علَّمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة الصلاة وخطبة الحاجة ، فأمّا خطبة الصلاة فالتشهد ، وأما خطبة الحاجة فإن الحمد لله نستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ) حديث صحيح .

وقد أخبرنا عليه الصلاة والسلام بخير ما يحبه ويكسبه في هذه الدنيا بقوله : ( لأن أقول : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر أحبُّ إلي مِمَّا طَلَعت عليه الشمس ) رواه مسلم . وفي الحديث الآخر كما عند مسلمٍ - أيضاً - قال عليه الصلاة والسلام : ( أحب الكلام إلى الله أربع: سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، لا يضُرُّّك بأيهِنَّ بدأت ) .


ومما يدعونا إلى التأمل في هذه الكلمة ، إرشاد النبي صلى الله عليه وسلم لأمته بحمد الله - تعالى - عند أمورٍ كثيرة ومهمة ، والتي منها ما رواه أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله تعالى ليرضى عن العبد : يأكل الأكلة فيحمده عليها ، و يشربُ الشَّربَة فيحمده عليها ) رواه مسلم.

فهي وصية جامعة مانعة ، تُذكِّرُنا دائماً بلزوم شُكر المُنعِم - سبحانه - ومن تلك الأدعية بعد الانتهاء من الطعام - ما أخرجه الترمذي - من حديث معاذ بن أنس الجهني مرفوعا : ( من أكل طعاما فقال الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غُفر له ما تقدم من ذنبه ) رواه ابن ماجه ، وحسنه الألباني1989


وكذلك أرشدنا إلى حمد الله عند العطس ، وأخبر من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، أنَّ من حق المسلم على المسلم : ( إذا عطس فحمد الله فشمِّته ) صحيح الأدب المفرد . وقوله صلى الله عليه وسلم : ( إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله ، وليقل له أخوه أو صاحبه : يرحمك الله ، فإذا قال له : يرحمك الله ، فليقل : يهديكم الله ويصلح بالكم ) رواه البخاري إلى غير ذلك من فضائل الأعمال ..


وبعد هذا المطاف - أخي القارئ الكريم - لعلنا قد وعينا واستشعرنا شيئاً مما تحمله هذه الكلمة ، وأنَّها من خير الكلام الذي يحسُنُ بنا أن نُكثر منه ، وقبل ذلك لا بد أن تعقِله عقولُنا وتفقهه قلوبنا ، فكم مِن حامدٍ لله لم يَشعُر بعظيم حمد الله وما تحويه هذه العبادة الجليلة ؛ الأمر الذي لم يجعل هناك أثراً على سائر أعماله وسلوكه مع ربه ، فما هي إلا كلمات تخرج من فمه ولم تلامس قلبه وعقله ، ولسان حاله سَمِعتُ الناس يقولون فقلت مثلهم ، ومن أجل هذا سقت لكم - أحبابنا في ملتقانا - مثل هذا الموضوع تذكيراً لي - أولاً - ثم لكم لنزداد من الله قرباً ، فننعم جميعاً بفضل الله وجزيل عطائه : ( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنَّما يتذكَّرُ أُولوا الألباب ) الزمر.


إننا بحاجة إلى تعظيم شئنها لنفوز بدرجة الحامدين حين نحتاج إليها في الدنيا والآخرة ، ويحسن بنا أن نختم بهذا الحديث الذي رواه أبو موسى رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

( إذا مات ولد العبد ، قال الله تعالى لملائكته : قبضتم ولد عبدي ؟ فيقولون : نعم ، فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده . فيقولون : نعم ، فيقول: ماذا قال عبدي ؟ فيقولون: حمدك واسترجعك ، فيقول الله تعالى : ابنوا لعبدي بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد ) . رواه الترمذي وقال : حديث حسن . انظر السلسة الصحيحة رقم 1408


بقلم / جمال بن عبد الله الزهراني

ابو يعقوب 2007-07-24 4:20 PM

الى الاخت يمامه اتمنى ان تكوني دائما في المقدمه
وجزاك الله خيرا
واسكنكي فسيح جناته
امين

مها 2007-07-24 4:40 PM

فيقول الله تعالى : ابنوا لعبدي بيتا في الجنة

اسأل الله لي ولكم الجنة ولجميع المسلمين آمـــيـــن

جزاك الله خير الجزاء غاليتي يمامه وبارك الله فيك وسلمت يداااك ....

ارق تحيه .....

يمامة الوادي 2007-07-26 6:58 AM

آميين
وبارك الله لكم


الساعة الآن 5:41 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By World 4Arab

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

جميع الآراء والتعليقات المطروحة تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع وللأتصال بالدكتور فهد بن سعود العصيمي على الايميل التالي : fahd-osimy@hotmail.com