![]() |
عمرُ بنُ الخطاب يعزلُ وزراءَ الثقافةِ والإعلام !
عمرُ بنُ الخطاب يعزلُ وزراءَ الثقافةِ والإعلام !
أحمد بن عبد المحسن العساف في السيرة العمرية الراشدة أنَّه-رضي الله عنه- استعملَ النعمانَ بنَ عدي بنِ نضلة العدوي القرشي -رضي الله عنه- على ولاية " مَيسان "- الواقعة بين البصرة وواسط- ؛فلما خرج إليها طائعاً ممتثلاً أبتْ زوجُه مرافقَته ومفارقةَ بيئتها ؛وحين وصل ميسان وحيداً من غيرِ أنيسٍ تذكرَ حبيبته فقالَ شعراً : ألا هل أتى الحسناءَ أنَّ حـلـيلها *** بميسان يُسقى في زجاجٍ وحنتمِ إذا شئتُ غنـتني دهاقيـن ُقريـةٍ *** ورقاصة ٌتجثو على كلِّ منسـمِ فإن كنتَ نـدماني فبالأكبرِ اسقـني *** ولا تسقني بالأصغرِ المتثلِّــمِ لـعـلَّ أميـرَ المـؤمنين يسـوؤه *** تنادمنا في الجوسقِ المتهـــدمِ وهذا الشعرُ معناه مختصراً : شرب الخمر بميسان بأوانٍ زجاجية وجرارٍ خضر ، وقد يكونُ مع الشرابِ غناءٌ ورقصُ نساء ؛ وهو قولٌ فاحش ولا جرم . وبلغت هذه الأبياتُ الفاروقَ - رضوان الله عليه- فكتب للنعمان يعزله ويستدعيه قائلاً : " وأيم الله إنه ليسوؤني ". ولما مَثُل النعمان بين يدي عمر –رضي الله عنهما- قال له :" والله ما صنعتُ شيئاً مما قلت ، ولكن كنتُ امرءاً شاعراً وجدتُ فضلاً من قول ؛ فقلتُ فيه الشعر " . فقال عمر : " أظنُّ ذاك ولكن لا تعمل لي على عملٍ أبداً " وفي رواية أخرى : " وقد قلتَ ما قلتَ " . والعزل ُمن المناصبِ الكُبرى شديدُ الوقع على النفوس حتى سماه بعضُ الحكماء " حيض الرجال " ، وقد عرف عمر المحزَّ فقطع ! ونلحظ ُمن هذه الرواية أنَّ أبا حفصٍ كان يتابعُ عمالَه بدقةٍ وقد عاقبَ مَنْ تكلَّم بفُحشٍ وإن كانت الدلائلُ تشيرُ لحسن نيته ؛ ولم يلتفت عمر لكونه من السابقين الأولين وممن هاجروا للحبشه ؛ ولم يأبَه بانتماء النعمان لبني عدي قومِ عمرَ وأهلِه . ولو حضر الفاروق ما يقترفه وزراء الثقافة ووزراء الإعلام في أكثرِ البلدان الإسلامية لما تردد في عزلهم وعرضهم على القضاء . . ولا أظنُّ أبا حفص سينتظرُ لحظةً واحدةً أمامَ الإعلام في بلدان المسلمين ؛ فقد تجاوز البلاءُ الشعرَ الفاحش والغناءَ الماجن والرقصَ والإغراء إلى إشاعةِ الفاحشة بانواعها صُراحاً بلا مواربة أو تحايل وكذلك نشر البدع وضلالات الطرقية و أكاذيب الروافض وكفريات الباطنية والدعوة إلى الشرك وسبِّ الذات الإلهية المقدسة والاعتداء على الجناب الكريمِ – صلى الله عليه وسلم - والمصحف الشريف إلى غير ذلك من خزايا التبعية والفجور . لقد كان في الدرة العمرية علاجاً لشبهات صبيغ بن عسيل ؛ وأصلحت أوامره بالعزل والإعفاء كثيراً من أرباب المناصب ؛ وأسهمت العقوبات المناسبة تحقيقاً لسياسته " حتى يفَرَقوا إن لم يفقهوا " في القضاء على التجاوزات والتحزبات على أُسسٍ غير شرعية .وإن كثيراً من الشعوب المسلمة اليوم ناقمةٌ على وزراء ثقافتها وغاضبة ٌمن وزراء إعلامها ؛ فمتى يكون للثقافة في العالم الإسلامي وزيرٌ يحترمُ البلدَ وسكانَه وثقافتهم المبنية على الدين واللغة والتاريخ ؟ ومتى يُدار الإعلام في بلدان المسلمين من قبلِ أناسٍ ليس في دينهم مغمز ولا في تاريخهم شائنة ؟ ومتى يُقطع على المجرمين السبيلُ حتى لا يكون لهم أَيْدٌ ولا نفوذ ؟ إنَّا منتظرون ...... أحمد بن عبد المحسن العساف – الرياض |
رحم الله عمر بن الخطاب وغفر له، وألحقنا به وهو راض عنا، وجزاك الله خيرا يمامة مقال جميل بارك الله فيك وفي كاتبه
. |
الله يسلمك
|
الساعة الآن 3:55 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
TranZ By World 4Arab