![]() |
التفاحة الفاسدة
التفاحة الفاسدة .
د. محمود بن سعود الحليبي عنوان أقصوصة تربوية طالما سمعناها ـ صغارًا ـ من والدينا ومعلمينا ؛ عرفنا من خلالها أن عدوى الفساد تنتقل من تفاحة فاسدة واحدة إلى باقي تفاحات الصندوق ، ولذا بتنا نقذف بها بعيدًا ! . كبرنا شيئًا مّا ، وفهمنا المعنى البعيد والأعمق لهذه الحكاية ؛ بمعنى : أن الجليس السوء (( يعدي كما يعدي الصحيحَ الأجربُ ! )) ، وعرفنا لماذا يحرص مربونا الفضلاء على إبعادنا عن أصحاب السوء . ولكن يبدو لي أن تلك التفاحة الفاسدة أيضا كبرت معنا ! ، وأدركت ما فهمناه وما اتخذه العقلاء من ردة فعل تجاهها . وكأي فيروس يُحَارَب ويُوَاجَه بمضاد حيوي ؛ فيتخذ شكلاً آخر للمقاومة ؛ فإن تفاحتنا بدأت في عصرنا الحديث تفعل الشيء نفسه ؛ فبدلاً من أن يسري الفساد منها إلى غيرها عن طريق المحاكاة والاحتكاك الفطري ؛ طفقت تعمل جاهدة على إفساد ما حولها في ثوب ماكر ، وجهد جهيد ! تشتم من خلاله رائحة التكلف المقرفة ! . لقد قرأت هذا في أعين أولئك الضعفاء عبّاد الهوى والشهوات ، لمسته في حرصهم الشديد على إيجاد من يشبههم في المجتمع ؛ مستخدمين كل أسلحة الإغراء والتحريض لإيقاع من نسميه : ( الإنسان الإمّعة ) في شِراكهم التي يعانون هم وذووهم من ويلاتها وآثارها السيئة أشد المعاناة ، وراحوا من جراء ذلك يبحثون عن مماثل يخفف عنهم تفردهم بها ! . وحين يتم مرادهم الخبيث تعال لتتفرج على النظرات الهاربة في عين ذلك المسكين الذي وقع فيما وقعوا فيه ؛ تعال بسرعة ؛ أجل بسرعة ! قبل أن يستمرأ الحالَ ويسلك ذلك الطريق مع غيره ؛ كما سلكه أولئك معه ! . ليته تأمل قول الله تعالى : (( والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيما )) . سورة النساء ، الآية : 27 . لعلك تتساءل هنا عمن أقصد ؟ إنني أقصد ـ بصراحة ـ ذلك الإنسان الذي يبتلى بعادة قبيحة أو خلق ذميم ، أو باقتناء شيء شره أكثر من نفعه ، ولا يقف عند هذا الحد ؛ بل تراه يعمل جاهدًا على إشاعته في الصالحين من حوله فضلاً عن الطالحين ؛ متجاهلاً أو متناسيًا قوله جل وعلا : ( إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة ، والله يعلم وأنتم لا تعلمون ) ( النور : 19 ) . وأخيرًا : ليسمح لي القارئ الكريم أن أعود به إلى قصة صندوق التفاح المبتلى بالتفاحة الفاسدة ؛ لأشركه في دهشتي من خلال هذا التساؤل المحير : لماذا تستطيع هذه التفاحة ـ وحدها ـ إفساد كل ما في الصندوق من تفاح جيد إذا تُرِكَ بجوارها ، ولا يستطيع التفاح الجيد كله مقاومتها فضلاً عن إصلاحها ؟! اللهم ، يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلوبنا على دينك ، ويا مصرف القلوب والأبصار ، صرِّف قلوبنا على طاعتك ، واكفنا شرار خلقك بما شئت ؛ إنك أنت السميع العليم ! . |
اللهم ، يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلوبنا على دينك ، ويا مصرف القلوب والأبصار ، صرِّف قلوبنا على طاعتك ، واكفنا شرار خلقك بما شئت ؛ إنك أنت السميع العليم ! .
اللهم آمين ... جزاك الله خيرا غاليتي يمامة على الموضوووع والقصة الجميله ... مــهـــا.... |
آميين والله يسلمك
|
جزاك الله خير وبارك الله فيك
|
’’ الله يسلمك’’
|
الساعة الآن 5:26 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
TranZ By World 4Arab