![]() |
درس مهم جدا للمعبرين فقط
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد:
مما ينبغي أن يفهمه المعبر وأن يعيه جيدا؛ أن الرموز قد تختلف حسب الزمان والمكان، ولذا فقد يعبر المعبر رؤيا في وقت أو مكان معينين بتعبير، ويعبر نفس الرؤيا بتعبير مختلف، بسبب اختلاف الزمان أو المكان، وهذا بالمناسبة يحصل كثيرا، وقد يعجب منه البعض، من قليلي البضاعة في العلم. كما أن صاحب الرؤيا أيضا له دور في اختلاف التعبير؛ حسنا أو سوءا، حسب صلاحه وعدالته ونحو ذلك من أمور تتعلق بالرائي، ولعل مما يذكر هنا تأييدا لما قلته، قصة الطفيل حين خرج مع جيش المسلمين في قتال المرتدين في اليمامة، وكان معه ابنه عمرو بن الطفيل، قال الطفيل رضي الله عنه: قال: وخرجت إلى بعث مسيلمة ومعي ابني عمرو، حتى إذا كنت ببعض الطريق رأيت رؤيا، رأيت كأن رأسي حلق، وخرج من فمي طائر، وكأن امرأة أدخلتني في فرجها، وكأن ابني يطلبني طلبا حثيثا، فحيل بيني وبينه، فحدثت بها قومي، فقالوا: خيرا، فقلت: أما أنا فقد أولتها: أما حلق رأسي فقطعه، وأما الطائر فروحي، والمرأة الأرض أدفن فيها، فقد رجوت أن أقتل شهيدا، وأما طلب ابني إياي، فما أراه إلا سيعذر في طلب الشهادة، ولا أراه يلحق في سفره هذا. قال: فقتل الطفيل يوم اليمامة، وجرح ابنه، ثم قتل يوم اليرموك شهيدا في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه. قال ابن القيم في زاد المعاد بعد القصة:[3/627]: وأما تعبيره حلق رأسه بوضعه، فهذا لأن حلق الرأس وضعُ شعره على الأرض، وهو لا يدل بمجرده على وضع رأسه، فإنه دال على خلاص من هم، أو مرض، أو شدة لمن يليق به ذلك، وعلى فقر ونكد، وزوال رياسة وجاه لمن لا يليق به ذلك، ولكن في منام الطفيل قرائن اقتضت أنه وضعُ رأسه، منها أنه كان في الجهاد، ومقاتلة العدو ذي الشوكة والبأس. ومنها أنه دخل في بطن المرأة التي رآها، وهي الأرض التي هي بمنزلة أمه، ورأى أنه دخل في الموضع الذي خرج منه، وهذا هو إعادته إلى الأرض، كما قال تعالى:[ منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى] طه:55، فأول المرأة بالأرض إذ كلاهما محل الوطء، وأول دخوله في فرجها بعوده إليها كما خلق منها، وأول الطائر الذي خرج من فيه بروحه، فإنها كالطائر المحبوس في البدن، فإذا خرجت منه كانت كالطائر الذي فارق حبسه، فذهب حيث شاء، ولهذا أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، أن[ نسمة المؤمن طائر يَعْلقُ في شجر الجنة] أخرجه أحمد والنسائي ومالك. ومعنى يعلق: أي يأكل ويرعى. فتأمل كلام القيم هذا وتعلم أن تعبر و تقيس كل رؤيا حسب صاحبها والزمن الذي رئيت فيه، وتأمل مدارسة الصحابة بعضهم البعض في علم تعبير الرؤى، لتعلم أن هذا علم يمكن تعلمه وتعليمه ولو خالفنا في هذا الرأي من خالفنا، والله أعلم. [line] يمكن الاستفادة من المقالة بشرط الإحالة للموقع وصاحبه فقط ومن ينقل أو يقتبس دون إحالة فهو عرضة للعقاب الدنيوي والأخروي. |
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل
وبارك الله فيك يا دكتور فهد ومنكم نتعلم |
حقا إنه درس مهم جدا _حفظك الله يا دكتور وبارك فيك.
|
حفظك الله أســــتاذنا وبارك بك
|
استاذي الفاضل ومنك نستفيد
فلا حرمك الله الاجر والثواب وزادك علما وفهما اللهم آمين |
اقتباس:
جزاك الله كل خير دكتورنا الفاضل على الدرس القيم وزادك الله من فضله |
زادك الله من علمه ،،،
|
جزاك الله كل خير
|
بارك الله فيك
ونفع بعلمك : ) |
بارك الله فيكم وفي علمكم
|
الساعة الآن 1:47 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
TranZ By World 4Arab