منتديات موقع بشارة خير

منتديات موقع بشارة خير (https://www.22522.com/vb/index.php)
-   منتدى الإرشاد الأسري والنفسي (https://www.22522.com/vb/forumdisplay.php?f=23)
-   -   كيف أحب من لا أحب ؟؟!! (https://www.22522.com/vb/showthread.php?t=378466)

البركة سليمان 2015-03-14 9:14 PM

كيف أحب من لا أحب ؟؟!!
 


أخواني وأخواتي،
إن تعبير المرأة عن تراجع مشاعر الحب بينها وبين زوجها، واعتراف الزوج بضعفه وعجزه عن التعايش في ظل علاقة ينعدم فيها الحب، وشعور كليهما بالقلق من استمرار الأمور على هذا النحو
ومن ثم إنهاء هذه العلاقة الفاترة، كل ذلك بالتأكيد سيؤدي إلى تفاقم الصراع الداخلي أولا، ومن ثم يتحول إلى صراع علني، وبالطبع ستظهر المشاكل على السطح.

من يتابع مواضيعي سيتذكر أنني طرحت سابقا موضوع بعنوان ( أكره زوجي )، والموضوع تناول قدرات البعض على تمثيل ( الحب والتودد )، فنظهر للطرف الآخر مشاعر عاطفية عالية وإن لم نشعر بها في ذلك الوقت، نقوم كما يقال بترديد كلمات الحب بشكل دائم، فنزرع الكلمات في داخلنا شيئا فشيئا فيتكون لدينا إحساس بحب الطرف الآخر، وبعدها ننظر للتغير الذي سيحدث لعلاقتنا.

ولكن في هذا الموضوع، سأتحدث عن طريقة أخرى تتناسب مع من يصعب عليه تمثيل مشاعر الحب، وتوليد كلمات العشق، ولهؤلاء أقول:

بداية، من المهم أن نعلم أن الحلول التي يلجأ إليها كلا الطرفين كثيرة، وما ينفع مع شخص قد لا ينفع مع غيره، وهنا سأذكر طريقة جميلة اتبعها البعض وأثمرت نتائج رائعة، ولكن هذه الطريقة تفيد الإنسان الصادق مع نفسه، ومن لديه الرغبة الحقيقية لتعود المياه لمجاريها، ولا مانع لديه ليكون المبادر بكل ما تعنيه كلمة المباردة، وما تتطلبه من تبعات، فلا ييأس، ولا يضجر، ولا يغضب.
والآن... وقبل أن نبدأ، يجب أن نوجه لأنفسنا هذا السؤال:
" هل لدي رغبة حقيقية بالإستمرار مع شريك حياتي إذا تحسنت الأوضاع بيننا" ؟؟؟؟؟


إذا كان كذلك فإليكم هذه الطريقة..

عندما شكى أحد الأزواج انعدام الحب بينه وبين زوجته، وأن هذا الشعور متبادل، وأن ما يقلقهما حقا هو و جود الأطفال الثلاث ومستقبلهم، عندها قال له الخبير والمستشار ستيفن:( حِبْهـــا )، أي حب زوجتك.
فقال له الرجل: أقول لك أنني لم أعد أحبها ولا يوجد أي مشاعر بيننا، وهي تبادلني الإحساس ذاته، فكيف أحبها ؟؟!!!
فقال له الخبير: ( أحِبْهــــــا).
فقال الرجل: ألا تفهم، لقد انتهت المشاعر بيننا.
فقال الخبير: " إذن أحِبْها، فالمشاعر إن لم تكن موجودة فهذا سبب أدعى لتحبها".
فقال الرجل: ولكن كيف تحب عندما لا تحب؟؟عندها قال الخبير: يا صديقي، إن الحب فعل، وما تتكلم عنه إنما هو مشاعر، وهذه المشاعر هي ( ثمرة الحب )، أي الفعل، لذا أحبها، وأخدمها، وضح من أجلها، واسمتمع إليها وقدرها... هل أنت قادر على هذا؟؟


ياااااه أخواني وأخواتي، ما أجمل النظر للموضوع من زاوية أخرى، هكذا يفكر العقلاء، وهكذا يتصرف النبلاء، فهل أنتم مستعدون لذلك؟

فلنجرب الأفعال، فلنجرب التضحية لأجل سعادة الطرف الآخر، ولننتظر قليلا، فبالتأكيد ستنعكس السعادة على الجميع إن شاء الله، دعنا أيها الزوج نقدم مصلحة الزوجة ورغبتها على مصلحتك واشتري لها ما تحب، أعرض عليها بين فترة وأخرى أن تأخذها لزيارة أهلها، اسألها عن هواياتها قبل الزواج والأشياء التي كانت تستمع بها كثيرا، عاملها على أنها شريكتك، أم أولادك، لم تخونك، أنثى تحتاج لمساندة زوجها.... وأنت أيتها الزوجة، تصرفي أحيانا وكأنه والدك الذي يستحق التضحية من أجله، والذي لا مفر من تحمل غضبه، وصريخه احيانا، وعامليه أحيانا وكأنه طفلك المعروف بأنانيته وحبه للتملك، وأحيانا كصديقتك الوحيدة التي لا تريدين خسارتها، وأحيانا كحبيبك الذي اختارك ووافقتي عليه فكان أول رجل يدخل حياتك.

دعونا نطبق هذه الأفعال ونمارسها من غير الإلتفات لمشاعر الحب والرومانسية وما نسمعه ونراه في شاشات التلفاز، دعونا لا ننتظر كلمة أحبك، أو اشتقت لك، حتى يعطيك العافية فلننتظرها لاحقا، دعونا نطبق ذلك لأن الطرف الأخر إنسان، لأنه أب ، ولأنها أم لأولادي، لأنه شريك حياتي، دعونا نفعل ذلك لأننا أيضا بحاجة للأجر والثواب، لأننا نمثل الخير والحب الفعلي لا الكلام، لأننا ارتضينا أن نكون زوجات صالحات، وأزواج نبلاء، لأن قدوتنا خديجة وعائشة رضي الله عنهما وباقي النساء الصالحات وهن كثر، ولأن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي كان في خدمة أهله ..

بإختصار، تخيلوا لو أنكم في إختبار لإظهار مقدار حبكم للشريك، كيف ستتصرفون؟، ستقدمون الهدايا، ستنصتون إليه، ستسهرون على راحته، ستسمحون له بقضاء وقت مع الرفقاء كي لا نغتال حرية أحد..... وغير ذلك مما أنتم أعلم به، وكل حسب معرفته بما يساهم في التأثير ومن ثم التغيير في شريك حياته، لابد من الإصرار والتحدي كي نخرج أنفسنا وشريكنا من ذلك الجفاف العاطفي.

دعوني أعود لآخر نصيحة وجهها الخبير لصديقه، قال:

ما الذي سأقوم به لو كنت متدفقا عاطفيًّا؟ قد تكون هدية معبرة، كلمة صادقة، لمسة حانية، قم بها أو قومي بها واصبري حتى تشعلي جذوة المشاعر الدفينة.. تذكر أو تذكري أن الأمر كاحتكاك الصخور لنشعل النار؛ قد يبدو مستحيلا، لكن الإصرار والخبرة به تجعله ممكناً، ختامًا -وهو الأهم- نبع المشاعر الحقيقية الصادقة لا يكون إلا بحب الله والقرب منه ليقرب كل بعيد ويهون كل صعب، فالدعاء بلحظات الغلس وأوقات الإجابة نصيحة مجربة فعالة". انتهى.

في إحدى الدورات الخاصة بعلاج المشكلات الزوجية، و التي استمتعنا بها كثيرا، ذكر المستشار حالة من الحالات التي وصلت إلى الطلاق، وبعد تدخلات الأهل وافقوا على طلب الاستشارة، فالتقوا بالمستشار، وبعد الفضفضة معهما وجه سؤاله للزوجة قائلا:
لو طلبت منك تقييم زوجك، فكم علامة تعطيه من العشرة؟ هل تعطي زوجك 1 من عشرة ، أم 2، أم 3 ؟؟ وطلب منها كتابة العلامة على ورقة، فكتبت الزوجة علامة ( 5 من عشرة ) وأعطتها للمدرب.


ثم التقى بزوجها وسأله السؤال ذاته قائلا: لو طلبت منك تقييم زوجتك، فكم علامة تعطيها من العشرة؟ هل تعطي زوجتك 1 من عشرة، أم 2 ؟؟
قال الزوج: لا والله، لا أريد ظلمها، فهي إنسانة صالحة، لم تقلل من احترامي، تحسن تربية الأبناء، لم تخونني، تحترم أهلي.... لهذا سأعطيها ( 7 من عشرة ).
وعندما التقى المستشار بكليهما، وضع ورقة الزوجة بالقرب منها، وتناول ورقة الزوج وبدأ يمدح رجولته قائلا:
ما شاء الله عليك يا أخي، أنت بالفعل رجل محترم، تعطي زوجتك 8 من عشرة رغم الخلافات، ورغم وصولكما لهذه الحالة من الجفاء..... وأثناء حديث المستشار قامت الزوجة بسحب ورقتها ظنا منها أن المستشار لم يراها، وقامت بتغيير درجتها وكتبت 7 من عشرة (:
في تلك اللحظة، رأت الزوجة أنها تملك ما يدفعها لإعطاء الزوج درجة أفضل، فمسحت العلامة السابقة ووضعت ( 8 ) من عشرة، أي أكثر من الزوج بعلامة !!!!


ما حصل يدخل في دائرة تبادل العبارات الصادقة ( كلام، كلام لواقع منسي )، نعم، الزوج ذكر محاسن الزوجة، وما تميزت به ولكن لم يقل أنه لا يريد الطلاق، ولم يقل أنه يحبها ولا غير ذلك من المشاعر، فقط ذكر افعالها الطيبة التي جعلته يسجل تلك الدرجة، ومع هذاتفاعلت الزوجة مع كلامه وطابت نفسها،
فما بالك أيها الزوج وما بالك أيتها الزوجة إذا قمتم بأفعال بسيطة، مجرد أفعال دون انتظار المقابل، ودون الإلتفات لما ستكون عليه ردة فعل الطرف الآخر عندما يرى تغيرنا، واستمتاعنا في خدمته؟؟؟ صدقا سيحصل التغيير ولكن الله سيختبر صبرنا، وسيختبر إخلاصنا، وحتما ستظهر النتيجة أولا في أنفسنا، سنشغر بعظمة العمل لله، وللأجر والثواب، ولأجل صحة الأبناء النفسية، وسيعم الهدوء بيتنا، وبعدها سيحصل التغيير إن شاء الله، فقط اعملوا، وتيقنوا أن الله المدبر.


وصدق ستيفن عندما قال: الحب هو شيء تقوم به، وتضحيات تبذلها، والتخلي عن الأنانية كما تفعل الأم التي تلد طفلا للعالم، وإذا أردت أن تدرس الحب لابد أن تقرأ عن هؤلاء الذين بذلوا تضحيات من أجل الآخرين، حتى من أجل أولئك الذين هاجموهم أو لا يحبونهم، وإذا كنت والد أنظر للحب الذي تكنه لأبنائك والتضحيات التي تبذلها من أجلهم، والحب هو قيمة تتحول إلى واقع من خلال الأفعال التي تدل على الحب، والناس المبادرون يضعون المشاعر في مرتبة أدنى من القيم، ومن ثم يتسنى لهم استعادة الحب والمشاعر.


أتمنى لكم السعادة

















غيوم ممطره 2015-03-15 5:15 AM

أعجبني جدا موضوعك,,
جميل وأكثر من رائع,,
استمتعت بقراءة كل حرف منه,,
نفع الله به,,وشاكرة لك من كل قلبي"البركة سليمان".

البركة سليمان 2015-03-15 3:34 PM




أهلا بالغيوم الممطرة، وشكرا لمرورك، ولتعليقك،
ونحن هنا لنستفيد من بعضنا البعض إن شاء الله.

بارك الله فيك، وفيما تقدمينه.

عبد الله الصالح ,, 2015-03-15 9:43 PM

كلام جميل جداُ وعقلاني ..
لاوجود للمثالية في الحياة الزوجية ..
الأهم وجود الأساسيات وثباتها :
( الدين , الأخلاق , إدارة المنزل بمهارة , والحقوق والواجبات )
وما يطرأ على العلاقة الزوجية نتيجة ضغوط حياتية ما هو إلاٌ سحابة صيف ..
إشادة كل طرف بالآخر حتى بالأعمال البسيطة له مفعول طيب في تنامي
مشاعر الحب والاحترام والتقدير ويدعو إلى بذل المزيد ..
شكراً مشرفتنا الكريمة / البركة سليمان ..
موضوع جميل ومهم لاستمرار الزوجين في دائرة الحب المتبادل ..

البركة سليمان 2015-03-26 11:09 PM



شكرا لمرورك أخي عبدالله الصالح, وكما تفضلت
لو كان هناك دين، وخلق حسن، لما احتاج
الفرد نصائح من أحد خاصة في الأمور الزوجية.

زمان أهلنا عرفوا العيب أكثر من معرفتهم الحرام والحلال،
فكان العيب عندهم هو الحياء من ارتكاب الخطأ، والزلات،
وما لا يليق، وما لا يجوز..... فعاشوا حياة زوجية سعيدة,
فتخيل لو اجتمع الخلق والدين كيف ستكون حياتنا.

نسأل الله العافية.


الشغوفة 2015-03-28 8:02 PM

موضوع رائع وممتع شكرا جزيلا

hala a 2015-03-28 8:26 PM

عنوان مميز و موضوع غني بالمعلومات التي قد تكون موجودة فقط تحتاج لتفعيل و حقيقي رأينا من سبقنا من الوالدين أو من يكبرنا سناً و خبرة هم ينظرون لحياتهم العائلية من هذه الزاوية التي أثمرت علاقة ملؤها المودة و الرحمة وهي تاجاً لسنوات طويلة ( ما شاء الله تبارك الله ) يعلو هاماتهم العالية و حناناً يقبّل أياديهم الغالية حيث كانت المحافظة على الشراكة هي المصلحة الأولى بين الزوجين مع وجود ما يعكر صفو الحياة وتأتي الأخلاق لتكون سيّدة الموقف .
حقيقي طرح مميز و قلم مميز لكِ ودي و خالص تقديري أختي البركة سليمان .

مسافرة والجو غيم 2015-04-02 5:51 AM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

البركة سليمان 2015-04-04 9:41 AM



الشغوفة
هالة
مسافر والجو غيم

شكرا لمروركم وبارك الله فيكم

7ala alroo7 2015-04-11 11:45 AM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .


الساعة الآن 12:33 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By World 4Arab

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

جميع الآراء والتعليقات المطروحة تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع وللأتصال بالدكتور فهد بن سعود العصيمي على الايميل التالي : fahd-osimy@hotmail.com