منتديات موقع بشارة خير

منتديات موقع بشارة خير (https://www.22522.com/vb/index.php)
-   المنتدى العام (https://www.22522.com/vb/forumdisplay.php?f=3)
-   -   عصاك التي لا تعصاك .. (https://www.22522.com/vb/showthread.php?t=371588)

هدى وهداية 2014-11-08 12:45 AM

عصاك التي لا تعصاك ..
 
عصاك التي لا تعصاك


يرى رجل الأعمال التركي الراحل، صبري أولكر، أن جُل نجاحه يعود إلى أفكار موظفيه. فقد كان يضع في كل مكتب من مكاتبهم لافتة تقول: "نختلف معا؛ لننجح معا". كان يهدف صبري - رحمه الله - إلى تذكيرهم بأهمية الاختلاف بين موظفيه وعدم طغيان صورة نمطية واحدة في شركته المتخصصة في الأغذية.
لم يكن الأمر سهلا على صبري. فلقد أسهم أسلوبه في احتجاج عديد من موظفيه على عديد من القرارات التي أصدرها. لكن في النهاية اتخذ قرارات بروح جماعية انعكست إيجابيا على معنويات الموظفين وعوائد الشركة وأسهمها. شعر الموظفون إبان إدارته أن لهم رأيا وقيمة وليسوا مجرد مكائن تقوم بتنفيذ التوجيهات والتعليمات ميكانيكيا. حفزت هذه السياسية الموظفين على البحث والتقصي والنقاش في سبيل منتجات ونكهات وخطوات جديدة.

عمل صيري على تكريس ثقافة الاختلاف في مناحي عمله كافة. فرغم أنه كان ملتزما دينيا لكنه لم يغلق باب مصانعه أمام أي شخص موهوب يملك رغبة في الإنتاج والتغيير مهما كانت خلفيته الدينية ومواقفه السياسية. كان يشدد على أن التنوع في الفكر والرأي له دلالات عميقة، ويستشهد بالآية الكريمة التي تتصدر التقرير السنوي لشركته في كل عام (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ).
استطاع صبري أن يصنع امبراطورية عظيمة تمتلك 54 مصنعا وعائدات تتجاوز عشرة مليارات دولار إثر سياسته الجديرة بالتأمل. فقد كان يؤمن أن الضجيج ليس الخارجي وإنما الضجيج الداخلي. إذ كان يرفض الحوارات الإعلامية المتكررة بينما يشجع على الحوارات الداخلية. فالأنهار العميقة لا تصدر ضجيجا لكن أثرها وتأثيرها بالغان.
نجحت ثقافة اختلاف صبري في أن تجعل منتجات أولكر وبسكويته ذي الغلاف الأحمر يدخلان ملايين المنازل في الشرق والغرب. مات وبقيت منتجاته مصدر تقدير رغم تعدد الشركات المنافسة.
يحزنني حقا ونحن نشاهد هذا النهج اللافت بعض أساليب رجال الأعمال في بلادنا التي كرست الصوت الواحد في شركاتها بسبب سياسة الإقصاء. أصبح الكثير من الموظفين العرب يرددون على مسامع رؤسائهم: "نحن عصاك التي لا تعصاك" إيثارا للسلامة، فأضحت شركات تقليدية بائسة تحرق الموظفين وتلتهم مشاعرهم وأرواحهم. لا يشعر الموظف بانتماء حقيقي لها. ينتظر أقرب مخرج كي ينقذ نفسه من التفحم داخلها.


م/ن

البركة سليمان 2014-11-09 12:58 PM


شكرا لك هدى وهداية

شخصية السيدة صبري اولكر تستحق أن تدرس في عالم التجارة، فهو مثال للشخص المسلم، الخلوق، النبيل، والذي شق طريقه بمجهوده حتى وصل أعلى المراتب...
ومنذ فترة قرأت عنه بعض المعلومات وسأضيفها هنا كي نثري هذا
الإختيار الرائع:

صبري أولكر قضي معظمه في سبيل تحقيق حلمه، وهو ان يحصل كل طفل، سواء كان غنيًّا او فقيرًا، علي قطعه من البسكويت والحلويات والشوكولاته ليستمتع بها.

هذا الحلم راود السيد صبري اولكر بعد ان عاش في صغره معاناه قاسيه، حيث ولد عام 1920 في جزيره القرم في اسره بسيطه، وشاهد شيئًا كثيرًا من ظلم الاحتلال الروسي وتهجير الاسر المسلمه كبارًا وصغارًا من جزيره القرم الي سيبيريا واعماق اسيا الوسطي قسرًا تحت تهديد السلاح، وقرر والده الهجره الي تركيا، ووصل صبري الصغير مع اسرته الي اسطنبول عام 1929 علي متن باخره، وهكذا فُتِحَتْ في حياته صفحه جديده. وفي المرحله الابتدائية عمل في مصنع للبسكويت خلال اجازات الصيف، ولعله في اثناء عمله بذاك المصنع بدا يفكر في تصنيع البسكويت.
واتم صبري اولكر الابتدائيه في اسطنبول، والمتوسطه في بيلاجيك والثانويه في كوتاهيا، وكان يحلم بان يصبح مهندسًا، ولكن الظروف لم تسمح له بذلك، وعندما التحق بكليه السلطان احمد للعلوم التجاريه والاقتصادية كانت الحرب العالميه الثانيه قد اندلعت، ونسي معظم الاطفال طعم البسكويت في تلك السنوات، وقرر الشاب صبري ان يقدِّم لهؤلاء الاطفال طعم البسكويت من جديد ليعيد اليهم الفرحه والبهجه، واشتري مع اخيه الكبير عاصم اولكر ورشة عمل صغيره في منطقه امينونو التاريخيه عام 1944م لتصنيع البسكويت، وكانت تلك الورشه الصغيره نقطه انطلاق شركه اولكر العملاقه التي اصبحت اليوم ماركه عالميه، والتي بدات عملها بثلاثه عمال فقط ليصل اليوم الي اكثر من ثلاثين الف عامل وموظف يعملون في شركات اولكر المختلفه.
عاش السيد صبري اولكر حياه هادئه بخلاف كثير من الاغنياء ورجال الأعمال، ولم يكن يحب الظهور في وسائل الإعلام المرئيه والمقروءه، ولا التباهي بما يفعله من الاعمال الخيريه، ولا توجد له صور كثيره، واما زوجته السيده غوزيده اولكر التي توفيت في (ايلول) سبتمبر 2010 فلم اجد لها صوره واحده؛ لان حياتهما كانت بعيده عن الكاميرات واضواء الحفلات وصخب الملاهي، وكان اكثر ما يستمتع به السيد صبري ان يري نجاح شركته يكبر يومًا بعد يوم. وواظب علي عمله الي ان بلغ عمره 80 عامًا ليترك رئاسه مجموعه شركات اولكر الي نجله مراد اولكر عام 2000.
لم تكن شركه اولكر مدعومه من مؤسسات الدوله، بل كانت وما زالت مصَنَّفه لدي المؤسسه العسكريه ضمن الشركات الاسلاميه التي لا يسمح لها ببيع منتجاتها في المقاصف والمتاجر العسكريه. وهذا الامر الم السيد صبري طوال حياته؛ لانه كان يري منتجات شركته تباع في الاسواق والمتاجر المنتشره في انحاء العالم، ولكن جيش بلاده يحرمها من البيع في داخل المؤسسات العسكريه وكانها منتجات العدو.
ومما تميز به السيد صبري اولكر ابتعاده عن الخوض في النقاشات السياسيه وانشغاله باعمال شركته، وكان معروفًا بتدينه وحبه للاعمال الخيريه خاصه في مجال التعليم، وكان يحظي باحترام معظم الجماعات الاسلاميه وعموم الشعب التركي.


متفأله بربي 2014-11-09 6:10 PM

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

هدى وهداية 2014-11-09 10:03 PM

البركة سليمان
شكرا لحظورك وعلى الاضافه الرائعه الف شكر
متفأله بربي
الف شكر لمرورك

Rymy 2014-11-09 10:40 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .


الساعة الآن 5:20 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By World 4Arab

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

جميع الآراء والتعليقات المطروحة تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع وللأتصال بالدكتور فهد بن سعود العصيمي على الايميل التالي : fahd-osimy@hotmail.com