منتديات موقع بشارة خير

منتديات موقع بشارة خير (https://www.22522.com/vb/index.php)
-   رياض القرآن (https://www.22522.com/vb/forumdisplay.php?f=35)
-   -   سورة الضحى وأسس الأيجابيه (https://www.22522.com/vb/showthread.php?t=363211)

البارقه 2009 2014-05-09 9:37 AM

سورة الضحى وأسس الأيجابيه
 
فقد اﻷ‌حباب أو إبطاؤهم عن الزيارة قد يحزن النفس، ويصيبها بالضيق، لكن ما العمل حينها، أيستسلم المرء لﻸ‌حداث؟ أم يبادر بتحريك جوانب من شخصيته تفكيراً وعمﻼ‌ً؟! فمثﻼ‌ً، تلبَّث الوحي فترة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وكان مشتكياً مريضاً، فعيرَّه المشركون بذلك وأن ربه قد قﻼ‌ه! فعن جندب بن سفيان -رضي الله عنه- قال: اشتكى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلم يقم ليلتين أو ثﻼ‌ثاً، فجاءت امرأة فقالت: يا محمد إني ﻷ‌رجو أن يكون شيطانك قد تركك؛ لم أره قربك منذ ليلتين أو ثﻼ‌ث! فأنزل الله -عز وجل-: «والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى»! وقوله: «ما ودعك ربك وما قلى»، تُقرأ بالتَّشديد والتَّخفيف بمعنى واحد، أي: ما تركك ربك. وقال ابن عباس: ما تركك وما أبغضك.

ﻻ‌حظوا -معشر القراء- أن هذه السورة قد نزلت في قمة الخﻼ‌ف بين النبي -صلى الله عليه وسلم- وأهل مكة، بعد أن مرت به عشرات المواقف المحزنة: موت والديه، وجدّه، وعمه، إضافة إلى اﻷ‌ذى المتنوع من اﻷ‌قارب واﻷ‌باعد، وكان جبريل عليه السﻼ‌م ﻻ‌ يتأخر عنه، كل ليلة أو ليلتين ينزل ببعض اﻵ‌ي مسلياً ومعينا لكنه في هذا الوقت تأخر الوحي وزيارة جبريل، متزامناً مع مرضه -صلى الله عليه وسلم- فاستغل ذلك المغرضون قائلين: بأن ربَّه هجره وقﻼ‌ه فنزلت: «والضحى» ليسكب النور في القلب والحياة مقسما الله به قسما خالداً إلى يوم الدين.

كما تقدم لفظ: «الضحى» على الليل، ليبيَّن لنبيِّه والعالم؛ أنَّ خلف الليل فجراً، وبعد الظلمة نوراً، وقد يتأخر الوعد أو التأييد بنظرك، لكن ما ودعك وما قﻼ‌ك.

ثم نقل الله نبيه إلى معانٍ مقصودة عظيمة يعددها عليه ليديم تذكرها، فما دامت معك وحولك، فأنت قريب وفي قمة الهناء، فذكر له أصول اﻷ‌شياء الضرورية لقيام الحياة وسعادتها،*

أوﻻ‌ً: «ا ﻷ‌سرة»، فلقد آواه الله من اليتم وسخر له من يحقق له ذلك وهذا يمثل اﻷ‌من النفسي.

وثانياً: «الهداية»، فلقد هداه الله لﻺ‌يمان وجعله نبياً ورسو ﻻ‌ً.

وهذا يمثل ا ﻷ‌من المعنوي الروحي.

وثالثاً: «الغنى»، حيث كفاه الله عنت الحياة فيسر له أمورها وأهلها فكان تاجراً صادقاً أميناً موفقاً، وهذا يمثل اﻷ‌من اﻻ‌قتصادي.

وهذه ا ﻷ‌مور الثﻼ‌ثة هي أصول سعادة الفرد وقوة المجتمعات، فمتى تحقق للمرء ذلك نال ا ﻻ‌كتفاء الذاتي والسواء النفسي، وكلها بيد الله وهو الذي ييسر أسبابها.

*ثم تﻼ‌ هذه النعم التي عددها على نبيه بأمره له و ﻷ‌مته بأن ينشرها في مجتمعه ومن حوله، حتى تخفف من معاناتهم، وتسعد أرواحهم فأمره بأن يشارك في تحقيق ا ﻷ‌من: (فأما اليتيم فﻼ‌ تقهر)، وأمر بالتكافل والتراحم: (وأما السائل فﻼ‌ تنهر)، وكلّ ذلك نشراً للفضائل والنعم واﻹ‌يجابيات. وأما بنعمة ربك فحدِّث؛ فهذه السورة التي نزلت في حال خﻼ‌ف شديد وضعف وابطاء الوحي، استفتحت بالضحى، والتحدث بالنعم، ليبرهن ﻷ‌ساطين الفلسفة، وجهابذة الصحة النفسية وا ﻹ‌يجابية، أن الليل لن يطول، وأن مفتاحاً عظيماً يدخلك ببهجة الحياة وضحاها هو تحقيق ا ﻷ‌من النفسي واﻹ‌يمان في الحياة، ونشر النعم والتحدث بها وعدم إدمان سبِّ الحياة والناس، فذاك شأن السوداويين! أمّا من أيقن بالضحى فسيرى النعم، وأمّا من عاش دوماً في الظﻼ‌م فلن يرى سوى السواد الذي يحيط بعينيه!

أخيراً.. من نعم الله علي أن رزقني قراء أمثالكم.. أفترش أنا وإياهم أحرف البهجة والرضا لنكِّون كلمات الشكر والثناء.. ومعاني القرب وا ﻹ‌حساس اﻹ‌يجابي.


د/ عبدالعزيز الأحمد

aaaggg 2014-05-10 7:24 AM

شكرا لك وجزاك الله خيرا

وجدااااان 2014-05-15 12:14 AM

جزاك الله خير غاليتي
وفقك الله وبارك فيك

http://files2.fatakat.com/2013/8/13776918041543.gif

البركة سليمان 2014-05-15 11:12 AM


استغل هذا الموضوع الطيب لأذكر نفسي قبل لآخرين ( باليتيم )، خاصة وأننا نرى أعدادهم تزداد كل يوم بسبب الحروب القائمة..... ( والسائل )، خاصة وأن رمضان على الأبواب وسنرى الكثير منهم في الشوارع والأسواق وأمام الأبواب (ونعم الله علينا ) ونحن نرى ما نراه من إفتقار المسلمين في الكثير من البلاد لضروريات كثيرة (وأحيانا للقمة ).
يقول سيد قطب رحمة الله عليه:
{فأما اليتيم فلا تقهر وأما السائل فلا تنهر وأما بنعمة ربك فحدث}.. وهذه التوجيهات إلى إكرام اليتيم والنهي عن قهره وكسر خاطره وإذلاله، وإلى إغناء السائل مع الرفق به والكرامة، كانت- كما ذكرنا مرارا- من أهم إيحاءات الواقع في البيئة الجاحدة المتكالبة، التي لا ترع ىحق ضعيف، غير قادر على حماية حقه بسيفه! حيث رفع الإسلام هذه البيئة بشرعة الله إلى الحق والعدل، والتحرج والتقوى، والوقوف عند حدود الله، الذي يحرس حدوده ويغار عليها ويغضب للاعتداء على حقوق عباده الضعفاف الذين لا يملكون قوة ولا سيفا يذودون به عن هذه الحقوق.
وأما التحدث بنعمة الله- وبخاصة نعمة الهدى والإيمان- فهو صورة من صور الشكر للمنعم..... ( خاصة عندما نرى كل من حولنا لا يتحدثون إلآ على نعمة المال، والولد، والجاه، والمنصب، عندها لابد أن يرفع المؤمن صوته ويقول أنا أيضا أنعم الله علي بهداية تفوق أموال الدنيا، وشعور بالإيمان يمنحني سعادة تفوق سعادة صاحب المال والجاه ).

نسال الله العفو 2014-05-17 2:00 PM

تشكر ع الطرح

roro1122 2014-05-19 2:45 AM

جزاك الله خير


الساعة الآن 1:57 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By World 4Arab

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

جميع الآراء والتعليقات المطروحة تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع وللأتصال بالدكتور فهد بن سعود العصيمي على الايميل التالي : fahd-osimy@hotmail.com