منتديات موقع بشارة خير

قصة قديمة مازالت في مذكراتي الإلكترونية ضمن القصص الأكثر تأثيرا في حياتي العملية.

قصة خادم الكنيسة يرويها بإختصار شديد أحد الكتاب قائلا:

نخطئ أحيانا حينما نظن أننا نختار أقدارنا، ونحدد مستقبلنا بأيدينا وإرادتنا .. لأن الواقع، والمنطق، والحقيقة تقول لنا بشكل أو بآخر أن أقدارنا هي التي تتحكم فينا في النهاية مهما أجتهدنا، وحرصنا، وعملنا .. ولست هنا أدعو الى الركون والتكاسل واثباط الهمم، وإنما هي مجرد تأملات أحسست بها بعد إنتهائي من قراءة هذه القصه الجميله والأصيله لأحدى القصص العالميه الرائعه والتي حملت عنوان :" خادم الكنيسه " وهي للأديب الكبير :"سومرست موم " وتحكي قصة خادم أمي ظل يخدم الكنيسه ماينوف عن العشر سنوات، وحينما جاء الى الكنيسه قسيس جديد وعلم أن خادمه أمي، طلب منه أن يتعلم القراءه والكتابه خلال أشهر ثلاثه وإلا سوف يستغني عنه ويصرف منه الخدمه، وحاول الخادم البائس، اليائس أن يستعطف القسيس ويرجوه أن يبقيه لأن الحياه صعبه ولايمكنه أن يجد عملا بسهوله ، لكن القسيس أصر على رأيه وطرد الخادم المسكين من العمل في الكنيسه.

خرج الخادم حزينا، متألما، وسار في الدرب على غير هدى .. وفجأه، أحس بحاجة ملحة للتدخين!، وبحث عبثا في الشارع الطويل الممتد عن علبة سجائر في محلات هذا الشارع الطويل ولم يجد، هنا خطرت في ذهنه فكرها نفذها في الحال، أستأجر محلا في ذك الشارع وصار يبيع السجائر فيه ولم يتعلم القراءه والكتابه، ودر عليه المحل ربحا كبير ودخلا وفيرا مما دفعه أن يطوف شوارع لندن يستأجر محلا في كل شارع لا سجائر فيه حتى اصبح بعد فتره وجيزه ومدة قصيره من أغنى رجال المدينه، واتسعت أعماله، وأنتشرت تجارته.

وذات يوم ذهب الى البنك الذي يودع فيه نقوده مثقلا بالنقود والاموال الطائلة كعادته، وهنا سارع مدير البنك الجديد وهو شاب حديث التخرج من الجامعة ليرى صاحب هذه الثروه الطائلة المجهول، وطلب منه التوقيع على إيصال الأيداع، لكن الرجل أجابه بتواضع وأدب بأنه لا يعرف التوقيع لأنه لا يعرف القراءه والكتابه، هنا صعق المدير الشاب من هول المفاجأه وقال بإعجاب كبير: لقد صرت مليونير وأنت أمي هكذا، ترى الى أي قمه من الثراء والغنى ستصل لو كنت تعرف القراءه والكتابه؟ ..هنا أجاب الرجل ببساطه وهدوء : كنت أكون خادم كنيسة!!!!

الكاتب/ شجاع القحطاني.