![]() |
يقول الله تعالى ( أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآَهُ حَسَنًا
يقول الله تعالى ( أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآَهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ) قال ابن جرير رحمه الله بتصرف : القول في تأويل قوله تعالى : ( أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ) يقول تعالى ذكره: أفمن حسَّن له الشيطان أعماله السيئة من معاصي الله والكفر به، وعبادة ما دونه من الآلهة والأوثان، فرآه حسنًا فحسب سيىء ذلك حسنًا، وظن أن قبحه جميل، لتزيين الشيطان ذلك له. ذهبت نفسك عليهم حسرات، فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ وقوله(فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ) يقول: فإن الله يخذل من يشاء عن الإيمان به واتباعك وتصديقك، فيضله عن الرشاد إلى الحق في ذلك، ويهدي من يشاء، يقول: ويوفق من يشاء للإيمان به واتباعك والقبول منك، فتهديه إلى سبيل الرشاد فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ أي فلا تهلك نفسك حزنًا على ضلالتهم وكفرهم بالله وتكذيبهم لك. ويقول ابن سعدي رحمه الله : يقول تعالى: أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ عمله السيئ، القبيح، زينه له الشيطان، وحسنه في عينه ، فَرَآهُ حَسَنًا أي: كمن هداه اللّه إلى الصراط المستقيم والدين القويم، فهل يستوي هذا وهذا؟ فالأول: عمل السيئ، ورأى الحق باطلا والباطل حقا. والثاني: عمل الحسن، ورأى الحق حقا، والباطل باطلا ولكن الهداية والإضلال بيد اللّه تعالى { فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ } أي: على الضالين الذين زين لهم سوء أعمالهم، وصدهم الشيطان عن الحق { حَسَرَاتٍ } فليس عليك إلا البلاغ، وليس عليك من هداهم شيء، والله هو الذي يجازيهم بأعمالهم. { إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ } قال ابن القيم رحمه الله : أما الأشقياء فقطعوا تلك المراحل سائرين إلى دار الشقاء متزودين غضب الرب سبحانه ومعاداة كتبه ورسله وما بعثوا به ومعاداة أوليائه والصد عن سبيله ومحاربة من يدعو إلى دينه ومقاتلة الذين يأمرون بالقسط من الناس وإقامة دعوة غير دعوة الله التي بعث بها رسله لتكون الدعوة له وحده فقطع هؤلاء الأشقياء مراحل أعمارهم في ضد ما يحبه الله ويرضاه . وأما السائرون إليه فظالمهم قطع مراحل عمره في غفلاته وإيثار شهواته ولذاته على مراضي الرب سبحانه وأوامره مع إيمانه بالله وكتبه ورسله واليوم الآخر لكن نفسه مغلوبة معه مأسورة مع حظه وهواه يعلم سوء حاله ويعترف بتفريطه ويعزم على الرجوع إلى الله فهذا حال المسلم وأما من زين له سوء عمله فرآه حسنا وهو غير معترف ولا مقر ولا عازم على الرجوع إلى الله والإنابة إليه أصلا فهذا لا يكاد إسلامه أن يكون صحيحا أبدا ، ولا يكون هذا إلا منسلخ القلب من الإيمان ونعوذ بالله من الخذلان . وأما الأبرار المقتصدون فقطعوا مراحل سفرهم بالاهتمام بإقامة أمر الله وعقد القلب على ترك مخالفته ، ومعاصيه فهممهم مصروفة إلى القيام بالأعمال الصالحة واجتناب الأعمال القبيحة ، فأول ما يستيقظ أحدهم من منامه يسبق إلى قلبه القيام إلى الوضوء والصلاة ،كما أمره الله فإذا أدى فرض وقته اشتغل بالتلاوة والأذكار إلى حين تطلع الشمس ، فيركع الضحى ثم ذهب إلى ما أقامه الله فيه من وقال رحمه الله : وأيضا فتزيينه سبحانه للعبد عمله السيئ عقوبة منه له ، على إعراضه عن توحيده وعبوديته وإيثار سيء العمل على حسنه ، فإنه لا بد أن يعرفه سبحانه الشيء من الحسن ، فإذا آثر القبيح واختاره وأحبه ورضيه لنفسه زينه سبحانه له ، وأعماه عن رؤية قبحه بعد أن رآه قبيحا ، وكل ظالم وفاجر وفاسق لا بد أن يريه الله تعالى ظلمه وفجوره وفسقه قبيحا ، فإذا تمادى عليه ارتفعت رؤية قبحه من قلبه ، فربما رآه حسنا عقوبة له ، فإنه إنما يكشف له عن قبحه بالنور الذي في قلبه وهو حجة الله عليه ، فإذا تمادى في غيه وظلمه ذهب ذلك النور فلم ير قبحه في ظلمات الجهل والفسوق والظلم ا.هـ وقال ابن عباس رضي الله عنهما: الضلالة لها حلاوة في قلوب أهلها قال الله تعالى " وذر الذين اتخذوا دينهم لعباً ولهواً " يا أخواني : ألا ترون إلى هذا المفتون ، كيف زين له سوء عمله فرآه حسنا لقد ابتلاه الله تعالى بأمور : الأول : عدم فهمه لكلام العرب ، وعدم قدرته على معرفة ما يريدون ، فصار الكلام الحسن في سمعه قبيحا ، والقبيح في سمعه حسنا ، وهذه عقوبة ابتلي بها فقد قال الله تعالى في حق من عصاه ( سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين ) وما هذه العقوبة إلا بسبب المعاصي والسيئات وذنوب الخلوات الثاني : فهمه للكلام على غير مراده فتراه يفهم الكلام الحق الواضح المبين فهما غريبا عجيبا الثالث : عدم قدرته على البيان ، فإذا أبان عن أمر فإنه من العسير عليك أن تفهم مراده . الرابع : تجويزه لنفسه الكذب ، فتجده يكذب على أهل الإيمان وأهل التوحيد ، من دون حياء ولا وجل ، وقد قيل ( إذا لم تستح فاصنع ما شئت ) الخامس : سعيه الشديد في إظهار العلماء والصالحين وأولياء الله بمظهر سيء ، وما علم أن كل ذلك عائد إليه ، وأنهم رحمهم الله لا ينالهم من أذاه شيئ ، بل أخذوا حسناته وفازوا برفع الدرجات وباء هو بالأوزار والآثام ، وما مثله إلا كمثل القائل : يا ناطح الجبل العالي ليوهنه *** أشفق على الرأس لا تشفق على الجبل وكقول من قبله : كناطح صخرة يوما ليوهنها *** فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل فاحذروا يا إخواني الذنوب والمعاصي واتباع الهوى ، فإن عواقبها وخيمة مردية لصاحبها ، توقع العبد في الخذلان وعدم التوفيق منقول |
جزاك الله خير
|
الله يجــزاك خيــر
سائلا الله تعالى ...أن يجعلنــا مع زمــــرة المتقين ويجمعلنــا مع الصديقين والشهداء والصــالحين وحسن أولئــك رفيــقا وعامـــة المــسلــمين الاحياء والامــوات ..منهم .. وجــزاك الله خيـــــــــر |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الله يجزاك خير ياخوي ,, وعسى الله لا يجعلنا من هؤلاء الناس وعسى الله يحفظك ويحفظنا يارب ما قصرت يا الحبيب |
جزاك الله خير اخوي
|
جزاك الله خيرا 00 اللهم نعوذ بك من الخذلان 00 ومن الحور بعد الكور 00 آمــــــــــــــــــــين
|
اللهم ثبت قلوبنا على دينك يا كريم ...
جزاك الله خيرا اخي الفاضل طلال على الموووضووع المفيد لا حرمك الله الا جر ... اختكم في الله .... مـــهـــا... |
أخوي طلال شكرالك
بارك الله فيك وأعانك لكل خير جزاك الله خيرا |
بــارك اللــه فـيـك
:smile: |
جزاك الله خيراً .,.,.,. |
الساعة الآن 1:44 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
TranZ By World 4Arab