![]() |
رُوحٌ وصَدَى ..
رُوحٌ وصَدَى ..
نور الجندلي ماؤهم الرَّاكـدُ لا يُعجبك ، وسكونٌ لا يسيرُ على هواك .. الصّمتُ في كلّ وقتٍ زينة ، شريطة ألا يكون من النوع الذي ألِفوه .. صمتُ الحق أمام ضجيج الباطل . يُقلقكَ حالهم ، فقد تردّى كثيراً بعد محاولاتٍ كثيرة لبلوغِ النّجاح .. تسرَّبَ اليأسُ إلى قلوبهم رويداً حتى سكنها ، وسرى مسرى الدّماءِ في العُروق . فَترت القوى ، وأُغمِضَت الأجفانُ على هزيمة ، ورُفعت راية الاستسلام هذه المرّة بيضاء شاحبة ، لا نصوع فيها ولا ضياء ! أيّ همٍّ ثقيلٍ قد تفشّى ، وقد غُرست في كلٍّ قلبٍ فسيلة ؟ هل تماوت بريقُ الحياة في جذورهم ، فزهدوا بأثرٍ يتركونه ؟ أم لم تَعُد للحياة قيمة ولا معنى ، فأصبحت المبادئ طلاسماً في معاجم فكرهم . تجلسُ بعيداً جداً ، منزوياً على صخرة الحقيقة .. كُلَّما مَرَّ يومٌ ازدادت حدودُ الصّخرة اتّساعاً .. وازدادت صخور الهمّ جثوماً في داخلك . طعمُ اليأسِ مرٌّ لمن يتذوقه في مشهدٍ سائد . ليس كمن اعتاد تجرّعه يوماً إثرَ يوم فاستساغه ! تهبُّ رِيحُ الهمّة لتُعرّي الحقيقة في صخرتك ، ولتنقُش لكَ رسالة تحدوكَ إلى نهوض .. فالكلُّ هناك ينتظرك .. بعضهم قد يذكر ملامحك ، والبعض يجهلك ! لكنّهم يترقبون حضورك بين إغفاءة وأخرى .. ذات يقظة ، والحلم قد أفَل باحثاً عنك ، تأتِي إليهم ، تحمِلُ ناقوسَ الخطر لتقرع بالخوفِ قلوبهم . طال السّباتُ وجفّت قلوبكم .. وغفى الحلم بعد سهدٍ طويلٍ في عُتمة فكركم ! تنقل لهم رسالة الهمّة المنقوشة على الصخرة البعيدة عن رؤاهم ، وتُقلّبُ في صحارى نفوسهم باحثاً عن بِذرة ابتلعها اليأسُ في يومٍ عاصف .. ترفَعُ كفّيكَ ، تستسقي خيراً ، وتشتعلُ في قلبك جمرة غيرة ، ويبرُقُ الحُبُّ في خبايا قلبك ، فتعقدُ العزم على أن تجعل في حياتهم صحوة ، تُحيلُ قلوبهم جناناً سُندسيّة .. وتأتي غَيمة ، تُلوّحُ لمن خلفها أن تعالوا ، فقد آن أوان النهضة .. وتتوشّح السّماءُ بغيمٍ سكوب ، يتساقط على أرضهم خيراً ، فتولدُ من رحمها زروعٌ وأشجارٌ ونخيل . تنمو .. تتحدّى القسوة في كلّ شيء ، وتتمرّدُ عاصية على الركود ، وتهبُّ واقفة بكبرياء المؤمن ، تصحبها دهشةُ الأرضِ والنهر والحجر .. هي نفسٌ طالما أرّقها الصمتُ فلاذت إليه بلا حيلة ، وارتدته بلاحولٍ ولا قوة ، مترقبة طلوع الفجر ليحكي لها حكايا ألف همّة وهِمَّة .. وكُنت أوّل البادئين بحديثٍ ، أطلق الأسارى .. فهبّوا جميعاً لجني القِطاف ، لحصد بيادرَ من نجاح .. فلتوقنُ بأنَّ الماء الرّاكد لا يتحرّكُ وحده ! لابُدّ لحصى صغيرة أن تثير هدوءه ، أو لنسمة عذبة أن تداعب روح الجمال في فكره ، لتترك صداها طيّباً عميقاً طاهراً في رُوحهِ ، وفي كلّ روحٍ ألفته . |
@ خالد @
جزاك الله خيرا على هذه الكلمات وإلى الأمام دائما تقبلي مني فائق احترامي. |
بارك الله لك ...
|
الساعة الآن 2:31 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
TranZ By World 4Arab