ما أدراكم أنه حظ عاثر إن أصابك شر وما أدراك أنه حظ سعيد إن أصابك خير ؟
هذا هو المنهاج الذي يجب علينا أن نرسمه أمام أعيننا دائما وهذا ما كان
يؤمن به ذلك الشيح الذي كان يعيش فوق تل من التلال ويملك جوادا وحيدا
محببا إليه ,ففر الجواد ذات مساء , وجاء إليه جيرانه يواسونه لهذا الحظ العاثر ,
فأجابهم بلا حزن :وما أدراكم أنه حظ عاثر؟
وبعد أيام قليلةعاد إليه الجواد مصطحبا معه عددا من الخيول البرية ! فجاء إليه الناس
من جيرانه يهنؤنه على هذا الحظ السعيد,فأجابهم بلا تهلل : وما أدراكم أنه حظ سعيد ؟
ولم تمض أيام قليلة حتى كان إبنه الشاب يدرب أحد هذه الخيول البرية فسقط من فوقه
وكسرت ساقه , وجاءو للشيخ يواسونه في هذا الحظ السيئ,فأجابهم بلا هلع :وما أدراكم أنه حظ سيئ ؟
وبعد أسابيع قليلة أعلنت الحرب وجند شباب القرية وأعفي ابن الشيخ من القتال لكسر ساقة,فمات معظم شباب القرية ..
وهكذا أحبتي ظل الحظ العاثر يمهد لحظ سعيد, والحظ السعيد يمهد لحظ عاثر...وليس هذا الكلام للقصة أحبتي وإنما
تلاحقنا هذه القاعدة في دروب حياتنا ,فأينما وقعت لنا مشكلة ندبنا حظنا العاثر وشتمنا ولربما وصل بنا الأمر لنقول
شتى أنواع السباب,وما أن تمضي ايام قلة حتى ويأتي فرج عظيم ومعه بشرى ساقتها لنا تلك الهموم ,وإن لم تسق
لنا بشرى فإن تلك المعضلة ستقوينا .
أهل الحكمة لا يغالون في الحزن على شيئ فاتهم ولا يبتهجون وتهللون غبطا لما يفرحهم لأنهم على يقين أن وراء
الشدة الفرج و وراء الفرج شدة ,وكما أوصانا مرشدنا صلى الله علية وسلم فما معناه:عجب لأمر المؤمن كلة خير
إن أصابته سراء شكر فكان خير لة وإن أصابته ضراء صبر فكان خير لة.
نرضى بأقدارنا أحبتي ولا نيأس من مصيبة لاحقتنا , ونشكر خالقنا بما أعطانا ونتأهب لشر ونشكر لخير و،
اخذ الحكمة من كل أمر يحيط بنا . حماكم ربي
والله المعين
منقوول للفائدة