![]() |
السر ..
(الســــــر) سر النجاح والتفوق الذي يجعلك في نصرة وقوة وغلبة مع الضمان والدفاع عنك.. http://sphotos-c.ak.fbcdn.net/hphoto...68106729_n.jpg الله - سبحانه - إنما ضمن نصر دينه وحزبه وأوليائه القائمين بدينه علمًا وعملًا لم يضمن نصر الباطل ولو اعتقد صاحبه أنه محق ، وكذلك العزة والعلو إنما هما لأهل الإيمان الذي بعث الله به رسله وأنزل به كتبه وهو علم وعمل وحال ، قال - تعالى - : {وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين} (آل عمران : 139) فللعبد من العلو بحسب ما معه من الإيمان ، وقال - تعالى - : {ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين} (المنافقون : 8 ) فله من العزة بحسب ما معه من الإيمان وحقائقه ، فإذا فاته حظ من العلو والعزة ففي مقابلة ما فاته من حقائق الإيمان علمًا وعملًا ظاهرًا وباطنًا ، وكذلك الدفع عن العبد هو بحسب إيمانه ، قال - تعالى - : {إن الله يدافع عن الذين آمنوا} (الحج : 38) فإذا ضعف الدفع عنه فهو من نقص إيمانه ، وكذلك الكفاية والحسب هي بقدر الإيمان ، قال - تعالى - : {يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين} (الأنفال 64) أي الله حسبك وحسب أتباعك ، أي كافيك وكافيهم ، فكفايته لهم بحسب اتباعهم لرسوله وانقيادهم له وطاعتهم له ، فما نقص من الإيمان عاد بنقصان ذلك كله ، ومذهب أهل السنة والجماعة أن الإيمان يزيد وينقص ، وكذلك ولاية الله - تعالى - لعبده هي بحسب إيمانه ، قال - تعالى - : {والله ولي المؤمنين} (آل عمران : 68) وقال الله - تعالى - : {الله ولي الذين آمنوا} (البقرة : 256) وكذلك معيته الخاصة هي لأهل الإيمان ، كما قال - تعالى - : {وإن الله مع المؤمنين} (الأنفال : 19) فإذا نقص الإيمان وضعف كان حظ العبد من ولاية الله له ومعيته الخاصة بقدر حظه من الإيمان ، وكذلك النصر والتأييد الكامل إنما هو لأهل الإيمان الكامل ، قال – تعالى- : {إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد} (غافر : 51) وقال : {فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين} (الصف : 14) فمن نقص إيمانه نقص نصيبه من النصر والتأييد ، ولهذا إذا أصيب العبد بمصيبة في نفسه أو ماله أو بإدالة عدوه عليه فإنما هي بذنوبه ، إما بترك واجب أو فعل محرم وهو من نقص إيمانه ، وبهذا يزول الإشكال الذي يورده كثير من الناس على قوله - تعالى - : {ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلًا} (النساء : 141) ويجيب عنه كثير منهم بأنه لن يجعل لهم عليهم سبيلًا في الآخرة ، ويجيب آخرون بأنه لن يجعل لهم عليهم سبيلًا في الحجة ، والتحقيق : أنها مثل هذه الآيات ، وأن انتفاء السبيل عن أهل الإيمان الكامل ، فإذا ضعف الإيمان صار لعدوهم عليهم من السبيل بحسب ما نقص من إيمانهم ، فهم جعلوا لهم عليهم السبيل بما تركوا من طاعة الله - تعالى - ، فالمؤمن عزيز غالب مؤيد منصور مكفي مدفوع عنه بالذات أين كان ، ولو اجتمع عليه من بأقطارها إذا قام بحقيقة الإيمان وواجباته ظاهرًا وباطنًا ، وقد قال - تعالى - للمؤمنين : {ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين} (آل عمران : 139) وقال - تعالى - : {فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم} (محمد : 35) فهذا الضمان إنما هو بإيمانهم وأعمالهم التي هي جند من جنود الله يحفظهم بها ، ولا يفردها عنهم ويقتطعها عنهم فيبطلها عليهم كما يتر ٌ الكافرين والمنافقين أعمالهم إذ كانت لغيره ولم تكن موافقة لأمره. إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان --------------------------------------- صفحة (192/193/194) من كتاب المفاتيح الذهبية للسعادة الأبدية من درر ونفائس إبن قيم الجوزية المجموعة الأولى الطبعة الثانية |
جزاك الله خيرا
|
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
|
جزيت خير الجزاء على المسياركه
|
الساعة الآن 7:55 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
TranZ By World 4Arab