![]() |
واحر قلباه ..
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اسمحوا لي أن اضع بين أيديكم هذه القصيدة الرائعة والتي لها مكانة خاصة في نفسي لما لهذه القصيدة من وقع خاص وتأثير كبير في حياتي لذلك لم أجد من هم اعز لدي منكم لتشاركوني ما أحب وتدلون برأيكم فيما بين أيديكم هذه القصيدة للشاعر الغني عن التعريف ( أبو الطيب المتنبي ) وهي قصيدة أسميها ( الفيصل ) إذ كانت الفيصل بين أبو الطيب وصاحبه ( سيف الدولة ) حيث حسمت موقف أبو الطيب من أعظم شخص لديه وقال هذه القصيدة وودع بها رفيق دربه ( سيف الدولة ) على رغم مرارة الموقف إلا أنه لم ينثن ِ ولم يتراجع عن قراره في ترك صاحبه .. ولن أشرح لكم بلاغة التصوير لما حدث بين أبو الطيب وبين صاحبه سيف الدولة فالقصيدة مليئة بكمية هائلة من المشاعر وقوة العبارات على من لم تستعص ِ عليه فهم مغزاها وعمق معناها فسيف الدولة كان شاعرا محنكا لم يخفَ عليه معنى كلمات صاحبه أبو الطيب فقد كان أبا للطيب وفهم بانه خسر هذا الأب نهائيا ! فسيف الدولة أكثر من عـَـرف أبا الطيب .. لن أطيل عليكم حتى لا أفقدكم لذة تذوق كلمات أبو الطيب في عتابه لأعز صاحب لديه وإليكم القصيدة :
وَاحَــرَّ قَلبــاهُ مِمَّــن قَلْبُـهُ شَـبِمُ = ومَــن بِجِسـمي وَحـالي عِنْـدَهُ سَـقَمُ ما لي أُكَـتِّمُ حُبّـاً قـد بَـرَى جَسَدي = وتَــدَّعِي حُـبَّ سَـيفِ الدَولـةِ الأُمَـمُ إِنْ كــانَ يَجمَعُنــا حُــبٌّ لِغُرَّتِــهِ = فَلَيــتَ أَنَّــا بِقَــدْرِ الحُـبِّ نَقتَسِـمُ قــد زُرتُـه وسُـيُوفُ الهِنـدِ مُغمَـدةٌ = وقــد نَظَــرتُ إليـهِ والسُـيُوفُ دَمُ وَكــانَ أَحسَــنَ خَــلقِ اللـه كُـلِّهِمِ = وكـانَ أَحْسَـنَ مـا فـي الأَحسَنِ الشِيَمُ فَــوتُ العَــدُوِّ الِّـذي يَمَّمْتَـهُ ظَفَـرٌ = فــي طَيِّـهِ أَسَـفٌ فـي طَيِّـهِ نِعَـمُ قـد نابَ عنكَ شَدِيدُ الخَوفِ واصطَنَعَتْ = لَــكَ المَهابــةُ مـا لا تَصْنـعُ البُهَـمُ أَلــزَمْتَ نَفْسَــكَ شَـيْئاً لَيسَ يَلْزَمُهـا = أَنْ لا يُـــوارِيَهُم أرضٌ ولا عَلَـــمُ أَكلمـا رُمـتَ جَيشـاً فـانثَنَى هَرَبـاً = تَصَــرَّفَتْ بِــكَ فـي آثـارِهِ الهِمَـمُ علَيــكَ هَــزمُهُمُ فـي كُـلِّ مُعْـتَرَكٍ = ومــا عَلَيـكَ بِهِـمْ عـارٌ إِذا انهَزَمـوا أَمـا تَـرَى ظَفَـراً حُـلواً سِـوَى ظَفَرٍ = تَصـافَحَت ْفيـهِ بيـضُ الهِنْـدِ والِلمَـمُ يــا أَعـدَلَ النـاسِ إِلاَّ فـي مُعـامَلَتي = فيـكَ الخِصـامُ وأَنـتَ الخَـصْمُ والحَكَمُ أُعِيذُهــا نَظَــراتٍ مِنْــكَ صادِقَـةً = أَنْ تَحْسَـبَ الشَـحمَ فيمَـن شَـحْمُهُ وَرَمُ ومـا انتِفـاعُ أَخـي الدُنيـا بِنـاظرِهِ = إِذا اســتَوَتْ عِنـدَهُ الأَنـوارُ والظُلَـمُ سَــيَعْلَمُ الجَـمْعُ مِمَّـن ضَـمَّ مَجْلِسُـنا = بِــأنَّني خَـيْرُ مَـن تَسْـعَى بِـهِ قـدَمُ أَنـا الَّـذي نَظَـرَ الأَعمَـى إلـى أَدَبي = وأَســمَعَتْ كَلِمـاتي مَـن بِـهِ صَمَـمُ أَنـامُ مِـلءَ جُـفُوفي عـن شَـوارِدِها = ويَسْــهَرُ الخَــلْقُ جَرَّاهـا ويَخـتَصِمُ وَجَــاهِلٍ مَـدَّهُ فـي جَهلِـهِ ضَحِـكِي = حَــتَّى أَتَتْــهُ يَــدٌ فَرَّاســةٌ وفَـمُ إِذا رَأيــتَ نُيُــوبَ اللّيــثِ بـارِزَةً = فَــلا تَظُنَّــنَ أَنَّ اللَيــثَ يَبْتَسِــمُ ومُهجـةٍ مُهجـتي مِـن هَـمِّ صاحِبِهـا = أَدرَكْتُهــا بِجَــوادٍ ظَهْــرُهُ حَــرَمُ رِجـلاهُ فـي الـرَكضِ رِجْلٌ واليَدانِ يَدٌ = وفِعْلُــهُ مــا تُريــدُ الكَـفُّ والقَـدَمُ ومُـرهَفٍ سِـرتُ بَيـنَ الجَحْـفَلَينِ بِـهِ = حـتَّى ضَـرَبْتُ ومَـوجُ المَـوتِ يَلْتَطِمُ الخَــيْلُ واللّيــلُ والبَيـداءُ تَعـرِفُني = والسَـيفُ والـرُمْحُ والقِرطـاسُ والقَلَـمُ صَحِـبتُ فـي الفَلَـواتِ الوَحشَ مُنْفَرِداً = حــتَّى تَعَجَّـبَ منَّـي القُـورُ والأَكَـمُ يــا مَــن يَعِـزُّ عَلَينـا أن نُفـارِقَهم = وَجداننــا كُـلَّ شَـيءٍ بَعـدَكُمْ عَـدَمُ مــا كــانَ أَخلَقَنــا مِنكُـم بِتَكرِمـة = لَــو أَن أَمــرَكُمُ مِــن أَمرِنـا أَمَـمُ إِن كــانَ سَــرَّكُمُ مـا قـالَ حاسِـدُنا = فَمــا لِجُــرْحٍ إِذا أَرضــاكُمُ أَلَــمُ وبَينَنــا لَــو رَعَيْتُــمْ ذاكَ مَعرِفـةٌ = إِنَّ المَعـارِفَ فـي أَهـلِ النُهَـى ذِمَـمُ كَــم تَطلُبُــونَ لَنـا عَيبـاً فيُعجِـزُكم = ويَكــرَهُ اللــه مـا تـأْتُونَ والكَـرَمُ مـا أَبعَـدَ العَيْـبَ والنُقصانَ من شَرَفي = أَنــا الثُرَيَّــا وَذانِ الشَـيبُ والهَـرَمُ لَيـتَ الغَمـامَ الـذي عِنـدِي صَواعِقُـهُ = يُــزِيلُهُنَّ إلــى مَــن عِنـدَه الـدِيَمُ أَرَى النَــوَى يَقْتَضِينـي كُـلَّ مَرْحَلـةٍ = لا تَســتَقِلُّ بِهــا الوَخَّــادةُ الرُسُـمُ لَئِــن تَـرَكْنَ ضُمَـيراً عـن مَيامِنِنـا = لَيَحْـــدُثَنَّ لِمَــنْ ودَّعْتُهُــمْ نَــدَمُ إذا تَرَحَّــلْتَ عـن قَـومٍ وقـد قَـدَروا = أَن لا تُفـــارِقَهم فــالراحِلُونَ هُــمُ شَــرُّ البِـلادِ مَكـانٌ لا صَـديقَ بـهِ = وشَـرُّ مـا يَكْسِـبُ الإِنسـانُ مـا يَصِمُ وشَــرُّ مـا قَنَصَتْـهُ راحَـتي قَنَـصٌ = شُــهْبُ الـبُزاةِ سَـواءٌ فيـهِ والرَخَـمُ بــأَيَّ لَفْــظٍ تَقُـولُ الشِـعْرَ زِعْنِفـةٌ = تجُــوزْ عِنـدَكَ لا عُـرْبٌ وِلا عَجَـمُ هـــذا عِتـــابكَ إِلاَّ أَنَّــهُ مِقَــةٌ = قــد ضُمِّــنَ الــدُرَّ إِلاَّ أَنَّـهُ كَـلِمُ كرم اللقاء ، وكرم الصحبة ، وكرم العتاب ، وكرم الوداع و كرم الفراق ولكن يبقى السؤال : هل ندم سيف الدولة على فراق الصاحب الطيب أم لا ؟ اللـه أعــلــم وشكرا لكم |
قصيدة رائعة جدااا
وعندي معلومة على هذة القصيدة انا احد ابيات هذه القصيدة هو الذي تسبب في مقتل المتنبي وهو هذا البيت الخيل والليل والبيداء تعرفني والسيف والرمح والقرطاس والقلم وجزاكي الله الف خير يا اختي |
أبيات جميلة مختارة
يعطيكي العفية أختي |
أهلا بكم وبتواجدكم الذي أثلج صدري
أخي العزيز عساف وأختي الماسية وشكرا لك أخي عساف على المعلومة بالفعل أثريت معرفتي بما لديك بارك الله فيكما وجزاكما الله كل خير على تفضلكم بالمشاركة واسمحوا لي أن أزيدكم مما قرأت: إذ حدثت بعض العواقب السيئة التي عقبت قصيدة أبو الطيب في عتبه على سيف الدولة فدائما نجد الوشاة لا يدعون أمرا إلا ويبثون فيه سمومهم .. لذلك كانت الفتنة أشد من القتل !! فسبحان مدبر الأكوان ومسبب الأسباب .. ظهرت احدى الوشايات فيما ذكره الرواة في شرح قصيدة ( واحر قلباه .. ) إذ قالوا : لما أنشد هذه القصيدة وانصرف، كان في المجلس رجل يعاديه، فكتب إلى أبى العشائر على لسان سيف الدولة كتابـًا إلى أنطاكية، يشرح له فيه ذكر القصيدة، وأغراه به، فوجه أبو العشائر عشرة من غلمانه، فوقفوا قريبًا من باب سيف الدولة في الليل، وانفدوا إليه رسولا على لسان سيف الدولة فلما قرب منهم، ضرب رجل منهم بيده إلى عنان فرسه، فسل أبو الطيب السيف، فوثب عليه الرجل، وتقدمت فرسه به، فعبر قنطرة كانت بين يديه، وأصاب أحدهم فرسه بسهم فانتزعة، واستقلت الفرس به، وتباعد بهم ليقطعهم من مدد إن كان لهم، ورجع إليهم بعد أن فنى نشابه، فضرب أحدهم بالسيف، فقطع الوتر وبعض القوس، وأسرع السيف في ذراعه، فوقفوا على صاحبهم المجروح، وسار وتركهم، فلما يئسوا منه قال أحدهم: نحن غلمان أبى العشائر، فحينئذ قال:
وَمُنْتَسِبٍ عـِنْدِى إلى مَنْ أُحِبَّـهُ = وَللنَّبْلٍ حـوْلى مِنْ يـَدَيـْه حـَفِيفَ فهَيَّـجَ مِـن شَـوقي ومـا مِـن مَـذلــّةٍ = حَــنَنْتُ ولكِــنَّ الكَــرِيمَ أَلُــوفُ وكُــلُّ وِداد لا يَــدُومُ عــلى الأَذَى = دَوامَ وِدادي للحُسَــــينِ ضَعِيـــفُ فـإنْ يكُـنِ الفِعـل الـذي سـاءَ واحدًا = فأَفعالُــهُ اللآئــي سَــرَرْنَ ألُـوفُ ونَفْسِــي لـهُ نفسـي الفـداءُ لنَفسِـهِ = ولكــن بَعــضَ المــالِكين عَنِيـفُ فــإِن كـان يبغِـي قَتلهـا يَـكُ قـاتلاً = بـِكَـفـّيــهِ فــالقَتل الشّــرِيفُ شَـريفُ رائع ان نرى تجلي صفة الوفاء حتى في أحلك الظروف وهي لحظات الموت وليس موتا طبيعيا بل قتلا ! ومع هذا نجد صفة الوفاء تطغى على مرارة الموت حين عاتب أبو الطيب ابا العشائر في اضمار نية القتل غدرا وقال له بأنه لن ينسى أفضاله الكثيرة مقابل تصرف واحد سيء .. لأن هذا التصرف سبقه ألوف مما يغفر له سيئته هذه .. ويجد الشرف بان يُقتل بيد يحبها ويحب صاحبها إنه لشرف عظيم ! فأين نحن من هذا الوفاء وهذه الشيم النادرة والتي أصبح الحديث عنها وكأنها أساطير من عجائب الزمان !! وشكرا لكم وعذرا للإطالة |
مرة أخرى اسمحوا لي أن أبثكم اعجابي بهذه الشخصية الفذة وهي شخصية ( أبو الطيب ) إذ أشعر بمتعة كبيرة وأنا أغوص في بحر حكمته وحنكته ولم اجد بدا من أن أهديكم شيئا ً مما ظفرت به من رحلة غوصي في بحر شـِعـره وأحضرت لكم هذا البيت الذي يتضمن حكمة وأصبحت مثلا يطلق على كل من يسعى للعلياء ولا يجد حدودا تحد من سعيه وطلبه لأعلى الأماكن وسأدون بيت الشعر مع شرح بسيط له وهو من شرح البرقوقي الحكمة تقول :
وإذا كـــانتِ النُفـــوسُ كِبـــاراً = تَعِبَــتْ فــي مُرادِهــا الأَجســامُ
ويشرح البرقوقي بقوله :
فلا تلومون من هي مثلي إذا تولعت وتعلقت بمن هو بمثل هذه الهمة وهذا السمو والرقي وسأستغل هذه الصفحة لأجعل منها مذكرة لأدون فيها كل ما يستوقفني من شعر وحكم صاحبي الغائب الحاضر بِـشـِـعره و حكمته وعلو هـمـّتـه وكرم نفسه واسمحوا لي بأن أحظى بشرف استغلال مساحة من هذا الموقع القريب إلى نفسي لأجعلها صفحة لتدوين ما سـَـلـَـب عقلي وانتشلني من كل مافي الدنيا لأختلي به معه حين يشتد الصخب وأجد رغبة في البعد عن هذا الصخب وهذا الازعاج الذي أصبح من سمات هذا العصر المزعج بكل شئ وشكرا لكل من يتكرم علي ولو بإطلالة صغيرة على هذا الموضوع فهو تعبير بسيط عما اكنه لكم وسيكون إهداء متواضع لكم جميعا من اخت لا تجد ما تقدمه لكم سوى الحب الخالص أرجو تقبل إهدائي وشكرا لكم |
مرة أخرى اعود لكم ولكن هذه المرة لتصحيح خطأ إملائي لأني لا أحب التعديل على مشاركة سابقة خشية أن يظن القاريء بأني حذفت شيئا منها لذلك فضلت أن يكون التعديل بإضافة مشاركة جديدة الخطأ هو في كلمة : فلا تلومون والصحيح : فلا تلوموا التعليل : لأن الفعل مسبوق بلا الناهية وهي تجزم الفعل ويصبح علامة الجزم حذف حرف النون لأنه فعل مضارع اتصل بواو الجماعة ومن يرى بأن هناك خطأ غفلت عنه فلينبهني مشكورا وشكرا لكم |
اشكرك اختي على الذوق الرائع
|
اشكرك اختي واتمنى لكي التوفيق في انتقاء الجيد دائما.
|
|
من جديد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يطيب اللقاء معكم وتحلو الاوقات بكم .. لذلك أعود مرة اخرى لالتقيكم إذ لا أجد من هم أحب إليّ منكم ليشاركوني فرحتي ونشوتي بالتحدث عمن أحب .. واسمحوا لي أن أقدم لكم تعريفا بسيطا عن هذا المحبوب الغائب ( الحاضر دائما ) والذي أستشعر وجوده بكم ومعكم فتكتمل فرحتي .. لذلك كان لابد من ان أقدم لكم نبذة ولو مختصرة عن حياته وشخصيته المتفردة والمتميزة والتي لم يأتي الزمان بمثلها ولا أظنه سيأتي فإليكم بعض تفاصيل حياته بقلم د . زهير غازي زاهى .. وقد اختصرتها بطريقتي الخاصة وشكرا مقدما لكل من يتكرم بقراءتها ليشاركني فرحتي ونشوتي فلتتفضلوا :
وللحديث بقية إذ سنتابع رحلته في البحث عن النموذج ولنا لقاء |
الساعة الآن 1:40 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
TranZ By World 4Arab